12648-
عن أنس، أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا، وكان يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن زاهرا باديتنا، ونحن حاضروه ".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلا دميما، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني من هذا، فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم، حين عرفه، وجعل
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من يشتري العبد؟ " فقال: يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكن عند الله لست بكاسد أو قال: " لكن عند الله أنت غال "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (١٨٠٦) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (١٩٦٨٨) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "الشمائل" (٢٣٩) ، وأبو يعلي (٣٤٥٦) ، والبزار (٢٧٣٥- كشف الأستار) ، وابن حبان (٥٧٩٠) ، والبيهقي ٦/١٦٩ و١٠/٢٤٨، والبغوي (٣٦٠٤) ، والضياء (١٨٠٥) .
وأخرج البزار (٢٧٣٤) ، والطبراني في "الكبير" (٥٣١٠) من طريقين عن شاذ بن فياض، عن رافع بن سلمة، عن أبيه، عن سالم، عن رجل من أشجع يقال له: زاهر بن حرام الأشجعي، وكان رجلا بدويا لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هدية .
فذكره.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " وكان يهدي " : من الإهداء.
" الهدية " : - بالتشديد - ما يتحف به.
" فيجهزه " : من التجهيز; أي: إذا خرج من المدينة.
" باديتنا " : أي: ساكن لنا في البادية، يأتينا بما يكون فيها، وكأنه من إطلاق اسم المحل على الحال.
" حاضروه " : ساكنوه له في الحضر، إذا جاء فيه، نزل بنا.
" دميما " : - بالدال المهملة - ; أي: لم يكن ذا صورة جميلة في الظاهر.
" فاحتضنه " : أي: أخذه.
" لا يألو " : أي: لا يقصر.
" ما ألصق " : " ما " مصدرية; أي: إلصاق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم تبركا به.
" من يشتري العبد " : إطلاق العبد جائز على الحر; لكونه عبدا لله، والاستفهام إن كان بمعنى الإنكار; أي: ما يشتريه أحد لكونه حرا، فلا إشكال أصلا، وإن كان بمعناه الحقيقي، فأيضا لا يستلزم الإخبار بجواز بيعه، وإنما يستلزم إظهار صورة العرض على البيع للمزاح، ولا إشكال فيه.
" كاسدا " : غير مرغوب فيه؟ لانتفاء حسن الصورة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدِيَّةَ مِنْ الْبَادِيَةِ فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ عَرَفَهُ وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ
عن أنس قال: " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة لقدومه بحرابهم فرحا بذلك "
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم، فإنهم قد أدوا الذي عليه...
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار " قال معمر، وأخبرني أيوب، عن أبي ق...
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد "
عن أنس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجدة، أو الركعة فيمكث بينهما، حتى نقول: أنسي "
عن أنس قال: " ما صليت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة أخف من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تمام ركوع وسجود "
عن أنس، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا في الصبح، يدعو على أحياء من أحياء العرب: عصية، وذكوان، ورعل - ولحيان - "
عن أنس قال: سقط النبي صلى الله عليه وسلم من فرس، فجحش شقه الأيمن، فدخلوا عليه، فصلى بهم قاعدا، وأشار إليهم أن اقعدوا، فلما سلم قال: " إنما جعل الإمام...
عن أنس بن مالك قال: " ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا "