273- عن ميمونة قالت: «وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءا لجنابة، فأكفأ بيمينه على شماله مرتين أو ثلاثا، ثم غسل فرجه، ثم ضرب يده بالأرض أو الحائط، مرتين أو ثلاثا، ثم مضمض واستنشق، وغسل وجهه وذراعيه، ثم أفاض على رأسه الماء، ثم غسل جسده، ثم تنحى فغسل رجليه» قالت: «فأتيته بخرقة فلم يردها، فجعل ينفض بيده»
(فأكفأ) قلب.
(ضرب بيده الأرض) مسحها.
(ينفض) يتنشف
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( أَخْبَرَنَا ) وَلِأَبِي ذَرٍّ ( حَدَّثَنَا الْفَضْل.
قَوْله : ( وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُضُوء الْجَنَابَة ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالْإِضَافَةِ , وَلِكَرِيمَة " وُضُوءًا " بِالتَّنْوِينِ " لِجَنَابَةٍ " بِلَامٍ وَاحِدَةٍ وَلِلْكُشْمِيهَنِيّ " جَنَابَة " وَلِرَفِيقَيْهِ " وُضِعَ " عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ " لِرَسُولِ اللَّهِ " بِزِيَادَة اللَّام أَيْ لِأَجْلِهِ " وُضُوء " بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ.
قَوْله : ( فَكَفَأَ ) وَلِغَيْر أَبِي ذَرٍّ " فَأَكْفَأَ " أَيْ قَلَبَ.
قَوْله : ( عَلَى يَسَارِهِ ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِلْمُسْتَمْلِي وَكَرِيمَة " عَلَى شِمَالِهِ ".
قَوْله : ( ضَرَبَ يَده بِالْأَرْضِ ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيّ " ضَرْب بِيَدِهِ الْأَرْض ".
قَوْله : ( ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ ) قَالَ اِبْن بَطَّالٍ : حَدِيثُ عَائِشَة الَّذِي فِي الْبَابِ قَبْلَهُ أَلْيَق بِالتَّرْجَمَةِ ; لِأَنَّ فِيهِ " ثُمَّ غَسَلَ سَائِر جَسَدِهِ " وَأَمَّا حَدِيثُ الْبَابِ فَفِيهِ " ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ " فَدَخَلَ فِي عُمُومِهِ مَوَاضِع الْوُضُوء فَلَا يُطَابِقُ قَوْله " وَلَمْ يُعِدْ غَسْلَ مَوَاضِع الْوُضُوء " وَأَجَابَ اِبْن الْمُنِير بِأَنَّ قَرِينَةَ الْحَالِ وَالْعُرْفِ مِنْ سِيَاقِ الْكَلَامِ يَخُصُّ أَعْضَاء الْوُضُوءِ فَإِنَّ تَقْدِيم غَسْلِ أَعْضَاء الْوُضُوء وَعُرْف النَّاس مِنْ مَفْهُومِ الْجَسَدِ إِذَا أُطْلِقَ بَعْدَهُ يُعْطِي ذَلِكَ ا ه.
وَلَا يَخْفَى تَكَلُّفه.
وَأَجَابَ اِبْن التِّينِ بِأَنَّ مُرَاد الْبُخَارِيّ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ " ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ " أَيْ مَا بَقِيَ مِنْ جَسَدِهِ بِدَلِيلِ الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى.
وَهَذَا فِيهِ نَظَر ; لِأَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ غَيْر تِلْكَ الْقِصَّةِ كَمَا قَدَّمْنَا فِي أَوَائِل الْغُسْلِ.
وَقَالَ الْكَرْمَانِيّ : لَفْظ " جَسَده " شَامِل لِجَمِيعِ أَعْضَاءِ الْبَدَنِ فَيُحْمَلُ عَلَيْهِ الْحَدِيث السَّابِق أَوْ الْمُرَاد هُنَا بِسَائِر جَسَده أَيْ بَاقِيهِ بَعْدَ الرَّأْسِ لَا أَعْضَاء الْوُضُوء.
