8803- عن أبي هريرة، قال: جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أين أنت؟ " قال: بربري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قم عني "، قال: بمرفقه هكذا، فلما قام عنه، أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم "
إسناده ضعيف، ومتنه منكر، عبد الله بن نافع -وهو أبن أبي نافع الصائغ المدني- روى له مسلم، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين والنسائي والعجلي والخليلي، وقال أحمد: لم يكن صاحب حديث، كان ضيقا فيه، لم يكن فيه بذاك، وقال البخاري: في حفظه شيء، وقال في موضع آخر: تعرف حفظه وتنكر، وكتابه أصح، وقال أبو حاتم مثله وزاد: ليس بالحافظ هو لين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ.
قلنا: فمثله يكون حديثه من باب الحسن شريطة أن لا يكون في متنه ما ينكر.
وأخطأ الهيثمي في تعيين عبد الله بن نافع في "المجمع" ٤/٢٣٤، فظنه عبد الله بن نافع القرشي مولى ابن عمر، وضعفه به، وعبد الله بن نافع هذا من أقران ابن أبي ذئب، ولا تعرف له رواية عنه، والله تعالى أعلم.
وأما صالح مولى التوأمة، فهو صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية، هو في الأصل حسن الحديث، قد حسن القول فيه جماعة، وضعفه آخرون بسبب اختلاطه، وكان قد اختلظ اختلاطا فاحشا، حتى قال ابن حبان في "المجروحين" ١/٣٦٦: تغير في سنة ١٢٥، وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز، فاستحق الترك.
قلنا: وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن ابن أبي ذئب كان سماعه منه قديما قبل أن يتغير، وهذا مما لا نماري فيه لاتفاقهم على ذلك، لكن لا يبعد أن يكون قد سمع منه بعد الاختلاط أيضا، لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتن هذا الحديث الذى أخرجه المصنف من طريقه أكبر برهان على ذلك، فالنكارة والتخليط بينان عليه، والله تعالى أعلم.
وأما البربر، فهم قوم قد هداهم الله للإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بزمن، فقد افتتح المسلمون بلادهم في زمن معاوية بن أبي سفيان بقيادة البطل المظفر عقبة بن نافع القرشي رحمه الله، ثم كانوا فيما بعد مادة الجيش الإسلامي في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري رحمه الله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "وأراه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم"؛ أي: أراه رفعه.
"قال: بربري": قد سبق في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص حديث في البربري يوافق هذا.
قوله : "لا يجاوز حناجرهم"؛ أي: لا ينزل منها إلى القلوب، لعل المراد: أن الغالب فيهم النفاق، والله تعالى أعلم.
وفي "المجمع": رواه أحمد، وفيه عبد الله بن نافع، وهو متروك، وقال ابن معين: يكتب حديثه، وصالح مولى التوأمة، وقد اختلط.
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ قَالَ بَرْبَرِيٌّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُمْ عَنِّي قَالَ بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا، وحيثما كنتم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني "
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بمآخذ الأمم والقرون قبلها، شبرا بشبر، وذراعا بذراع "، فقال رجل: يا...
عن أبي هريرة، قال: " كان صداقنا إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر أواق، وطبق بيديه، وذلك أربع مائة "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إني رأيتني على قليب أنزع بدلو ، ثم أخذها أبو بكر فنزع بها ذنوبا، أو ذنوبين فيهما ضعف، والله يرحمه، ث...
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الجنازة، قال: " اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنث...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي منكم بما تحقرون "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألم تروا ما قال ربكم عز وجل: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين، يقولون: الكو...
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على ناس جلوس، فقال: " ألا أخبركم بخيركم من شركم؟ " فسكت القوم، فأعادها ثلاث مرات، فقال رجل من القوم: بل...
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " يقول العبد: مالي ومالي، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأقنى، ما سوى ذلك...