24842- عن أنس، قال: بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا في المدينة، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء، قال: فكانت سبع مائة بعير، قال: فارتجت المدينة من الصوت، فقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا "، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف، فقال: إن استطعت لأدخلنها قائما، فجعلها بأقتابها، وأحمالها في سبيل الله عز وجل
حديث منكر باطل، فقد تفرد به عمارة: وهو ابن زاذان الصيدلاني، وهو ممن لا يحتمل تفرده، فقد قال أحمد: يروي عن أنس أحاديث مناكير= قلنا: وهذه منها - وقال البخاري: ربما يضطرب في حديثه، وقال أبو داود: ليس بذاك، وقال أبوحاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالمتين، وقال الدارقطني: ضعيف، ووثقه أحمد في قول آخر، وقال ابن معين: صالح، ووثقه يعقوب بن سفيان، وقال أبو زرعة: لا بأس به.
وقال ابن عدي: وهو عندي لا بأس به أن يكتب حديثه.
قلنا: هذا في غير روايته حديث أنس، والله أعلم.
وأخرجه البزار (٢٥٨٦) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (٢٦٤) وأبو نعيم في "الحلية" ١ / ٩٨، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٣ / ٤٨٢ - ٤٨٣، والذهبي في "السير" ١ / ٧٦ من طرق عن عمارة بن زاذان، بهذا الإسناد.
نعم تابع عمارة أغلب بن تميم كما عند البزار (٢٥٨٧) (زوائد) لكنها متابعة لا يفرح بها، فقد رواه البزار من طريق حبان بن أغلب بن تميم، عن أبيه، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف، والذي نفسي بيده إن يدخلها إلا حبوا".
وحبان: ضعفه أبو حاتم في "الجرح والتعديل" ٣ / ٢٧١، وذكره ابن حبان في "الثقات" ٨ / ٢١٤، ووالده الأغلب ترجمه الحافظ الذهبي في "الميزان" ونقل عن البخاري قوله: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة خطئه.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٩ / ٢٢٨ (نشرة دار الفكر) ، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني، وفيه عمارة بن زاذان ضعفه النسائي والدارقطني، وقد شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بدرا والحديبية، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وصلى خلفه.
وأخرجه ابن سعد ٣ / ١٣٢ عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن أبي المليح، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عائشة مرفوعا بلفظ: "كأني بعبد الرحمن بن عوف على الصراط يميل به مرة ويستقيم أخرى حتى يفلت ولم يكد" وإسناده ضعيف لانقطاعه، حبيب بن أبي مرزوق لم يدرك عائشة.
وفي الباب عن أبي أمامة سلف ٥ / ٢٥٩ وإسناده واه.
= وعن حفصة عند الطبراني في "مسند الشاميين" (٧٠٥) وإسناده ضعيف.
وعن عبد الرحمن بن عوف عند ابن سعد ٣ / ١٣١ - ١٣٢، والبزار (٢٥٨٨) وإسناده ضعيف كذلك.
وعن عبد الله بن أبي أوفى عند البزار (٤٦٦٢) ، وإسناده منكر.
وقد أورد الإمام ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات ١ / ٣٢٧، وقال: قال أحمد: هذا الحديث كذب منكر، قال: وعمارة يروي أحاديث مناكير.
ثم قال ابن الجوزي: وبمثل هذا الحديث الباطل يتعلق جهلة المتزهدين ويرون أن المال مانع من السبق إلى الخير، ويقولون: إذا كان ابن عوف يدخل الجنة زحفا لأجل ماله كفى ذلك في ذم المال، والحديث لا يصح، وحوشي عبد الرحمن المشهود له بالجنة أن يمنعه ماله من السبق، لأن جمع المال مباح، وإنما المذموم كسبه من غير وجهه، ومنع الحق الواجب فيه، وعبد الرحمن ينزه عن الحالين، وقد خلف طلحة ثلاث مئة حمل من الذهب وخلف الزبير وغيره، ولو علموا أن ذلك مذموم لأخرجوا الكل، وكم قاص يتشوق بمثل هذا الحديث الباطل يحث على الفقر ويذم الغنى، فلله در العلماء الذين يعرفون الصحيح، ويفهمون الأصول.
