8994- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان في بني إسرائيل رجل يقال له: جريج، كان يتعبد في صومعة، فأتته أمه ذات يوم فنادته، فقالت: أي جريج، أي بني، أشرف علي أكلمك، أنا أمك، أشرف علي، قال: أي رب، صلاتي وأمي، فأقبل على صلاته، ثم عادت فنادته مرارا، فقالت: أي جريج، أي بني، أشرف علي، فقال: أي رب، صلاتي وأمي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه المومسة، وكانت راعية ترعى غنما لأهلها، ثم تأوي إلى ظل صومعته فأصابت فاحشة، فحملت فأخذت وكان من زنى منهم قتل، قالوا: ممن؟ قالت: من جريج صاحب الصومعة، فجاءوا بالفؤوس والمرور، فقالوا: أي جريج، أي مراء،: انزل، فأبى وأقبل على صلاته يصلي، فأخذوا في هدم صومعته، فلما رأى ذلك نزل، فجعلوا في عنقه وعنقها حبلا، فجعلوا يطوفون بهما في الناس، فوضع أصبعه على بطنها، فقال: أي غلام، من أبوك؟ قال: أبي فلان راعي الضأن، فقبلوه، وقالوا: إن شئت بنينا لك صومعتك من ذهب وفضة، قال: أعيدوها كما كانت "
إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم.
ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ.
وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" ٥/ورقة ٢٦١ من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عوانة أيضا من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به.
وسيأتي برقم (٩٦٠٢) ، وانظر ما سلف برقم (٨٠٧١) .
المومسة: في "اللسان": (ميس) : وامرأة مومس ومومسة: فاجرة جهارا.
والصومعة: هي البناء المرتفع المحدد الطرف الأعلى، ووزنها فوعلة: وهي متعبد الرهبان، لأنهم ينفردون.
و"المرور": جمع مر، وهي المسحاة (أي: المجرفة) .
قوله: "فوضع إصبعه على بطنها"، قال السندي: ظاهره أن الأمر كان قبل الوضع، وأن الغلام تكلم في بطن أمه، والروايات المشهورة الصحيحة تدل على خلاف ذلك.
وفي الحديث فوائد، منها: عظم بر الوالدين، وإجابة دعائهما، ولو كان معذورا، لكن يختلف الحال في ذلك بحسب المقاصد.
وفيه أن صاحب الصدق مع الله لا تضره الفتن.
وفيه قوة يقين جريج وصحة رجاله، لأنه استنطق المولود مع كون العادة أنه لا ينطق، ولولا صحة رجائه بنطقه ما استنطقه.
وفيه أن الأمرين إذا تعارضا بدىء بأهمهما، فإن الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج، وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيبا لهم، وزيادة لهم في الثواب.
وفيه إثبات كرامات الأولياء، ووقوع الكرامة لهم باختيارهم وطلبهم.
وفيه أن المفزع في الأمور المهمة إلى الله يكون بالتوجه إليه في الصلاة.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "كان يتعبد"؛ أي: يجتهد في العبادة.
"أشرف علي"؛ أي: انظر إلي من فوق.
"صلاتي وأمي"؛ أي: هذه صلاتي، وتلك أمي، وقد اجتمعتا، فأيهما أولى بالإقبال؟ ثم ظهر له أن الصلاة أولى بالإقبال؛ لكونها لله.
"المومسة"؛ أي: الزانية.
"وكانت راعية"؛ لا منافاة بينه وبين ما جاء أنها كانت زانية، فمكنت نفسها من راع كان يأوي إلى صومعته؛ لجواز أن تلك الزانية كانت راعية، وأنها كانت تأوي كما كان الراعي يأوي.
"فأخذت": على بناء المفعول.
"والمرور": جمع مر - بفتح ميم - ؛ أي: المساحي، وقيل: هي الحبال التي يصعد بها إلى فوق.
"فأبى وأقبل على صلاته": وفي بعض النسخ: "فأبى يقبل على صلاته" على أن الجملة حال.
"فوضع إصبعه على بطنها.
.
.
إلخ": ظاهره أن الأمر كان قبل الوضع، وأن الغلام تكلم في بطن أمه، والروايات المشهورة الصحيحة تدل على خلاف ذلك، ويحتمل أن الولد كان في حجر أمه، فحين وضع الإصبع عليه، وقعت على بطنها، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَنْبَأَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ فَأَتَتْهُ أُمُّهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَادَتْهُ فَقَالَتْ أَيْ جُرَيْجُ أَيْ بُنَيَّ أَشْرِفْ عَلَيَّ أُكَلِّمْكَ أَنَا أُمُّكَ أَشْرِفْ عَلَيَّ قَالَ أَيْ رَبِّ صَلَاتِي وَأُمِّي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ ثُمَّ عَادَتْ فَنَادَتْهُ مِرَارًا فَقَالَتْ أَيْ جُرَيْجُ أَيْ بُنَيَّ أَشْرِفْ عَلَيَّ فَقَالَ أَيْ رَبِّ صَلَاتِي وَأُمِّي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَةَ وَكَانَتْ رَاعِيَةً تَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِهَا ثُمَّ تَأْوِي إِلَى ظِلِّ صَوْمَعَتِهِ فَأَصَابَتْ فَاحِشَةً فَأُخِذَتْ فَحَمَلَتْ وَكَانَ مَنْ زَنَى مِنْهُمْ قُتِلَ قَالُوا مِمَّنْ قَالَتْ مِنْ جُرَيْجٍ صَاحِبِ الصَّوْمَعَةِ فَجَاءُوا بِالْفُؤُوسِ وَالْمُرُورِ فَقَالُوا أَيْ جُرَيْجُ أَيْ مُرَاءٍ ثُمَّ قَالُوا انْزِلْ فَأَبَى وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ يُصَلِّي فَأَخَذُوا فِي هَدْمِ صَوْمَعَتِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ وَعُنُقِهَا حَبْلًا وَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِمَا فِي النَّاسِ فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ عَلَى بَطْنِهَا فَقَالَ أَيْ غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ أَبِي فُلَانٌ رَاعِي الضَّأْنِ فَقَبَّلُوهُ وَقَالُوا إِنْ شِئْتَ بَنَيْنَا لَكَ الصَّوْمَعَةَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ قَالَ أَعِيدُوهَا كَمَا كَانَتْ
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أفلس الرجل، فوجد غريمه متاعه عند المفلس بعينه، فهو أحق به "
عن أبي هريرة، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " للمؤمن زوجتان، يرى مخ سوقهما من فوق ثيابهما "
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقئوا عينه، فلا دية له، ولا قصاص "
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس "
عن سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة: " لتتركنها على خير ما كانت مذللة للعوافي " يعني السباع والطير
عن علي بن زيد، قال: حدثني من، سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليرتقين جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا "
عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "
عن أبي هريرة، قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: " والذي نفسي بيده، إن منكم من أحد يدخله عمله الجنة " قالوا: ولا أنت؟ يا رسول الله، قال: "...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الولد للفراش، وللعاهر الحجر "