2100- عن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين، فأعطاه - يعني درعا - فبعت الدرع، فابتعت به مخرفا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام»
(مخرفا) بستانا من النخل.
(تأثلته) جمعته واتخذته أصلا للمال
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد ) هُوَ الْأَنْصَارِيّ , وَعُمْر بْن كَثِير هُوَ اِبْن أَفْلَحَ وَقَعَ فِي رِوَايَة يَحْيَى بْن يَحْيَى الْأَنْدَلُسِيِّ " عَمْرو " بِفَتْحِ الْعَيْن وَهُوَ تَصْحِيفٌ.
وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ , وَفِيهِ ثَلَاثَةٌ مِنْ التَّابِعِينَ فِي نَسَقٍ أَوَّلُهُمْ يَحْيَى.
قَوْله : ( خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام حُنَيْنٍ فَبِعْت الدِّرْعَ ) كَذَا وَقَعَ مُخْتَصَرًا , فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : سَقَطَ شَيْءٌ مِنْ الْحَدِيثِ لَا يَتِمُّ الْكَلَامُ إِلَّا بِهِ وَهُوَ أَنَّهُ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ الْكُفَّارِ فَأَعْطَاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الدِّرْعُ مِنْ سَلَبِهِ , وَتَعَقَّبَهُ اِبْن التِّينِ بِأَنَّهُ تَعَسُّفٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الْبُخَارِيِّ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ جَوَازَ بَيْعِ الدِّرْعِ فَذَكَرَ مَوْضِعَهُ مِنْ الْحَدِيثِ وَحَذَفَ سَائِرَهُ , وَكَذَا يَفْعَل كَثِيرًا.
قُلْت : وَهُوَ كَمَا قَالَ.
وَلَيْسَ مَا قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ بِمَدْفُوعٍ , وَسَيَأْتِي الْحَدِيثُ مُسْتَوْفٍ مَعَ الْكَلَامِ عَلَيْهِ فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ مِنْ كِتَاب الْمَغَازِي.
وَقَدْ اُسْتُشْكِلَ مُطَابِقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ : قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ لَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ تَرْجَمَةِ الْبَابِ شَيْءٌ , وَأُجِيبَ بِأَنَّ التَّرْجَمَة مُشْتَمِلَةٌ عَلَى بَيْع السِّلَاح فِي الْفِتْنَة وَغَيْرهَا فَحَدِيث أَبِي قَتَادَةَ مُنَزَّلٌ عَلَى الشِّقِّ الثَّانِي وَهُوَ بَيْعُهُ فِي غَيْرِ الْفِتْنَةِ.
وَقَرَأَتْ بِخَطِّ الْقُطْب فِي شَرْحِهِ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الرَّجُل لَمَّا قَالَ فَأُرْضِهِ مِنْهُ فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذ الدِّرْع وَيُعَوِّضَهُ عَنْهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْبَيْعِ ; وَكَانَ ذَلِكَ وَقْتَ الْفِتْنَة.
اِنْتَهَى.
وَلَا يَخْفَى تَعَسُّفُ هَذَا التَّأْوِيلِ , وَالْحَقّ أَنَّ الِاسْتِدْلَال بِالْبَيْعِ إِنَّمَا هُوَ فِي بَيْع أَبِي قَتَادَةَ الدِّرْعَ بَعْدَ ذَلِكَ , لِأَنَّهُ بَاعَ الدِّرْعَ فَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ الْبُسْتَانَ , وَكَانَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ زَمَنِ الْفِتْنَةِ , وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَادَ بِإِيرَادِ هَذَا الْحَدِيثِ جَوَازُ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَة لِمَنْ لَا يُخْشَى مِنْهُ الضَّرَرُ , لِأَنَّ أَبَا قَتَادَةَ بَاعَ دِرْعَهُ فِي الْوَقْت الَّذِي كَانَ الْقِتَال فِيهِ قَائِمًا بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَأَقَرَّهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ , وَالظَّنّ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَبِعْهُ مِمَّنْ يُعِينُ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ , فَيُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَازُ بَيْعِهِ فِي زَمَنِ الْقِتَالِ لِمَنْ لَا يُخْشَى مِنْهُ.
قَوْله : ( مَخْرَفًا ) بِالْمُعْجَمَةِ السَّاكِنَة وَالْفَاءِ مَفْتُوحُ الْأَوَّلِ هُوَ الْبُسْتَانُ , وَبِكَسْرِ الْمِيمِ الْوِعَاءُ الَّذِي يُجْمَعُ فِيهِ الثِّمَارُ.
قَوْله : ( بَنِي سَلَمَة ) بِكَسْرِ اللَّامِ.
قَوْله : ( تَأَثَّلْته ) بِالْمُثَلَّثَةِ قَبْلَ اللَّامِ أَيْ جَمَعْته قَالَهُ اِبْن فَارِس , وَقَالَ الْقَزَّازُ جَعَلْته أَصْل مَالِي , وَأَثْلَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَصْلُهُ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حُنَيْنٍ فَأَعْطَاهُ يَعْنِي دِرْعًا فَبِعْتُ الدِّرْعَ فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ
عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كمثل صاحب المسك وكير الحداد، ل...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، «فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا من خراجه»
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطى الذي حجمه» ولو كان حراما لم يعطه
عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر رضي الله عنه بحلة حرير، أو سيراء، فرآها عليه فقال: «إني لم أرسل بها إل...
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب، فلم يدخله، فعرفت ف...
عن أنس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا بني النجار ثامنوني بحائطكم، وفيه خرب ونخل»
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن «المتبايعين بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا، أو يكون البيع خيارا» قال نافع: وكان ابن عم...
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «البيعان بالخيار ما لم يفترقا» وزاد أحمد، حدثنا بهز قال: قال همام: فذكرت ذلك لأبي التي...
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو يقول أحدهما لصاحبه اختر»، وربما قال: «أو يكون بيع خيار...