وقال المنذري في "الترغيب" ٤ / ٤١ - ٤٢: وقد ورد من غير ما وجه ومن حديث جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يدخل الجنة حبوا لكثرة ماله.
ولا يسلم أجودها من مقال، ولا يبلغ شيء منها بانفراده درجة الحسن، ولقد كان ماله بالصفة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" فأنى تنقص درجاته في الآخرة أو يقصر به دون غيره من أغنياء هذه الأمة؟ فإنه لم يرد هذا في حق غيره، إنما صح سبق فقراء هذه الأمة أغنياءهم على الإطلاق، والله أعلم.
وقال الذهبي في "السير" ٦ / ٧٧: وبكل حال، فلو تأخر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب، ودخل الجنة حبوا على سبيل الاستعارة وضرب المثل، فإن منزلته في الجنة ليست بدون منزلة علي والزبير، رضي الله عن الكل.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "يقول: قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا": قال العراقي: هذا الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات" وقال: قال أحمد: هذا الحديث منكر، قال: وعمارة يروي أحاديث مناكير، وقال أبو حاتم الرازي: عمارة بن زاذان لا يحتج به، ورده الحافظ في "القول المسدد" فقال: لم ينفرد به عمارة؛ فقد روى البزار من طريق أغلب بن تميم عن ثابت البناني بلفظ: "أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف، والذي نفس محمد بيده! إن يدخلها إلا حبوا" وأغلب شبيه بعمارة في الضعف، لكن لم أر من اتهمه بالكذب.
وقد رواه عبد بن حميد في "مسنده" أتم سياقا من رواية أحمد، ولفظه: "إن عبد الرحمن لما هاجر آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن عفان، فقال له: إن لي حائطين، فاختر أيهما شئت، فقال: بارك الله في مالك، ما لهذا أسلمت، دلني على السوق، قال: فدله، فكان يشتري السمنة والأقطة والإهاب، فجمع شيئا، فتزوج، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "بارك الله لك، أولم ولو بشاة" قال: فكثر ماله حتى قدمت له سبع مئة راحلة تحمل البز، وتحمل الدقيق والطعام، فلما دخل المدينة، سمع لأهل المدينة رجة، فقالت عائشة: ما هذه الرجة؟ فذكر الحديث، وفيه من النكارة إخاءة عبد الرحمن لعثمان، والذي في "الصحيحين": أنه سعد بن الربيع، وهو الصواب.
والذي أراه: عدم التوسع في الكلام عليه؛ فإنه يكفينا شهادة الإمام أحمد بأنه كذب، وأولى محامله أن هذا من الأحاديث التي كان الإمام يضرب عليها، فإما أنه ترك الضرب سهوا، وإما أن يكون بعض من كتبه عن عبد الله كتب الحديث، وأخل بالضرب.
ثم رأيت بعد ذلك للحديث شاهدا قوي الإسناد، وهو في "مسند الشاميين" للطبراني: عن حفصة بنت عمر قالت: كان يوم من أيامها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنام في بيتها، فطالت نومته، فهممت أن أوقظه، فهبته، فهب من نومه محمرة عيناه، فقلت: يا رسول الله! إني هممت أن أوقظك، فقال: "إني أعجبني أني رأيت أحدهم - يعني: صعاليك المهاجرين في سبيل الله - أنه يمر أحدهم بحجبة الجنة، فيرمي إليهم بسيفه، ويقول: دونكم، لم أعط ما أحاسب عليه، ثم يدخل الجنة، ورأيت أبطأ الناس دخولا النساء وذوو الأموال، وما قام عبد الرحمن بن عوف حتى أستبطأت له القيام".
