6050- عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن بلالا لا يدري ما الليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم "
عبد الرحمن- وهو ابن عبد الله بن دينار- قال ابن معين: في حديثه عندي ضعف، وقد حدث عنه يحيى القطان، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن المدينى: صدوق، وقال ابن عدي: بعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء، قلنا: قد احتج به البخاري فأخرج له حديث:"رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وقوله:"إن بلالا لا يدري ما الليل، مما انفرد به عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في هذه الرواية.
ويشهد له حديث أنس الاتي، ولفظه:"لا يمنعكم أذان بلال من السحور فإن في بصره شيئا".
وحديث سمرة بن جندب الاتي ٥/٩ بلفظ: "لا يغرنكم نداء بلال فإن في بصره سوءا، ولا بياض يرى بأعلى السحر".
وحديث شيبان عند الطبراني في"الكبير" (٧٢٢٨) ، وفي"الأوسط" فيما ذكر الهيثمي في"المجمع" ١/١٥٣، بلفظ:"إن مؤذننا في بصره سوء أذن قبل الفجر"، قال الهيثمي: فيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وفيه كلام.
قلنا: ولعله لهذا السبب جعل النبي بلالا يؤذن بالليل قبل طلوع الفجر لينتبه النائم، ويرجع القائم، كما مر في حديث ابن مسعود (٣٦٥٤) ، وجعل أذان دخول الفجر لابن أم مكتوم، فقد ذكر الحافظ في "الفتح"٢/١٠٠ أنه روى أبو قرة عن ابن عمر حديثا فيه: وكان ابن أم مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه، ثم ذكر الحافظ أنه روى الحديث مقلوبا بلفظ:"إن ابن أم مكتوم ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال"، وبعد أن ذكر من خرجه وأن بعضهم ادعى أنه مقلوب، وأن الصواب حديث الباب، قال: وقد كنت أميل إلى ذلك إلى أن رأيت الحديث في"صحيح ابن خزيمة"من طريقين اخرين عن عائشة، وفي بعض ألفاظه ما يبعد وقوع الوهم، وهو قوله:"إذا أذن عمرو فإنه ضرير البصر فلا يغرنكم، وإذا أذن بلال فلا يطعمن أحد"، ثم قال: وقد جمع ابن خزيمة والصبغي بين الحديثين بما حاصله: أنه يحتمل أن يكون الأذان كان نوبا بين بلال وابن أم مكتوم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس أن الأذان الأول منهما لا يحرم على الصائم شيئا، ولا يدل على دخول وقت الصلاة بخلاف الثاني، وجزم ابن حبان بذلك، ولم يبده احتمالا، وأنكر ذلك عليه الضياء وغيره، وقيل: لم يكن نوبا، وإنما كانت لهما حالتان مختلفتان: فإن بلالا كان في أول ما شرع الأذان يؤذن وحده، ولا يؤذن للصبح حتى يطلع الفجر، وعلى ذلك تحمل رواية عروة عن امرأة من بني النجار، قالت:"كان بلال يجلس على بيتي وهو أعلى بيت في المدينة، فإذا رأى الفجر تمطأ، ثم أذن"، أخرجه أبو داود، وإسناده حسن، ورواية حميد عن أنس:"أن سائلا سأل عن وقت الصلاة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا، فأذن حين طلع الفجر"، الحديث أخرجه النسائي وإسناده صحيح، ثم أردف بابن أم مكتوم، وكان يؤذن بليل، واستمر بلال على حالته الأولى، وعلى ذلك تنزل رواية أنيسة وغيرها، ثم في آخر الأمر أخر ابن أم مكتوم لضعفه، ووكل به من يراعي له الفجر، واستقر أذان بلال بليل، وكان سبب ذلك ما روي أنه ربما كان أخطأ الفجر، فأذن قبل طلوعه، وأنه أخطأ مرة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع فيقول:"ألا إن العبد نام"يعني أن غلبة النوم على عينيه منعته من تبين الفجر، وهو حديث أخرجه أبو داود وغيره ممن طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، موصولا مرفوعا، ورجاله ثقات حفاظ، لكن اتفق أئمة الحديث: علي ابن
المديني وأحمد ابن حنبل والبخاري والذهلي وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والآثرم والدارقطني على أن حمادا أخطأ في رفعه، وأن الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه، وأن حمادا انفرد برفعه، ومع ذلك فقد وجد له متابع أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن زربي- وهو بفتح الزاي، وسكون الراء، بعدها موحدة، ثم ياء كياء النسب-فرواه عن أيوب موصولا،لكن سعيد ضعيف، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب أيضا، لكنه أعضله فلم يذكر نافعا ولا ابن عمر، وله طريق أخرى عن نافع عند الدارقطني وغيره، اختلف في رفعها ووقفها أيضا، وأخرى مرسلة من طريق يونس بن عبيد وغيره عن حميد بن هلال، وأخرى من طريق سعيد، عن قتادة، مرسلة، ووصلها يونس عن سعيد بذكر أنس، وهذه طرق يقوي بعضها بعضا قوة ظاهرة، فلهذا والله أعلم استقر أن بلالا يؤذن الآذان الأول.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "قال: إن بلالا لا يدري ما الليل، فكلوا.
.
.
إلخ": يدل على أن أذان بلال بالليل ما كان قصدا، وإنما كان لعدم معرفته، وإلا فالمطلوب أن يكون الأذان بعد طلوع الفجر، لكن هذا خلاف ما تفيده الأحاديث الصحيحة، فقد جاء فيها: "أنه" ينادي "ليرجع قائمكم، وينبه نائمكم" فلا عبرة به، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ بِلَالًا لَا يَدْرِي مَا اللَّيْلُ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن بلالا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم " قال: " وكان ابن أم مكتوم...
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن مثل شجرة لا تطرح ورقها " قال: فوقع الناس في شجر البدو، ووقع في قلبي أنها النخلة، فاستحي...
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن للغادر لواء يوم القيامة، يقال: ألا هذه غدرة فلان "
عن عبد الله، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، فأنزل الله تبارك وتعالى ": {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة ع...
عن نافع، أن عبد الله بن عمر أخبره، أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة " فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والص...
عن عبد الله، أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف، فصلى سجدتين في بيته ثم قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك "
عن نافع، أن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " ينهى إذا كان ثلاثة نفر، أن يتناجى اثنان دون الثالث "
عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " لا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها "، نهى البائع والمشتري، ونهى رسول الله صلى الله عليه و...
عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ألا إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كا...