938- عن سهل بن سعد، قال: «كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصول السلق، فتجعله في قدر، ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة، فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا، فنلعقه وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك»
أخرجه مسلم في الجمعة باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس رقم 859
(تجعل) في نسخة (تحقل) تزرع.
(أربعاء) ساقية صغيرة.
(سلقا) هو نوع من البقل.
(عرقه) لحمه أي قامت مقامه قطع اللحم فيه وفي نسخة (غرقة) تغرق في المرق لشدة نضجه وفي نسخة (غرفه) مرقه الذي يغرف.
(فنلعقه) نلحسه
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان ) هُوَ مُحَمَّد بْن مُطَرِّف اَلْمَدَنِيُّ , وَأَبُو حَازِم هُوَ سَلَمَة بْن دِينَار , وَوَهَمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ سَلْمَانُ مَوْلَى عَزَّةَ صَاحِب أَبِي هُرَيْرَة.
قَوْله : ( كَانَتْ فِينَا اِمْرَأَة ) لَمْ أَقِفْ عَلَى اِسْمِهَا.
قَوْله : ( تَجْعَلُ ) فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ تُحْقَلُ بِمُهْمَلَةٍ بَعْدَهَا قَاف أَيْ تُزْرَعُ , وَالْأَرْبِعَاءَ جَمْع رَبِيع كَأَنْصِبَاء وَنَصِيب , وَالرَّبِيع اَلْجَدْوَل وَقِيلَ اَلصَّغِيرُ وَقِيلَ اَلسَّاقِيَة اَلصَّغِيرَة وَقِيلَ حَافَات اَلْأَحْوَاض , وَالْمَزْرَعَة بِفَتْحِ اَلرَّاءِ وَحَكَى اِبْن مَالِك جَوَازَ تَثْلِيثِهَا , وَالسِّلْق بِكَسْرِ اَلْمُهْمَلَةِ مَعْرُوف وَحَكَم الْكَرْمَانِيُّ أَنَّهُ وَقَعَ هُنَا سِلْق بِالرَّفْعِ وَتَكَلَّف فِي تَوْجِيهِهِ.
قَوْله : ( تَطْحَنُهَا ) فِي رِوَايَة اَلْمُسْتَمْلِيّ " تَطْبُخُهَا " بِتَقْدِيمِ اَلْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا مُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح.
قَوْله : ( فَتَكُونُ أُصُول اَلسِّلْقِ عَرَقَه ) بِفَتْحِ اَلْمُهْمَلَةِ وَسُكُون اَلرَّاءِ بَعْدَهَا قَاف ثُمَّ هَاء ضَمِير أَيْ عَرَق اَلطَّعَام وَالْعَرَق اَللَّحْم اَلَّذِي عَلَى اَلْعَظْمِ , وَالْمُرَاد أَنَّ اَلسِّلْقَ يَقُومُ مَقَامه عِنْدَهُمْ.
وَسَيَأْتِي فِي اَلْأَطْعِمَةِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِي آخِرِ اَلْحَدِيثِ " وَاَللَّهِ مَا فِيهِ شَحْم وَلَا وَدَك " وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ " غَرِقَة " بِفَتْحِ اَلْمُعْجَمَة وَكَسْرِ اَلرَّاءِ وَبَعْدَ اَلْقَافِ هَاء اَلتَّأْنِيث , وَالْمُرَاد أَنَّ اَلسِّلْقَ يَغْرَقُ فِي اَلْمَرْقَةِ لِشِدَّة نُضْجه , وَفِي هَذَا اَلْحَدِيثِ جَوَاز اَلسَّلَامِ عَلَى اَلنِّسْوَةِ اَلْأَجَانِب , وَاسْتِحْبَاب اَلتَّقَرُّب بِالْخَيْرِ وَلَوْ بِالشَّيْءِ اَلْحَقِيرِ , وَبَيَان مَا كَانَ اَلصَّحَابَة عَلَيْهِ مِنْ اَلْقَنَاعَةِ وَشِدَّة اَلْعَيْشِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَى اَلطَّاعَةِ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ.
