238- عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن الآخرون السابقون»
أخرجه مسلم في الطهارة باب النهي عن البول في الماء الدائم رقم 282 (الآخرون السابقون) المتأخرون في الدنيا المتقدمون في الآخرة
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( الْأَعْرَج ) كَذَا رَوَاهُ شُعَيْب وَوَافَقَهُ اِبْن عُيَيْنَةَ فِيمَا رَوَاهُ الشَّافِعِيّ عَنْهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَرَوَاهُ أَكْثَرُ أَصْحَابِ اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْن أَبِي عُثْمَان عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيّ وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد مِنْ طَرِيق الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ والطَّحَاوِيّ مِنْ طَرِيقِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّنَاد عَنْ أَبِيهِ وَالطَّرِيقَانِ مَعًا صَحِيحَانِ وَلِأَبِي الزِّنَادِ فِيهِ شَيْخَانِ وَلَفْظُهُمَا فِي سِيَاق الْمَتْن مُخْتَلِفٌ كَمَا سَنُشِيرُ إِلَيْهِ.
قَوْله : ( نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ ) اِخْتَلَفَ فِي الْحِكْمَةِ فِي تَقْدِيمِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ عَلَى الْحَدِيثِ الْمَقْصُودِ فَقَالَ اِبْن بَطَّالٍ : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَبُو هُرَيْرَة سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مَا بَعْدَهُ فِي نَسَقٍ وَاحِدٍ فَحَدَّثَ بِهِمَا جَمِيعًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَمَّامٌ فَعَلَ ذَلِكَ ; لِأَنَّهُ سَمِعَهُمَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَة وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ مُنَاسَبَة لِلتَّرْجَمَةِ.
قُلْت : جَزَمَ اِبْن التِّينِ بِالْأَوَّلِ وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ حَدِيثًا وَاحِدًا مَا فَصَّلَهُ الْمُصَنِّفُ بِقَوْلِهِ وَبِإِسْنَادِهِ وَأَيْضًا فَقَوْله " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ " طَرَف مِنْ حَدِيثٍ مَشْهُورٍ فِي ذِكْرِ يَوْم الْجُمْعَةِ سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَلَوْ رَاعَى الْبُخَارِيّ مَا اِدَّعَاهُ لَسَاقَ الْمَتْنَ بِتَمَامِهِ.
وَأَيْضًا فَحَدِيث الْبَابِ مَرْوِيّ بِطُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فِي دَوَاوِينِ الْأَئِمَّةِ وَلَيْسَ فِي طَرِيقٍ مِنْهَا فِي أَوَّلِهِ " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ " وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْيَمَانِ شَيْخ الْبُخَارِيّ بِدُونِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ.
وَقَوْلُ ابْنِ بَطَّالٍ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَمَّامٌ وَهِمَ وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ جَمَاعَة.
وَلَيْسَ لِهَمَّامٍ ذِكْرٌ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ.
وَقَوْلُهُ إِنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ مُنَاسَبَة لِلتَّرْجَمَةِ صَحِيح وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ تَكَلَّفَ فَأَبْدَى بَيْنَهُمَا مُنَاسَبَة كَمَا سَنَذْكُرُهُ , وَالصَّوَاب أَنَّ الْبُخَارِيَّ فِي الْغَالِبِ يَذْكُرُ الشَّيْءَ كَمَا سَمِعَهُ جُمْلَة لِتَضَمُّنِهِ مَوْضِع الدَّلَالَة الْمَطْلُوبَة مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَاقِيهِ مَقْصُودًا كَمَا صَنَعَ فِي حَدِيثِ عُرْوَة الْبَارِقِيِّ فِي شِرَاءِ الشَّاةِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه فِي الْجِهَادِ وَأَمْثِلَة ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ كَثِيرَة.
وَقَدْ وَقَعَ لِمَالِكٍ نَحْوُ هَذَا فِي الْمُوَطَّأِ إِذْ أَخْرَجَ فِي بَاب صَلَاة الصُّبْحِ وَالْعَتَمَة مُتُونًا بِسَنَدٍ وَاحِدٍ أَوَّلُهَا " مَرَّ رَجُل بِغُصْن شَوْك " وَآخِرُهَا " لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصُّبْحِ وَالْعَتَمَة لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " وَلَيْسَ غَرَضه مِنْهَا إِلَّا الْحَدِيث الْأَخِير لَكِنَّهُ أَدَّاهَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي سَمِعَهُ.
