1407- عن أبو العلاء بن الشخير، أن الأحنف بن قيس، حدثهم قال: جلست إلى ملإ من قريش، فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة، حتى قام عليهم فسلم، ثم قال: بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم، ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه، ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه، يتزلزل، ثم ولى، فجلس إلى سارية، وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدري من هو؟ فقلت له: لا أرى القوم إلا قد كرهوا الذي قلت، قال: إنهم لا يعقلون شيئا، 1408 - قال لي خليلي، قال: قلت: من خليلك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر أتبصر أحدا؟» قال: فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار، وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له، قلت: نعم، قال: «ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا، أنفقه كله، إلا ثلاثة دنانير» وإن هؤلاء لا يعقلون، إنما يجمعون الدنيا، لا والله، لا أسألهم دنيا، ولا أستفتيهم عن دين، حتى ألقى الله
أخرجه مسلم في الزكاة باب في الكانزين للأموال والتغليظ عليهم رقم 992
(ملأ) جماعة.
(رجل) هو أبو ذر رضي الله عنه.
(قام عليهم) وقف عليهم.
(الهيئة) الحالة الظاهرة.
(برضف) حجارة محماة.
(حلمة) رأس الثدي.
(نغض) العظم الرقيق على طرف الكتف ويسمى الغضروف.
(يتزلزل) يتحرك ويضطرب.
(سارية) أسطوانة ودعامة.
(خليلي) صديقي الذي تخللت محبته في قلبي.
(ما بقي من النهار) أتعرف القدر الذي بقي من النهار.
(أرى) أظن.
(إلا ثلاثة دنانير) لقضاء حوائجه وأداء دينه ونفقة عياله.
(دنيا) أي شيء من متاعها
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا عَيَّاش ) هُوَ اِبْن الْوَلِيد الرَّقَّام , وَعَبْد الْأَعْلَى هُوَ اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , وَالْجُرَيْرِيّ بِضَمِّ الْجِيم هُوَ سَعِيد , وَأَبُو الْعَلَاء هُوَ يَزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن الشِّخِّير.
وَأَرْدَفَ الْمُصَنِّف هَذَا الْإِسْنَاد بِالْإِسْنَادِ الَّذِي بَعْده وَإِنْ كَانَ أَنْزَل مِنْهُ لِتَصْرِيحِ عَبْد الصَّمَد وَهُوَ اِبْن عَبْد الْوَارِث فِيهِ بِتَحْدِيثِ أَبِي الْعَلَاء لِلْجُرَيْرِيّ , وَالْأَحْنَف لِأَبِي الْعَلَاء.
وَقَدْ رَوَى الْأَسْوَد بْن شَيْبَانَ عَنْ أَبِي الْعَلَاء يَزِيد الْمَذْكُور عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّف عَنْ أَبِي ذَرّ طَرَفًا مِنْ آخِر هَذَا الْحَدِيث أَيْضًا , وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد , وَلَيْسَ ذَلِكَ بِعِلَّةٍ لِحَدِيثِ الْأَحْنَف لِأَنَّ حَدِيث الْأَحْنَف أَتَمّ سِيَاقًا وَأَكْثَر فَوَائِد , وَلَا مَانِع أَنْ يَكُون لِيَزِيدَ فِيهِ شَيْخَانِ.
قَوْله : ( جَلَسْت إِلَى مَلَإٍ ) فِي رِوَايَة مُسْلِم وَالْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن عُلَيَّة عَنْ الْجُرَيْرِيّ " قَدِمْت الْمَدِينَة , فَبَيْنَمَا أَنَا فِي حَلْقَة مِنْ قُرَيْش ".
قَوْله : ( خَشِن الشَّعْر إِلَخْ ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِمُعْجَمَتَيْنِ مِنْ الْخُشُونَة , وَلِلْقَابِسِيّ بِمُهْمَلَتَيْنِ مِنْ الْحُسْن , وَالْأَوَّل أَصَحّ.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُسْلِم " أَخْشَن الثِّيَاب أَخْشَن الْجَسَد أَخْشَن الْوَجْه فَقَامَ عَلَيْهِمْ " وَلِيَعْقُوب بْن سُفْيَان مِنْ طَرِيق حُمَيْدِ بْن هِلَال عَنْ الْأَحْنَف " قَدِمْت الْمَدِينَة فَدَخَلْت مَسْجِدهَا إِذْ دَخَلَ رَجُل آدَم طِوَال أَبْيَض الرَّأْس وَاللِّحْيَة يُشْبِه بَعْضه بَعْضًا فَقَالُوا.
هَذَا أَبُو ذَرّ ".
قَوْله : ( بَشِّرْ الْكَانِزِينَ ) فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " بَشِّرْ الْكَنَّازِينَ ".
قَوْله : ( بِرَضْفٍ ) بِفَتْحِ الرَّاء وَسُكُون الْمُعْجَمَة بَعْدهَا فَاء هِيَ الْحِجَارَة الْمُحْمَاة وَاحِدهَا رَضْفَة.
قَوْله : ( نُغْض ) بِضَمِّ النُّون وَسُكُون الْمُعْجَمَة بَعْدهَا ضَاد مُعْجَمَة : الْعَظْم الدَّقِيق الَّذِي عَلَى طَرَف الْكَتِف أَوْ عَلَى أَعْلَى الْكَتِف , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ الشَّاخِص مِنْهُ , وَأَصْل النُّغْض الْحَرَكَة فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْمَوْضِع نُغْضًا لِأَنَّهُ يَتَحَرَّك بِحَرَكَةِ الْإِنْسَان.
