23604-
عن أبي حميد الساعدي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك حتى جئنا وادي القرى، فإذا امرأة في حديقة لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " اخرصوا " فخرص القوم، وخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة: " أحصي ما يخرج منها حتى أرجع إليك إن شاء الله " قال: فخرج حتى قدم تبوك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقوم منكم فيها رجل، فمن كان له بعير فليوثق عقاله " قال: قال أبو حميد: فعقلناها، فلما كان من الليل هبت علينا ريح شديدة، فقام فيها رجل، فألقته في جبلي طيئ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك أيلة، فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء، فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردا، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ببحره، قال: ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جئنا وادي القرى فقال للمرأة: " كم حديقتك؟ " قالت: عشرة أوسق، خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني متعجل، فمن أحب منكم أن يتعجل فليفعل "
قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه حتى إذا أوفى على المدينة قال: " هي هذه طابة " فلما رأى أحدا قال: " هذا أحد يحبنا ونحبه "
" ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ " قال: قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: " خير دور الأنصار بنو النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني ساعدة، ثم في كل دور الأنصار خير "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عمرو بن يحيى: هو ابن عمارة المازني المدني.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٥٣٩، ومسلم ص ١٧٨٦ (١٢) ، وابن الجارود= (١١٠٩) ، وابن خزيمة (٢٣١٤) ، وأبو عوانة في الحج والمناقب كما في "إتحاف المهرة" ١٤/٨٧، وابن حبان (٤٥٠٣) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وروايتا ابن الجارود وابن خزيمة مختصرتان.
وأخرجه مطولا ومختصرا البخاري (١٤٨١) و (٣١٦١) ، ومسلم ص ١٧٨٦ (١٢) ، وأبو داود (٣٠٧٩) ، وأبو عوانة في الحج والمناقب، وابن حبان (٦٥٠١) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٥/٢٣٩ من طرق عن وهيب بن خالد، به.
وأخرجه مطولا ومختصرا الدارمي (٢٤٩٥) ، والبخاري (١٨٧٢) و (٣٧٩١) و (٤٤٢٢) ، ومسلم (١٣٩٢) وص ١٧٨٥-١٧٨٦ (١١) ، وأبو عوانة في الحج والمناقب، والبيهقي في "السنن" ٤/١٢٢، وفي "الدلائل" ٥/٢٣٨-٢٣٩ من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، به.
وعلق البخاري قصة هدية ملك أيلة عن أبي حميد في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين بين يدي الحديث (٢٦١٥) .
وقوله: "هذا أحد يحبنا ونحبه" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (٨٤٥٠) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وقوله: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار" له شاهد من حديث أبي هريرة أيضا سلف برقم (٧٦٢٨) ، وذكرنا عنده تتمة أحاديث الباب.
اخرصوا: أي احزروا الحديقة، كم يجيء ثمرها.
والأوسق: جمع وسق، وهو ستون ذراعا.
والعقال: الحبل الذي يربط به البعير.
وقوله: "وكتب له ببحره" قال السندي: أي: ببلده، والبحر يطلق على البلد، وقيل: تسميته بحرا، لأنهم كانوا سكان البحر، والمراد أنه أقره على بلده بما التزمه من الجزية.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "وادي القرى": - بضم القاف -: موضع بقرب المدينة.
"اخرصوا": - بضم الراء -.
"أحصي": - بفتح الهمزة -؛ من الإحصاء.
"إنها": ضمير للقصة.
"ستهب": - بضم الهاء وتشديد الباء - من الهبوب.
"عقاله": - بكسر العين -: الحبل الذي تربط به يد البعير.
"فألقته": أي: الريح.
"ببحره": أي: ببلدهم، والبحر يطلق على البلد، وقيل: تسميته بحرا؛ لأنهم كانوا سكان البحر، والمراد أنه أقره على بلده بما التزمه من الجزية.
"خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم": - بكسر الخاء - بمعنى: المخروص؛ كالذبح بمعنى المذبوح، وبالفتح - مصدر، والأقرب هاهنا الكسر؛ إذ عشرة أوسق مخروص لا هو عين التخمين الذي هو الفعل، وعلى تقدير الفتح يجعل المصدر بمعنى المفعول؛ كالخلق بمعنى المخلوق.
"إني متعجل": أي: سالك الطريقة القريبة، وكان هناك طريقان، وكأن القريبة كانت صعبة، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن أحب منكم.
.
.
إلخ".
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَصْحَابِهِ اخْرُصُوا فَخَرَصَ الْقَوْمُ وَخَرَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلْمَرْأَةِ أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ تَبُوكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا سَتَبِيتُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُومُ مِنْكُمْ فِيهَا رَجُلٌ فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَالَهُ قَالَ قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ فَعَقَلْنَاهَا فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَقَامَ فِيهَا رَجُلٌ فَأَلْقَتْهُ فِي جَبَلِ طَيِّئٍ ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلِكُ أَيْلَةَ فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ فَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَحْرِهِ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ كَمْ حَدِيقَتُكِ قَالَتْ عَشَرَةُ أَوْسُقٍ خَرْصُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي مُتَعَجِّلٌ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ فَلْيَفْعَلْ قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ هِيَ هَذِهِ طَابَةُ فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قَالَ هَذَا أُحُدٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ قَالَ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ
عن أبي حميد الساعدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل لامرئ أن يأخذ مال أخيه بغير حقه " وذلك لما حرم الله مال المسلم على المسلم
وقال عبيد بن أبي قرة: حدثنا سليمان، حدثني سهيل ، حدثني عبد الرحمن بن سعيد، عن أبي حميد الساعدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل للرجل أن يأخ...
عن أبي حميد، وأبي أسيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب فأنا أولا...
عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد، وأبا أسيد يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم ا...
عن جابر بن عبد الله، يقول: أخبرني أبو حميد: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن من النقيع، ليس بمخمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لولا خمرت...
عن معيقيب، قال: ذكر للنبي المسح في المسجد، يعني الحصى، فقال: " إن كنت لا بد فاعلا فواحدة "
عن أبي سلمة، حدثني معيقيب، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم المسح في المسجد، يعني الحصى، فقال: " إن كنت لا بد فاعلا فواحدة "
عن معيقيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل للأعقاب من النار "
عن أبي سلمة، حدثني معيقيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال: " إن كنت فاعلا فواحدة "