قَالَ اِبْن الْعَرَبِيِّ فِي الْقَبَسِ : نَرَى الْجُهَّالَ يَتْعَبُونَ فِي تَأْوِيلِهَا وَلَا تَعَلُّقَ لِلْأَوَّلِ مِنْهَا بِالْبَابِ أَصْلًا.
وَقَالَ غَيْره : وَجْه الْمُنَاسَبَة بَيْنَهُمَا أَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ آخِر مَنْ يُدْفَنُ مِنْ الْأُمَمِ فِي الْأَرْضِ وَأَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا ; لِأَنَّ الْوِعَاءَ آخِرُ مَا يُوضَعُ فِيهِ أَوَّل مَا يَخْرُجُ مِنْهُ فَكَذَلِكَ الْمَاء الرَّاكِد آخِر مَا يَقَعُ فِيهِ مِنْ الْبَوْلِ أَوَّلُ مَا يُصَادِفُ أَعْضَاء الْمُتَطَهِّر فَيَنْبَغِي أَنْ يَجْتَنِبَ ذَلِكَ.
وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ.
وَقِيلَ : وَجْه الْمُنَاسَبَة أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَإِنْ سَبَقُوا فِي الزَّمَانِ لَكِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَبَقَتْهُمْ بِاجْتِنَابِ الْمَاءِ الرَّاكِدِ إِذَا وَقَعَ الْبَوْل فِيهِ فَلَعَلَّهُمْ كَانُوا لَا يَجْتَنِبُونَهُ.
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا أَشَدَّ مُبَالَغَة فِي اِجْتِنَابِ النَّجَاسَةِ بِحَيْثُ كَانَتْ النَّجَاسَة إِذَا أَصَابَتْ جِلْدَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ فَكَيْفَ يُظَنُّ بِهِمْ التَّسَاهُل فِي هَذَا ؟ وَهُوَ اِسْتِبْعَادٌ لَا يَسْتَلْزِمُ رَفْع الِاحْتِمَال الْمَذْكُور , وَمَا قَرَّرْنَاهُ أَوْلَى.
وَقَدْ وَقَعَ لِلْبُخَارِيّ فِي كِتَاب التَّعْبِير - فِي حَدِيثٍ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيق هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مِثْل هَذَا - صَدَّرَهُ أَيْضًا بِقَوْلِهِ " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ " قَالَ : وَبِإِسْنَادِهِ.
وَلَا يَتَأَتَّى فِيهِ الْمُنَاسَبَة الْمَذْكُورَة مَعَ مَا فِيهَا مِنْ التَّكَلُّفِ.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ نُسْخَةَ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة كَنُسْخَة مَعْمَر عَنْ هَمَّام عَنْهُ وَلِهَذَا قَلَّ حَدِيثٌ يُوجَدُ فِي هَذِهِ إِلَّا وَهُوَ فِي الْأُخْرَى وَقَدْ اِشْتَمَلَتَا عَلَى أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ غَالِبَهَا وَابْتِدَاء كُلّ نُسْخَةٍ مِنْهُمَا حَدِيث " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ " فَلِهَذَا صَدَّرَ بِهِ الْبُخَارِيّ فِيمَا أَخْرَجَهُ مِنْ كُلٍّ مِنْهُمَا وَسَلَكَ مُسْلِم فِي نُسْخَة هَمَّام طَرِيقًا أُخْرَى فَيَقُولُ فِي كُلّ حَدِيث أَخْرَجَهُ مِنْهَا : قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيث مِنْهَا وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَذْكُرُ الْحَدِيثَ الَّذِي يُرِيدُهُ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ مِنْ أَثْنَاءِ النُّسْخَةِ لَا أَوَّلِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ
وبإسناده قال لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه
عن عبد الله بن مسعود ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان، فيضعه...
عن أنس بن مالك، قال: «بزق النبي صلى الله عليه وسلم في ثوبه» قال أبو عبد الله: طوله ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثني حميد، قال: سمعت أنسا،...
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل شراب أسكر فهو حرام»
عن أبي حازم، سمع سهل بن سعد الساعدي، وسأله الناس، وما بيني وبينه أحد: بأي شيء دووي جرح النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما بقي أحد أعلم به مني، «كان عل...
عن أبي بردة، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته «يستن بسواك بيده يقول أع أع، والسواك في فيه، كأنه يتهوع» عن أبي بردة، عن أبيه، قال: أ...
عن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم «إذا قام من الليل، يشوص فاه بالسواك»
عن البراء بن عازب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفو...
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا اغتسل من الجنابة، بدأ فغسل يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل أصاب...