قَوْله : ( يَتَزَلْزَل ) أَيْ يَضْطَرِب وَيَتَحَرَّك , فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " فَيَتَجَلْجَل " بِجِيمَيْنِ , وَزَادَ إِسْمَاعِيل فِي هَذِهِ الرِّوَايَة " فَوَضَعَ الْقَوْم رُءُوسهمْ , فَمَا رَأَيْت أَحَدًا مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئًا.
قَالَ : فَأَدْبَرَ , فَاتَّبَعْته حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَة ".
قَوْله : ( وَأَنَا لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ ) زَادَ مُسْلِم مِنْ طَرِيق خُلَيْد الْعَصَرِيّ عَنْ الْأَحْنَف " فَقُلْت : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا أَبُو ذَرّ , فَقُمْت إِلَيْهِ فَقُلْت : مَا شَيْء سَمِعْتُك تَقُولهُ ؟ قَالَ : مَا قُلْت إِلَّا شَيْئًا سَمِعْته مِنْ نَبِيّهمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
وَفِي هَذِهِ الزِّيَادَة رَدّ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ مَوْقُوف عَلَى أَبِي ذَرّ فَلَا يَكُون حُجَّة عَلَى غَيْره.
وَلِأَحْمَد مِنْ طَرِيق يَزِيد الْبَاهِلِيّ عَنْ الْأَحْنَف " كُنْت بِالْمَدِينَةِ , فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَفِرّ مِنْهُ النَّاس حِين يَرَوْنَهُ , قُلْت : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَبُو ذَرّ.
قُلْت : مَا نَفَّرَ النَّاس عَنْك ؟ قَالَ : إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنْ الْكُنُوز الَّتِي كَانَ يَنْهَاهُمْ عَنْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قَوْله : ( إِنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا ) بَيَّنَ وَجْه ذَلِكَ فِي آخِر الْحَدِيث حَيْثُ قَالَ " إِنَّمَا يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا ".
وَقَوْله " لَا أَسْأَلهُمْ دُنْيَا " فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل الْمَذْكُورَة " فَقُلْت : مَا لَك وَلِإِخْوَانِك مِنْ قُرَيْش , لَا تَعْتَرِيهِمْ وَلَا تُصِيب مِنْهُمْ ؟ قَالَ : وَرَبّك لَا أَسْأَلهُمْ دُنْيَا إِلَخْ ".
قَوْله : ( قُلْت : وَمَنْ خَلِيلك ؟ قَالَ : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فَاعِل قَالَ هُوَ أَبُو ذَرّ وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَر الْمُبْتَدَأ كَأَنَّهُ قَالَ : خَلِيلِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَقَطَ بَعْد ذَلِكَ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ فَقَطْ , وَكَأَنَّ بَعْض الرُّوَاة ظَنَّهَا مُكَرَّرَة فَحَذَفَهَا وَلَا بُدّ مِنْ إِثْبَاتهَا.
قَوْله : ( يَا أَبَا ذَرّ أَتُبْصِرُ أَحَدًا ) وَهُوَ حَدِيث مُسْتَقِلّ سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَاب الرِّقَاق.
وَعَلَى مَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة مِنْ قَوْله " إِلَّا ثَلَاثَة دَنَانِير " إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
وَإِنَّمَا أَوْرَدَهُ أَبُو ذَرّ لِلْأَحْنَفِ لِتَقْوِيَةِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ ذَمّ اِكْتِنَاز الْمَال , وَهُوَ ظَاهِر فِي ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوب , وَمِنْ ثَمَّ عَقَّبَهُ الْمُصَنِّف بِالتَّرْجَمَةِ الَّتِي تَلِيه.
قَوْله : ( وَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْقِلُونَ ) هُوَ مِنْ كَلَام أَبِي ذَرّ كَرَّرَهُ تَأْكِيدًا لِكَلَامِهِ وَلِرَبْطِ مَا بَعْده عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ جَلَسْتُ ح و حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ جَلَسْتُ إِلَى مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَجَاءَ رَجُلٌ خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثِّيَابِ وَالْهَيْئَةِ حَتَّى قَامَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ بَشِّرْ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ثُمَّ يُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ يَتَزَلْزَلُ ثُمَّ وَلَّى فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ وَتَبِعْتُهُ وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَأَنَا لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ فَقُلْتُ لَهُ لَا أُرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَرِهُوا الَّذِي قُلْتَ قَالَ إِنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا قَالَ لِي خَلِيلِي قَالَ قُلْتُ مَنْ خَلِيلُكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا ذَرٍّ أَتُبْصِرُ أُحُدًا قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ مَا بَقِيَ مِنْ النَّهَارِ وَأَنَا أُرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْسِلُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ وَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْقِلُونَ إِنَّمَا يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا لَا وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الل...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم...
عن حارثة بن وهب، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " تصدقوا، فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته، فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل: لو جئت بها...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه،...
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، يقول: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة، والآخر يشكو قطع السبيل، فقال رسول الله صلى ال...
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه، بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه، ويرى ال...
عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: " لما نزلت آية الصدقة، كنا نحامل، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا: مرائي، وجاء رجل فتصدق بصاع، فقالوا: إن الله لغني ع...
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرنا بالصدقة، انطلق أحدنا إلى السوق، فيحامل، فيصيب المد وإن لبعضهم ال...
عن عبد الله بن معقل، قال: سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»