قُلْت : وَمِنْ لَازِمِ هَذَا التَّقْدِيرِ أَنَّ الْحَدِيثَ غَيْر مُطَابِقٍ لِلتَّرْجَمَةِ.
وَاَلَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ الْبُخَارِيَّ حَمَلَ قَوْله " ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ " عَلَى الْمَجَازِ أَيْ مَا بَقِيَ بَعْدَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَدَلِيل ذَلِكَ قَوْله بَعْدُ " فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ " إِذْ لَوْ كَانَ قَوْله " غَسَلَ جَسَدَهُ " مَحْمُولًا عَلَى عُمُومِهِ لَمْ يَحْتَجْ لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ ثَانِيًا ; لِأَنَّ غَسْلَهُمَا كَانَ يَدْخُلُ فِي الْعُمُومِ وَهَذَا أَشْبَه بِتَصَرُّفَات الْبُخَارِيّ إِذْ مِنْ شَأْنه الِاعْتِنَاء بِالْأَخْفَى أَكْثَر مِنْ الْأَجْلَى.
وَاسْتَنْبَطَ اِبْن بَطَّالٍ مِنْ كَوْنِهِ لَمْ يُعِدْ غَسْلَ مَوَاضِع الْوُضُوء إِجْزَاء غُسْل الْجُمْعَةِ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ وَإِجْزَاء الصَّلَاة بِالْوُضُوءِ الْمُجَدَّدِ لِمَنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ كَانَ قَبْلَ التَّجْدِيدِ مُحْدِثًا.
وَالِاسْتِنْبَاط الْمَذْكُور مَبْنِيّ عِنْدَهُ عَلَى أَنَّ الْوُضُوءَ الْوَاقِعَ فِي غُسْلِ الْجَنَابَةِ سُنَّةٌ وَأَجْزَأَ مَعَ ذَلِكَ عَنْ غَسْلِ تِلْكَ الْأَعْضَاءِ بَعْدَهُ.
وَهِيَ دَعْوَى مَرْدُودَةٌ ; لِأَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ النِّيَّةِ فَمَنْ نَوَى غَسْل الْجَنَابَةِ وَقَدَّمَ أَعْضَاء الْوُضُوء لِفَضِيلَتِهِ ثُمَّ غَسَلَهُ وَإِلَّا فَلَا يَصِحُّ الْبِنَاءُ الْمَذْكُورُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قَوْله : ( يَنْفُضُ الْمَاء بِيَدِهِ ) سَقَطَ " الْمَاء " مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَلِلْأَصِيلِيّ " فَجَعَلَ يَنْفُضُ بِيَدِهِ.
وَبَاقِي مَبَاحِث الْمَتْن تَقَدَّمَ فِي أَوَائِل الْغُسْلِ.
وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمٍ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءًا لِجَنَابَةٍ فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ أَوْ الْحَائِطِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ قَالَتْ فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا فَجَعَلَ يَنْفُضُ بِيَدِهِ
عن أبي هريرة، قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما، فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قام في مصلاه، ذكر أنه جنب، فقال لنا: «مكانكم» ثم رجع...
عن ابن عباس، قال: قالت ميمونة: «وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلا، فسترته بثوب، وصب على يديه، فغسلهما، ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه، فضرب بيده ا...
عن عائشة، قالت: «كنا إذا أصابت إحدانا جنابة، أخذت بيديها ثلاثا فوق رأسها، ثم تأخذ بيدها على شقها الأيمن، وبيدها الأخرى على شقها الأيسر»
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة، ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى صلى الله عليه وسلم يغتسل وحده، فقالوا: وا...
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينا أيوب يغتسل عريانا، فخر عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحتثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أ...
أم هانئ بنت أبي طالب، تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره فقال: «من هذه؟» فقلت: أنا أم هانئ
عن ميمونة قالت: «سترت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل من الجنابة، فغسل يديه، ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه وما أصابه، ثم مسح بيده على الحائط أو...
عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت: جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: إن الله لا يستحيي من الحق، هل على ا...
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب، فانخنست منه، فذهب فاغتسل ثم جاء، فقال: «أين كنت يا أبا هريرة» قال: كنت جنبا...