26866-
عن صفية بنت حيي، أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، فلما كان في بعض الطريق، نزل رجل، فساق بهن، فأسرع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كذاك سوقك بالقوارير "، يعني النساء،.
فبينا هم يسيرون، برك بصفية بنت حيي جملها، وكانت من أحسنهن ظهرا، فبكت.
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك، فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فلما أكثرت، زبرها وانتهرها وأمر الناس بالنزول، فنزلوا، ولم يكن يريد أن ينزل.
قالت: فنزلوا، وكان يومي، فلما نزلوا ، ضرب خباء النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل فيه، قالت: فلم أدر علام أهجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وخشيت أن يكون في نفسه شيء ، فانطلقت إلى عائشة، فقلت لها: تعلمين أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء أبدا، وإني قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني، قالت: نعم، قال: فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته بزعفران، فرشته بالماء ليذكي ريحه، ثم لبست ثيابها، ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفعت طرف الخباء، فقال لها: " ما لك يا عائشة؟ إن هذا ليس بيومك ".
قالت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فقال مع أهله، فلما كان عند الرواح، قال لزينب بنت جحش: " يا زينب، أفقري أختك صفية جملا "، وكانت من أكثرهن ظهرا، فقالت: أنا أفقر يهوديتك، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها، فهجرها، فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره، حتى رجع إلى المدينة، والمحرم وصفر، فلم يأتها، ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأول، دخل عليها، فرأت ظله، فقالت: إن هذا لظل رجل، وما يدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، فمن هذا؟ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأته قالت: يا رسول الله، ما أدري ما أصنع حين دخلت علي؟ قالت: وكانت لها جارية، وكانت تخبؤها من النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: فلانة لك، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب، وكان قد رفع، فوضعه بيده، ثم أصاب أهله، ورضي عنهم (1) 26267- عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فاعتل بعير لصفية، فذكر نحوه (2)
(١) إسناده ضعيف لجهالة سمية - أو شميسة - وبسطنا القول فيها في الرواية (٢٤٦٤٠) ، وجعفر بن سليمان - وهو الضبعي - وثقه ابن سعد وابن معين، وذكر أن يحيى القطان كان لا يروي عنه وكان يستضعفه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه.
قلنا: وقد خالف في هذا الحديث حماد
ابن سلمة، فجعله من حديث صفية بنت حيي، وإنما رواه حماد من حديث عائشة كما في الحديث الآتي.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة صفية بنت حمي من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٤/٣٢٠- ٣٢١، وقال: رواه أحمد، وفيه سمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يضعفها أحد، وبقية.
رجاله ثقات.
قلنا: وقد سلف القسم الأول من الحديث بنحوه من حديث عائشة برقم (٢٤٦٤٠) .
وسلف القسم الثاني منه بنحوه من حديث عائشة أيضا برقم (٢٥٠٠٢) .
قال السندي: قوله: "كذاك سوقك" أي: كفاك سوقك أنك تسوقهن، ولا حاجة للإسراع.
علام أهجم، أي: علام أدخل عليه.
من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: لأجله.
قد ثردته، أي: صبغته.
ليذكى، أي: يفوح ويظهر.
فقال مع أهله: من القيلولة.
(٢) إسناده ضعيف لجهالة سمية، وقد سلف الكلام عليها في الرواية (٢٤٦٤٠) .
عفان: هو ابن مسلم وتابت: هو البناني.
وأخرجه ابن راهويه (١٤٠٨) عن سمليمان بن حرب وعفان، عن حماد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (٤٦٠٢) عن موسى بن إسماعيل مختصرا، والطبراني في "الكبير" ٢٤/ (١٨٨) ، وفي "الأوسط" (٢٦٣٠) من طريق أبي عمر الضرير، كلاهما عن حماد، به.
وتحرف اسم "سمية" في مطبوع الطبراني "الكبير" إلى "سمينة".
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٤/٣٢٣، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يجرحها أحد، وبقية رجاله ثقات.
وقد سلف برقم (٢٥٠٠٢) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "كذاك سوقك": أي: كفاك سوقك أنك تسوقهن، ولا حاجة إلى الإسراع.
"على ما أهجم": أي: على ما أدخل عليه.
"من رسول الله صلى الله عليه وسلم": أي: لأجله.
"قد ثردته": أي: صبغته.
"ليذكى": أي: يفوح ويظهر.
