1154- عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته "
(تعار) انتبه وهو يسبح أو يستغفر أو يذكر الله تعالى بأي ذكر
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا صَدَقَة ) هُوَ اِبْن الْفَضْل الْمَرْوَزِيُّ , وَجَمِيع الْإِسْنَاد كُلّه شَامِيُّونَ , وَجُنَادَة بِضَمِّ الْجِيم وَتَخْفِيف النُّون مُخْتَلَف فِي صُحْبَته.
قَوْله : ( عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَيْر بْن هَانِئ ) كَذَا لِمُعْظَمِ الرُّوَاة عَنْ الْوَلِيد بْن مُسْلِم , وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاء مِنْ رِوَايَة صَفْوَان بْن صَالِح عَنْ الْوَلِيد عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَابِت بْن ثَوْبَان عَنْ عُمَيْر بْن هَانِئ , وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِيهِ أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيّ - وَهُوَ الْحَافِظ الَّذِي يُقَال لَهُ دُحَيْم - عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْوَلِيد مَقْرُونًا بِرِوَايَةِ صَفْوَان بْن صَالِح , وَمَا أَظُنّهُ إِلَّا وَهْمًا فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ فِي الْمُعْجَم الْكَبِير عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْوَلِيد عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ كَالْجَادَّةِ , وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْن مَاجَهْ وَجَعْفَر الْفِرْيَابِيّ فِي الذِّكْر عَنْ دُحَيْم , وَكَذَا أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّان عَنْ عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمٍ عَنْ دُحَيْم , وَرِوَايَة صَفْوَان شَاذَّة فَإِنْ كَانَ حَفِظَهَا عَنْ الْوَلِيد اُحْتُمِلَ أَنْ يَكُون عِنْد الْوَلِيد فِيهِ شَيْخَانِ , وَيُؤَيِّدهُ مَا فِي آخِر الْحَدِيث مِنْ اِخْتِلَاف اللَّفْظ حَيْثُ جَاءَ فِي جَمِيع الرِّوَايَات عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ فَإِنَّهُ قَالَ " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي إِلَخْ " وَوَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة " كَانَ مِنْ خَطَايَاهُ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّه " وَلَمْ يَذْكُر رَبّ اِغْفِرْ لِي وَلَا دُعَاء , وَقَالَ فِي أَوَّله " مَا مِنْ عَبْد يَتَعَارَض مِنْ اللَّيْل " بَدَل قَوْله " مَنْ تَعَارَّ " لَكِنْ تَخَالُف اللَّفْظ فِي هَذِهِ أَخَفّ مِنْ الَّتِي قَبْلهَا.
قَوْله : ( لَهُ الْمُلْك وَلَهُ الْحَمْد ) زَادَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ عَنْ الْوَلِيد " يُحْيِي وَيُمِيت " أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي تَرْجَمَة عُمَيْر بْن هَانِئ مِنْ " الْحِلْيَة " مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْهُ.
قَوْله : ( الْحَمْد لِلَّهِ وَسُبْحَان اللَّه ) زَادَ فِي رِوَايَة كَرِيمَة " وَلَا إِلَه إِلَّا اللَّه " وَكَذَا عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَالنَّسَائِيِّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَأَبِي نُعَيْم فِي الْحِلْيَة , وَلَمْ تَخْتَلِف الرِّوَايَات فِي الْبُخَارِيّ عَلَى تَقْدِيم الْحَمْد عَلَى التَّسْبِيح , لَكِنْ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ بِالْعَكْسِ , وَالظَّاهِر أَنَّهُ مِنْ تَصَرُّف الرُّوَاة لِأَنَّ الْوَاو لَا تَسْتَلْزِم التَّرْتِيب.
قَوْله : ( وَلَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ ) زَادَ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَابْن السُّنِّيّ " الْعَلِيّ الْعَظِيم ".
قَوْله : ( ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي , أَوْ دَعَا ) كَذَا فِيهِ بِالشَّكِّ وَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون لِلتَّنْوِيعِ , وَيُؤَيِّد الْأَوَّل مَا عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ بِلَفْظِ " ثُمَّ قَالَ : رَبّ اِغْفِرْ لِي , غُفِرَ لَهُ.
أَوْ قَالَ : فَدَعَا اُسْتُجِيبَ لَهُ " شَكَّ الْوَلِيد , وَكَذَا عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَابْن مَاجَهْ بِلَفْظِ " غُفِرَ لَهُ " قَالَ الْوَلِيد " أَوْ قَالَ دَعَا اُسْتُجِيبَ لَهُ " وَفِي رِوَايَة عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ " ثُمَّ قَالَ : رَبّ اِغْفِرْ لِي , أَوْ قَالَ : ثُمَّ دَعَا " وَاقْتَصَرَ فِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ عَلَى الشِّقّ الْأَوَّل.
