12192-
عن أنس قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أين أبي؟ قال " في النار ".
قال: فلما رأى ما في وجهه قال: " إن أبي، وأباك في النار "
رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، وقد تفرد برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، وخالفه معمر عن ثابت -فيما قاله السيوطي في رسالته" مسالك الحنفا في والدي المصطفى" المدرجة في "الحاوي" ٢/٤٠٢، ٤٤٤ -فلم يذكر "إن أبي وأباك في النار"، ولكن قال له: "إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار"، ومعمر أثبت من حيث الرواية من حماد بن سلمة، فإن حمادا تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه ابن أبي العوجاء دسها في كتبه، فحدث بها فوهم فيها، أو أنه تصرف فرواه في المعنى، وأما معمر فلم يتكلم في حفظه ولا استنكر شيء من حديثه.
قلنا: ورواية معمر هذه التي أشار إليها السيوطي لم تقع لنا، لكن ورد من حديث سعد بن أبي وقاص وابن عمر بإسنادين صحيحين بمثل لفظ رواية معمر، وسيأتي تخريجهما فيما بعد.
قال السيوطي: فعلم أن هذا اللفظ الأول (وهو لفظ رواية حماد) من تصرف الراوي، رواه بالمعنى على حسب فهمه، وقد
وقع في "الصحيحين" روايات كثيرة من هذا النمط فيها لفظ تصرف فيه الراوي، وغيره أثبت منه.
وأخرج حديث حماد بن سلمة، أبو داود (٤٧١٨) ، وأبو عوانة ١/٩٩، والبيهقي في "السنن" ٧/١٩٠، وفي "دلائل النبوة" ١/١٩١ من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (١٣٨٣٤) عن عفان بن مسلم، عن حماد بمثله.
ويشهد له حديث عمران بن حصين عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٥٢٧) ، والطبراني في "الكبير" (٣٥٥٢) و (٣٥٥٣) و١٨/ (٥٤٨) و (٥٤٩) .
وإسناده ضعيف.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فقد أخرجه البزار (١٠٨٩) ، والطبراني (٣٢٦) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٥٩٥) ، والبيهقي في "الدلائل" ١/١٩١-١٩٢ من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن أعرابيا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال:
"في النار".
قال: فأين أبوك؟ قال: "حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار".
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وأعله بعضهم بالإرسال! انظر "العلل" لابن أبي حاتم ٢/٢٥٦، والدارقطني ٤/٣٣٤.
وأما حديث ابن عمر، فقد أخرجه ابن ماجه (١٥٧٣) عن محمد بن إسماعيل بن البختري، عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: جاء أعرابا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو؟ قال: "في النار" قال: فكأنه وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله، فأين أبوك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حيثما مررت بقبر مشرك، فبشره بالنار".
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة ١٠١-١٠٢: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، محمد بن إسماعيل وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي، وباقى رجال الإسناد على شرط الشيخين.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " قال: إن أبي وأباك في النار " : قد مال كثير من المتأخرين إلى نجاة الوالدين، إما لأنهما ماتا قبل بلوغ الدعوة إياهما، وقد قال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [الإسراء: 15]، وإما لأن الله تعالى أحياهما له صلى الله عليه وسلم، فآمنا به، وإما لأنهما يطيعان الله تعالى، ويوفقان لذلك في الامتحان الذي يكون لبعض الناس يوم القيامة على ما قالوا، فلعل محمل الحديث أن المراد بالآباء فيه: العم أبو طالب، وإطلاق اسم الأب على العم أكثر من أن يحصى، سيما أبو طالب قد تولى لتربيته صلى الله عليه وسلم، على أنه لا يظهر حاجة إلى الجواب إذا قلنا بالنجاة عند الامتحان; لأنه لا يمنع عذاب القبر.
ثم هذا الحديث في " صحيح مسلم " ، ومع ذلك تكلم فيه السيوطي - رحمه الله - ، فقال: هذا اللفظ ذكره حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس، وقد خالفه معمر عن ثابت، فذكره بلفظ: " إذا مررت بقبر كافر، فبشره بالنار " ، موضع " إن أبي وأباك في النار " ، ولا دلالة فيه على عدم نجاة الوالد الشريف، ومعمر أثبت من حماد; فإن حمادا تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير، ومن ثم لم يخرج له البخاري، وأما معمر، فلم يتكلم في حفظه، ولا استنكر شيء من حديثه، واتفق الشيخان على تخريج حديثه، ثم جاء الحديث عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، ولقيط بن عامر بمثل لفظ معمر، ثم فصل هذا الكلام، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ أَبِي قَالَ فِي النَّارِ قَالَ فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ
عن أنس، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا "
عن أنس قال: " رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين، والنملة، والحمة "
عن عبد الرحمن بن الأصم، سمعت أنسا يقول: " إن أبا بكر وعمر وعثمان، كان يتمون التكبير، فيكبرون إذا سجدوا، وإذا رفعوا ".<br> قال يحيى: أو خفضوا، قال: " ك...
عن المختار بن فلفل قال: سألت أنس بن مالك عن الشرب في الأوعية، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزفتة، وقال: " كل مسكر حرام "
عن أنس بن مالك، أن امرأة لقيت النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة، فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة قال: " يا أم فلان، اجلسي في أي نو...
عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان يمد بها صوته مدا "
عن أبي التياح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: " يا أبا عمير، ما فعل النغير " طير كان يلعب ب...
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة "
عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل من المنبر يوم الجمعة، فيكلمه الرجل في الحاجة، فيكلمه ثم يتقدم إلى مصلاه فيصلي "