1091- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب، حتى يجمع بينها وبين العشاء» قال سالم: وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يفعله إذا أعجله السير " 1092 - وزاد الليث، قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب، قال سالم: " كان ابن عمر رضي الله عنهما: يجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة " قال سالم: وأخر ابن عمر المغرب، وكان استصرخ على امرأته صفية بنت أبي عبيد، فقلت له: الصلاة، فقال: سر، فقلت: الصلاة، فقال: سر، حتى سار ميلين أو ثلاثة، ثم نزل فصلى، ثم قال: «هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إذا أعجله السير» وقال عبد الله: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير يؤخر المغرب، فيصليها ثلاثا، ثم يسلم، ثم قلما يلبث حتى يقيم العشاء، فيصليها ركعتين، ثم يسلم ولا يسبح بعد العشاء حتى يقوم من جوف الليل»
أخرجه مسلم في الصلاة المسافرين وقصرها باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر.
وفي الحج باب الإفاضة منن عرفات إلى المزدلفة رقم 703
(أعجله السير) استعجل من أجل السير مع الركب أو لأمر آخر.
(استصرخ) أخبر بموتها من الصراخ وهو الاستغاثة بصوت مرتفع.
(يسبح) من السبحة وهي النافلة
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْر فِي السَّفَر ) يَخْرُج مَا إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْر فِي الْحَضَر , كَأَنْ يَكُون خَارِج الْبَلَد فِي بُسْتَان مَثَلًا.
قَوْله : ( وَزَادَ اللَّيْث حَدَّثَنِي يُونُس ) وَصَلَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ بِطُولِهِ عَنْ الْقَاسِم بْن زَكَرِيَّا عَنْ اِبْن زَنْجَوَيْهِ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن هَانِئ عَنْ الرَّمَادِيّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اللَّيْث بِهِ.
قَوْله : ( وَأَخَّرَ اِبْن عُمَر الْمَغْرِب وَكَانَ اِسْتَصْرَخَ عَلَى صَفِيَّة بِنْت أَبِي عُبَيْد ) هِيَ أُخْت الْمُخْتَار الثَّقَفِيّ , وَقَوْله اُسْتُصْرِخَ بِالضَّمِّ أَيْ اُسْتُغِيثَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِع , وَهُوَ مِنْ الصُّرَاخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة , وَالْمُصْرَخ الْمُغِيث قَالَ اللَّه تَعَالَى ( مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ ).
قَوْله : ( فَقُلْت لَهُ الصَّلَاة ) بِالنَّصْبِ عَلَى الْإِغْرَاء.
قَوْله : ( قُلْت لَهُ الصَّلَاة ) فِيهِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ مُرَاعَاة أَوْقَات الْعِبَادَة , وَفِي قَوْله " سِرّ " جَوَاز تَأْخِير الْبَيَان عَنْ وَقْت الْخِطَاب.
( تَنْبِيه ) : ظَاهِر سِيَاق الْمُؤَلِّف أَنَّ جَمِيع مَا بَعْد قَوْله " زَادَ اللَّيْث " لَيْسَ دَاخِلًا فِي رِوَايَة شُعَيْب , وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ أَخْرَجَ رِوَايَة شُعَيْب بَعْد ثَمَانِيَة أَبْوَاب وَفِيهَا أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ , وَإِنَّمَا الزِّيَادَة فِي قِصَّة صَفِيَّة وَصَنِيع اِبْن عُمَر خَاصَّة , وَفِي التَّصْرِيح بِقَوْلِهِ : ( قَالَ عَبْد اللَّه رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَطْ.