وله شاهد آخر رواه البزار في "مسنده": عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الرحمن! إنك من الأغنياء، ولا تدخل الجنة إلا زحفا، فأقرض الله يطلق قدميك" فقال عبد الرحمن: ما الذي أقرض؟ وخرج عبد الرحمن، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مر عبد الرحمن فليضف الضيف، وليطعم المسكين، وليعط السائل؛ فإن ذلك يجزئه من خير ما هو فيه" وفي هذا السند ضعف.
وأخرج البزار أيضا، والطبراني من حديث عبد الرحمن بن أبي أوفى بسند ضعيف، وفيه: ثم أقبل على عبد الرحمن فقال: "لقد أبطأتك عن أصحابي حتى خشيت أن تكون هلكت وغرقت" فقال؛ أي: لعبد الرحمن: "ما أبطأ بك" فقلت: يا رسول الله! من كثرة مالي ما زلت موقوفا محاسبا أسأل عن مالي من أين اكتسبته وفيما أنفقته، فبكى عبد الرحمن وقال: يا رسول الله! هذه مئة راحلة جاءتني الليلة من تجارة مصر، فإني أشهدك أنها صدقة على فقراء أهل المدينة، لعل الله أن يخفف عني ذلك اليوم، وفي سنده عمار بن يوسف، وهو ضعيف.
قال المنذري في "ترغيبه": ورد من حديث جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن عبد الرحمن يدخل الجنة حبوا؛ لكثرة ماله، ولا يسلم أجودها من مقال، ولا يبلغ شيء منها بانفراده درجة الحسن، وقد سبق الحديث في "المسند" من حديث أبي أمامة الباهلي.
وروى السراج في "تاريخه" عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأى أنه دخل الجنة، فلم ير فيها أحدا من الأغنياء إلا عبد الرحمن بن عوف، وقال: "رأيت عبد الرحمن دخلها حين دخل حبوا" فأرسلت أم سلمة إلى عبد الرحمن تبشره، فقال: إن لي عيسا أنتظرها، فهي في سبيل الله بأحمالها ورقيقها، وإني لأرجو أن أدخلها غير حبو.
رجاله ثقات، انتهى .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ قَالَ أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ بَيْنَمَا عَائِشَةُ فِي بَيْتِهَا إِذْ سَمِعَتْ صَوْتًا فِي الْمَدِينَةِ فَقَالَتْ مَا هَذَا قَالُوا عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ مِنْ الشَّامِ تَحْمِلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ فَكَانَتْ سَبْعَ مِائَةِ بَعِيرٍ قَالَ فَارْتَجَّتْ الْمَدِينَةُ مِنْ الصَّوْتِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَبْوًا فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ إِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَدْخُلَنَّهَا قَائِمًا فَجَعَلَهَا بِأَقْتَابِهَا وَأَحْمَالِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: " سبوح قدوس، رب الملائكة والروح "، قال شعبة: حدثني هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن مطرف، ع...
عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تتفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟...
عن أبي قسيط، حدثه أن عروة بن الزبير، حدثه أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت...
عن عائشة، قالت: " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما، كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول ا...
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الغلة بالضمان "
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ابتسطوها "، (1) 24849- عن عائشة، قالت: فجعلناهن وسادتين، يعني الستر،(2)
عن خوات بن صالح، عن عمته أم عمرو بنت خوات، أن امرأة قالت لعائشة: إن ابنتي أصابها مرض، فسقط شعرها، فهو موفر، لا أستطيع أن أمشطه، وهي عروس، أفأصل في شع...
عن عائشة، قالت: دخل ناس من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليك، فقال: " عليكم " ، فقالت عائشة: عليكم لعنة الله، ولعنة اللاعنين...
عن عائشة، أن امرأة من الأنصار جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي اشتكت، فسقط شعر رأسها، وإن زوجها قد أشقاني، أفترى أن أص...