22575-
عن أبي قتادة الأنصاري قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ مال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: ماد ، عن راحلته، فدعمته بيدي.
قال: فاستيقظ.
قال: ثم سرنا.
قال: فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعمته بيدي فاستيقظ.
ثم سرنا.
فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعمته بيدي فاستيقظ.
فقال: " أبو قتادة ".
: فقلت: نعم.
يا رسول الله.
فقال: " حفظك الله كما حفظتنا منذ الليلة ".
ثم قال: " لا أرانا إلا قد شققنا عليك نح بنا عن الطريق، أو مل بنا عن الطريق، ".
قال: فعدلنا عن الطريق، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته فتوسد كل رجل منا ذراع راحلته، فما استيقظنا حتى أشرقت الشمس، وذكر صوت الصرد قال: فقلت: يا رسول الله، هلكنا فاتتنا الصلاة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم تهلكوا، ولم تفتكم الصلاة إنما تفوت اليقظان، ولا تفوت النائم هل من ماء؟ " قال: فأتيته بسطيحة، أو قال: ميضأة، فيها ماء، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دفعها إلي وفيها بقية من ماء.
قال: " احتفظ بها؛ فإنه كائن لها نبأ، وأمر بلالا فأذن فصلى ركعتين، ثم تحول في مكانه، فأمره فأقام الصلاة فصلى صلاة الصبح، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " إن كان الناس أطاعوا أبا بكر، وعمر فقد رفقوا بأنفسهم وأصابوا، وإن كانوا خالفوهما فقد خرقوا بأنفسهم ".
وكان أبو بكر، وعمر حيث فقدوا النبي صلى الله عليه وسلم قالا: للناس أقيموا بالماء حتى تصبحوا فأبوا عليهما، وانتهى إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر النهار، وقد كادوا أن يهلكوا عطشا.
فقالوا: يا رسول الله، هلكنا فدعا بالميضأة، ثم دعا بإناء، فأتي بإناء فوق القدح، ودون القعب، فتأبطهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جعل يصب في الإناء، ثم يشرب القوم حتى شربوا كلهم، ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل من عال ؟ " قال: ثم رد الميضأة، وفيها نحو مما كان فيها قال فسألناه كم كنتم؟ فقال: كان مع أبي بكر، وعمر ثمانون رجلا، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلا
رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن رباح، فمن رجال مسلم، = لكن قتادة قد خولف في بعض متن الحديث كما سيأتي بيانه.
سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة.
وأخرجه مختصرا أبو نعيم في "الدلائل" (٣١٦) من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرا عبد الرزاق (٢٢٤٠) عن عثمان بن مطر، وأبو نعيم في "الدلائل" (٣١٦) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.
وتحرف "سعيد" في مطبوع "الدلائل" إلى: "سعد".
وأخرجه عبد الرزاق (٢٢٤٠) و (٢٠٥٣٨) ، والطبراني في "الكبير" (٣٢٧١) ، والبيهقي في "الدلائل" ٤/٢٨٥-٢٨٦، والبغوي (٣٧١٦) من طريق معمر بن راشد، عن قتادة، به.
وروايتهم جميعا غير عبد الرزاق في الموضع الثاني أخصر مما هنا، وفي حديثهم جميعا خلا عبد الرزاق في الموضع الأول والطبراني: وكانوا يومئذ اثنين وسبعين رجلا، بدل قوله: كان مع أبي بكر وعمر ثمانون رجلا، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلا.
وجاء عند البيهقي والبغوي: أن القصة كانت في جيش خرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر (٢٢٥٤٦) .
قلنا: وقد وقع لقتادة في هذا الحديث وهمان: أحدهما: أنه قال: وكان أبو بكر وعمر حيث فقدوا النبي صلى الله عليه وسلم قالا للناس: أقيموا بالماء حتى تصبحوا: فأبوا عليهما.
وهذا مما خالف به قتادة غيره، فقد رواه ثابت البناني وبكر بن عبد الله المزني وغيرهما، عن عبد الله بن رباح، فذكروا ما معناه: أن أبا بكر وعمر قالا للناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليسبقكم إلى الماء ويخلفكم، وإنه بعدكم، فانتظروا.
وأن الناس قد نزلوا على أمرهما.
والثاني: في قوله: كان مع أبي بكر وعمر ثمانون رجلا، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلا.
والمحفوظ من رواية غيره: أنهم كانوا جميعا ثلاث مئة، والذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة نفر.
وقوله: ماد، أي: مال وتحرك.
= وقوله: الصرد: هو طائر ضخم الرأس والمنقار، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود، يصيد الحشرات، وربما صاد العصفور.
وقوله: السطيحة: ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه، وتكون صغيرة وكبيرة، وهي من أواني المياه.