قَوْله : ( اُسْتُجِيبَ ) زَادَ الْأَصِيلِيُّ " لَهُ " وَكَذَا فِي الرِّوَايَات الْأُخْرَى.
قَوْله : ( فَإِنْ تَوَضَّأَ قُبِلَتْ ) أَيْ إِنْ صَلَّى.
وَفِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ وَأَبِي الْوَقْت " فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى " وَكَذَا عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَزَادَ فِي أَوَّله " فَإِنْ هُوَ عَزَمَ فَقَامَ وَتَوَضَّأَ وَصَلَّى " وَكَذَا فِي رِوَايَة عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ.
قَالَ اِبْن بَطَّال : وَعَدَ اللَّه عَلَى لِسَان نَبِيّه أَنَّ مَنْ اِسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمه لَهِجًا لِسَانه بِتَوْحِيدِ رَبّه وَالْإِذْعَان لَهُ بِالْمُلْكِ وَالِاعْتِرَاف بِنِعْمَةٍ يَحْمَدهُ عَلَيْهَا وَيُنَزِّههُ عَمَّا لَا يَلِيق بِهِ تَسْبِيحه وَالْخُضُوع لَهُ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّسْلِيم لَهُ بِالْعَجْزِ عَنْ الْقُدْرَة إِلَّا بِعَوْنِهِ أَنَّهُ إِذَا دَعَاهُ أَجَابَهُ , وَإِذَا صَلَّى قُبِلَتْ صَلَاته , فَيَنْبَغِي لِمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيث أَنْ يَغْتَنِم الْعَمَل بِهِ وَيُخْلِص نِيَّته لِرَبِّهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى.
قَوْله : ( قُبِلَتْ صَلَاته ) قَالَ اِبْن الْمُنِير فِي الْحَاشِيَة : وَجْه تَرْجَمَة الْبُخَارِيّ بِفَضْلِ الصَّلَاة , وَلَيْسَ فِي الْحَدِيث إِلَّا الْقَبُول , وَهُوَ مِنْ لَوَازِم الصِّحَّة سَوَاء كَانَتْ فَاضِلَة أَمْ مَفْضُولَة لِأَنَّ الْقَبُول فِي هَذَا الْمَوْطِن أَرْجَى مِنْهُ فِي غَيْره , وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَام فَائِدَة , فَلِأَجْلِ قُرْب الرَّجَاء فِيهِ مِنْ الْيَقِين تَمَيَّزَ عَلَى غَيْره وَثَبَتَ لَهُ الْفَضْل اِنْتَهَى.
وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد بِالْقَبُولِ هُنَا قَدْر زَائِد عَلَى الصِّحَّة , وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الدَّاوُدِيُّ مَا مُحَصِّله : مَنْ قَبِلَ اللَّه لَهُ حَسَنَة لَمْ يُعَذِّبهُ لِأَنَّهُ يَعْلَم عَوَاقِب الْأُمُور فَلَا يَقْبَل شَيْئًا ثُمَّ يُحْبِطهُ , وَإِذَا أُمِنَ الْإِحْبَاط أُمِنَ التَّعْذِيب , وَلِهَذَا قَالَ الْحَسَن : وَدِدْت أَنِّي أَعْلَم أَنَّ اللَّه قَبِلَ لِي سَجْدَة وَاحِدَة.
( فَائِدَة ) : قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْفَرْبَرِيّ الرَّاوِي عَنْ الْبُخَارِيّ : أَجْرَيْت هَذَا الذِّكْر عَلَى لِسَانِي عِنْد اِنْتِبَاهِي ثُمَّ نِمْت فَأَتَانِي آتٍ فَقَرَأَ ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّب مِنْ الْقَوْل ) الْآيَة.
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وهو يقص في قصصه، وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أخا لكم لا يقول الرفث» يعني بذلك عبد الله بن رواحة وفينا رسول...
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قطعة إستبرق، فكأني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت إليه، ورأيت كأن اثني...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم صلى ثماني ركعات، وركعتين جالسا، وركعتين بين النداءين ولم يكن يدعهما أبدا»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن»
عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة»
عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع» قلت لسفيان: فإن بعضهم يرويه ركعتي الفجر، قال...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر»
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين»
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح، حتى إني لأقول: هل قرأ بأم الكتاب».<br>