قَوْله : ( حَتَّى سَارَ مِيلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَة ) أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّف فِي " بَاب السُّرْعَة فِي السَّيْر " مِنْ كِتَاب الْجِهَاد مِنْ رِوَايَة أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَر قَالَ " كُنْت مَعَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر بِطَرِيقِ مَكَّة فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّة بِنْت أَبِي عُبَيْد شِدَّة وَجَع , فَأَسْرَعَ السَّيْر حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْد غُرُوب الشَّفَق نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِب وَالْعَتَمَة جَمَعَ بَيْنهمَا " فَأَفَادَتْ هَذِهِ الرِّوَايَة تَعْيِين السَّفَر الْمَذْكُور وَوَقْت اِنْتِهَاء السَّيْر وَالتَّصْرِيح بِالْجَمْعِ بَيْن الصَّلَاتَيْنِ , وَأَفَادَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَة أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَيْهِ تُعْلِمهُ بِذَلِكَ , وَلِمُسْلِمٍ نَحْوه مِنْ رِوَايَة نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر , وَفِي رِوَايَة لِأَبِي دَاوُدَ مِنْ هَذَا الْوَجْه " فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَق وَتَصَوَّبَتْ النُّجُوم نَزَلَ فَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا " وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ هَذَا الْوَجْه " حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِر الشَّفَق نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِب ثُمَّ أَقَامَ الْعِشَاء وَقَدْ تَوَارَى الشَّفَق فَصَلَّى بِنَا " فَهَذَا مَحْمُول عَلَى أَنَّهَا قِصَّة أُخْرَى , وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَنَّ فِي أَوَّله " خَرَجْت مَعَ اِبْن عُمَر فِي سَفَر يُرِيد أَرْضًا لَهُ " وَفِي الْأَوَّل أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْد رُجُوعه مِنْ مَكَّة , فَدَلَّ عَلَى التَّعَدُّد.
قَوْله : ( وَقَالَ عَبْد اللَّه ) أَيْ اِبْن عُمَر ( رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْر ) يُؤْخَذ مِنْهُ تَقْيِيد جَوَاز التَّأْخِير بِمَنْ كَانَ عَلَى ظَهْر سَيْر , وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ بَعْد سِتَّة أَبْوَاب قَوْله : ( يُقِيم الْمَغْرِب ) كَذَا لِلْحَمَوِيّ وَالْأَكْثَر بِالْقَافِ , وَهِيَ مُوَافِقَة لِلرِّوَايَةِ الْآتِيَة , وَلِلْمُسْتَمْلِي وَالْكُشْمِيهَنِيّ " يُعْتِم " بِعَيْنٍ مُهْمَلَة سَاكِنَة بَعْدهَا مُثَنَّاة فَوْقَانِيَّة مَكْسُورَة أَيْ يَدُلّ فِي الْعَتَمَة , وَلِكَرِيمَة " يُؤَخِّر " , وَفِي الْبَاب عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ قَالَ " مَا سَافَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , إِلَّا الْمَغْرِب صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيّ , وَعَنْ عَلِيّ " صَلَّيْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة السَّفَر رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِب ثَلَاثًا " أَخْرَجَهُ الْبَزَّار , وَفِيهِ أَيْضًا عَنْ خُزَيْمَةَ بْن ثَابِت وَجَابِر وَغَيْرهمَا وَعَنْ عَائِشَة كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَوَّل الصَّلَاة.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ قَالَ سَالِمٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ وَزَادَ اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ سَالِمٌ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ قَالَ سَالِمٌ وَأَخَّرَ ابْنُ عُمَرَ الْمَغْرِبَ وَكَانَ اسْتُصْرِخَ عَلَى امْرَأَتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ فَقُلْتُ لَهُ الصَّلَاةَ فَقَالَ سِرْ فَقُلْتُ الصَّلَاةَ فَقَالَ سِرْ حَتَّى سَارَ مِيلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا ثَلَاثًا ثُمَّ يُسَلِّمُ ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يُسَلِّمُ وَلَا يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعِشَاءِ حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به»
عن جابر بن عبد الله، أخبره: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة»
عن نافع، قال: وكان ابن عمر رضي الله عنهما «يصلي على راحلته، ويوتر عليها»، ويخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله
عبد الله بن دينار، قال: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «يصلي في السفر على راحلته، أينما توجهت يومئ» وذكر عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان...
عن عامر بن ربيعة أخبره، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الراحلة يسبح، يومئ برأسه قبل أي وجه توجه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم...
عن جابر بن عبد الله، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته نحو المشرق، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل، فاستقبل القبلة»
عن أنس بن سيرين، قال: استقبلنا أنس بن مالك حين قدم من الشأم، فلقيناه بعين التمر فرأيته «يصلي على حمار، ووجهه من ذا الجانب» - يعني عن يسار القبلة - فقل...
عن حفص بن عاصم ، قال: سافر ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: " صحبت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أره يسبح في السفر، وقال الله جل ذكره: (لقد كان لكم في رسو...
عن عيسى بن حفص بن عاصم، قال: حدثني أبي: أنه سمع ابن عمر، يقول: «صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يزيد في السفر على ركعتين، وأبا بكر، وعمر، وع...