قَوْله : ( بِهَذَا أَيْ بِالْحَدِيثِ اَلَّذِي قَبْلَهُ , وَظَاهِرُهُ أَنَّ أَبَا غَسَّان وَعَبْد اَلْعَزِيز بْن أَبِي حَازِم اِشْتَرَكَا فِي رِوَايَةِ هَذَا اَلْحَدِيثِ عَنْ أَبِي حَازِم , وَزَادَ عَبْد اَلْعَزِيز اَلزِّيَادَةَ اَلْمَذْكُورَةَ وَهِيَ قَوْلُهُ " مَا كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ اَلْجُمُعَة " وَقَدْ رَوَاهَا أَبُو غَسَّان مُفْرَدَة كَمَا فِي اَلْبَابِ اَلَّذِي بَعْدَهُ , لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ ذِكْر اَلْغَدَاءِ , وَبَيْنَ رِوَايَةِ أَبِي غَسَّان وَعَبْد اَلْعَزِيز تَفَاوُت يَأْتِي بَيَانه فِي " بَابِ تَسْلِيمِ اَلرِّجَالِ عَلَى اَلنِّسَاءِ " مِنْ كِتَاب اَلِاسْتِئْذَان إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى.
وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ لِأَحْمَدَ عَلَى جَوَازِ صَلَاة اَلْجُمُعَةِ قَبْلَ اَلزَّوَالِ وَتَرْجَمَ عَلَيْهِ اِبْن أَبِي شَيْبَة " بَاب مَنْ كَانَ يَقُولُ اَلْجُمُعَة أَوَّل اَلنَّهَارِ " وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيث سَهْل هَذَا وَحَدِيث أَنَس اَلَّذِي بَعْدَهُ وَعَنْ اِبْن عُمَر مِثْله وَعَنْ عُمَر وَعُثْمَان وَسَعْد وَابْن مَسْعُود مِثْله مِنْ قَوْلِهِمْ , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ اَلْجُمُعَة قَبْلَ اَلزَّوَالِ , بَلْ فِيهِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَشَاغَلُونَ عَنْ اَلْغَدَاءِ وَالْقَائِلَة بِالتَّهَيُّؤِ لِلْجُمُعَةِ ثُمَّ بِالصَّلَاةِ , ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ فَيَتَدَارَكُونَ ذَلِكَ.
بَلْ اِدَّعَى اَلزَّيْنُ بْن اَلْمُنِيرِ أَنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ اَلْجُمُعَة تَكُونُ بَعْدَ اَلزَّوَالِ لِأَنَّ اَلْعَادَةَ فِي اَلْقَائِلَةِ أَنْ تَكُونَ قَبْلَ اَلزَّوَالِ فَأَخْبَرَ اَلصَّحَابِيّ أَنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَغِلُونَ بِالتَّهَيُّؤِ لِلْجُمُعَةِ عَنْ اَلْقَائِلَةِ وَيُؤَخِّرُونَ اَلْقَائِلَةَ حَتَّى تَكُونَ بَعْدَ صَلَاةِ اَلْجُمُعَة.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ كَانَتْ فِينَا امْرَأَةٌ تَجْعَلُ عَلَى أَرْبِعَاءَ فِي مَزْرَعَةٍ لَهَا سِلْقًا فَكَانَتْ إِذَا كَانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ ثُمَّ تَجْعَلُ عَلَيْهِ قَبْضَةً مِنْ شَعِيرٍ تَطْحَنُهَا فَتَكُونُ أُصُولُ السِّلْقِ عَرْقَهُ وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهَا فَتُقَرِّبُ ذَلِكَ الطَّعَامَ إِلَيْنَا فَنَلْعَقُهُ وَكُنَّا نَتَمَنَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِطَعَامِهَا ذَلِكَ
عن سهل، بهذا، وقال: «ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة»
عن حميد، قال: سمعت أنسا، يقول: «كنا نبكر إلى الجمعة، ثم نقيل»
عن سهل بن سعد، قال: «كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم تكون القائلة»
عن الزهري، قال: سألته هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ - يعني صلاة الخوف - قال: أخبرني سالم، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: غزوت مع رسول الله...
عن ابن عمر نحوا من قول مجاهد: إذا اختلطوا قياما، وزاد ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وإن كانوا أكثر من ذلك، فليصلوا قياما وركبانا»
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «قام النبي صلى الله عليه وسلم، وقام الناس معه، فكبر وكبروا معه وركع وركع ناس منهم معه، ثم سجد وسجدوا معه، ثم قام للثا...
عن جابر بن عبد الله، قال: جاء عمر يوم الخندق، فجعل يسب كفار قريش، ويقول: يا رسول الله، ما صليت العصر حتى كادت الشمس أن تغيب، فقال النبي صلى الله عليه...
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا جويرية عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب لا يصلين أحد العصر إلا في...
عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بغلس، ثم ركب فقال: " الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم: {فساء صباح المنذرين} " ف...