"فقال مع أهله": من القيلولة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي شُمَيْسَةُ أَوْ سُمَيَّةُ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ هُوَ فِي كِتَابِي سُمَيَّةُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ نَزَلَ رَجُلٌ فَسَاقَ بِهِنَّ فَأَسْرَعَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَاكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ يَعْنِي النِّسَاءَ فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ بَرَكَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ جَمَلُهَا وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِهِنَّ ظَهْرًا فَبَكَتْ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا بِيَدِهِ وَجَعَلَتْ تَزْدَادُ بُكَاءً وَهُوَ يَنْهَاهَا فَلَمَّا أَكْثَرَتْ زَبَرَهَا وَانْتَهَرَهَا وَأَمَرَ النَّاسَ بِالنُّزُولِ فَنَزَلُوا وَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِلَ قَالَتْ فَنَزَلُوا وَكَانَ يَوْمِي فَلَمَّا نَزَلُوا ضُرِبَ خِبَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَخَلَ فِيهِ قَالَتْ فَلَمْ أَدْرِ عَلَامَ أُهْجَمُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنِّي فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا تَعْلَمِينَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَبِيعُ يَوْمِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ أَبَدًا وَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُ يَوْمِي لَكِ عَلَى أَنْ تُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَأَخَذَتْ عَائِشَةُ خِمَارًا لَهَا قَدْ ثَرَدَتْهُ بِزَعْفَرَانٍ فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ لِيُذَكِّيَ رِيحَهُ ثُمَّ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَتْ طَرَفَ الْخِبَاءِ فَقَالَ لَهَا مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِيَوْمِكِ قَالَتْ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ فَقَالَ مَعَ أَهْلِهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ قَالَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ يَا زَيْنَبُ أَفْقِرِي أُخْتَكِ صَفِيَّةَ جَمَلًا وَكَانَتْ مِنْ أَكْثَرِهِنَّ ظَهْرًا فَقَالَتْ أَنَا أُفْقِرُ يَهُودِيَّتَكَ فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهَا فَهَجَرَهَا فَلَمْ يُكَلِّمْهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَأَيَّامَ مِنًى فِي سَفَرِهِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ فَلَمْ يَأْتِهَا وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا وَيَئِسَتْ مِنْهُ فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ دَخَلَ عَلَيْهَا فَرَأَتْ ظِلَّهُ فَقَالَتْ إِنَّ هَذَا لَظِلُّ رَجُلٍ وَمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ هَذَا فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ حِينَ دَخَلْتَ عَلَيَّ قَالَتْ وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ وَكَانَتْ تَخْبَؤُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ فُلَانَةُ لَكَ فَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَرِيرِ زَيْنَبَ وَكَانَ قَدْ رُفِعَ فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ أَصَابَ أَهْلَهُ وَرَضِيَ عَنْهُمْ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ سُمَيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ فَاعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
عن ابن عباس، عن أمه، أنها " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا "
عن ابن عباس، أنه أفطر بعرفة، أتي برمان، فأكله، وقال: حدثتني أم الفضل " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة، أتته بلبن، فشربه "
عن أم الفضل بنت الحارث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أم حبيب بنت عباس، وهي فوق الفطيم، قالت: فقال: " لئن بلغت بنية العباس هذه وأنا حي، لأتزوجنه...
عن أم الفضل بنت الحارث، قالت: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته متوشحا في ثوب المغرب، فقرأ المرسلات، ما صلى صلاة بعدها حتى قبض صلى الله ع...
عن أم الفضل، قالت: " شكوا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة " فقالت أم الفضل: " أنا أعلم لكم ذلك، فبعثت بلبن، فشرب "
عن أم الفضل، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فجاء أعرابي، فقال: يا رسول الله، كانت لي امرأة، فتزوجت عليها امرأة أخرى، فزعمت امرأتي الأ...
عن أم الفضل، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكي، فتمنى الموت، فقال: " يا عباس، يا عم رسول الله، لا تتمن الموت، إن كنت محسنا تزداد إ...
عن أم الفضل، قالت: رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.<br> قالت: فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك...
عن أم الفضل بنت الحارث، وهي أم ولد العباس، أخت ميمونة، قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، فجعلت أبكي، فرفع رأسه، فقال: " ما يبكيك؟ " قلت: خ...