وقوله: "خرقوا" بخاء معجمة، وراء مهملة، وقاف: من خرق خرقا: إذا عمل شيئا، فلم يرفق فيه.
وقوله: القدح: هو إناء يروي الرجلين.
وقوله: القعب: هو قدح ضخم يروي الواحد والاثنين والثلاثة.
وقوله: "هل من عال": من العل -بعين مهملة، وتشديد اللام- يقال: عل يعل، كضرب: إذا شرب الشربة الثانية.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "أو قال: ماد": من ماد يميد؛ كباع: إذا تحرك.
"فقال: أبو قتادة؟ ": أي: أأنت أبو قتادة؟ "إنما تفوت اليقظان": أي: إثم الفوت مخصوص باليقظان دون النائم؛ لعدم الاختيار.
"فقد خرقوا": - بإعجام خاء وإهمال راء -؛ من خرق؛ كسمع: إذا عمل شيئا، فلم يوفق فيه.
"هل من عال": من العل - بتشديد اللام -، يقال: عل يعل؛ كضرب: إذا شرب.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ حَادَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ قَالَ فَاسْتَيْقَظَ قَالَ ثُمَّ سِرْنَا قَالَ فَمَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَمْتُهُ بِيَدَيَّ فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ حَفِظَكَ اللَّهُ كَمَا حَفِظْتَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةِ ثُمَّ قَالَ لَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ نَحِّ بِنَا عَنْ الطَّرِيقِ أَوْ مِلْ بِنَا عَنْ الطَّرِيقِ قَالَ فَعَدَلْنَا عَنْ الطَّرِيقِ فَأَنَاخَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحِلَتَهُ فَتَوَسَّدَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ فَمَا اسْتَيْقَظْنَا حَتَّى أَشْرَقَتْ الشَّمْسُ وَذَكَرَ صَوْتَ الصُّرَدِ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا فَاتَتْنَا الصَّلَاةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ تَهْلِكُوا وَلَمْ تَفُتْكُمْ الصَّلَاةُ إِنَّمَا تَفُوتُ الْيَقْظَانَ وَلَا تَفُوتُ النَّائِمَ هَلْ مِنْ مَاءٍ قَالَ فَأَتَيْتُهُ بِسَطِيحَةٍ أَوْ قَالَ مَيْضَأَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيَّ وَفِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ مَاءٍ قَالَ احْتَفِظْ بِهَا فَإِنَّهُ كَائِنٌ لَهَا نَبَأٌ وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَحَوَّلَ فِي مَكَانِهِ فَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ النَّاسُ أَطَاعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَدْ رَفَقُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَصَابُوا وَإِنْ كَانُوا خَالَفُوهُمَا فَقَدْ خَرَقُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ حَيْثُ فَقَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَا لِلنَّاسِ أَقِيمُوا بِالْمَاءِ حَتَّى تُصْبِحُوا فَأَبَوْا عَلَيْهِمَا وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ وَقَدْ كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا عَطَشًا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا فَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَوْقَ الْقَدَحِ وَدُونَ الْقَعْبِ فَتَأَبَّطَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ يَشْرَبُ الْقَوْمُ حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ ثُمَّ نَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ مِنْ غَالٍّ قَالَ ثُمَّ رَدَّ الْمِيضَأَةَ وَفِيهَا نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا قَالَ فَسَأَلْنَاهُ كَمْ كُنْتُمْ فَقَالَ كَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثَمَانُونَ رَجُلًا وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا
عن أبي قتادة المعنى قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا في مجلس إذ مرت جنازة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مستريح ومستراح منه ".<b...
عن أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ساقي القوم آخرهم "
عن أبي قتادة قال: عبد الرزاق في حديثه قال: سمعت أبا قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس "
عن أبي قتادة، قال: عبد الرزاق في حديثه قال: سمعت أبا قتادة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو " حامل أمامة ابنة زينب، قال عبد الرزاق: على عات...
عن كبشة بنت كعب بن مالك، قال: إسحاق في حديثه: وكانت تحت ابن أبي قتادة، أن أبا قتادة دخل عليها، فسكبت له وضوءه، فجاءت هرة تشرب منه، فأصغى لها الإناء حت...
عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني " (1) 22582- عن أبي قتادة، أن رسول...
عن أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني قال: فلقيت أبا قتادة فقال: وأنا فكنت لأرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الرؤي...
عن عمرو بن سليم الزرقي أنه: سمع أبا قتادة يقول: " بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، و...
عن عبد الله بن أبي قتادة أنه: سمع أبا قتادة يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه: قام فيهم فذكر لهم الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله من أفضل ال...