حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تجهز أبو بكر مهاجرا فقال له رسول ﷺ على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب الكفالة باب جوار أبي بكر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعقده (حديث رقم: 2297 )


2297- عن عروة بن الزبير، أن عائشة رضي الله عنها، قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار، بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجرا قبل الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة، وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض، فأعبد ربي، قال ابن الدغنة: إن مثلك لا يخرج ولا يخرج، فإنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربك ببلادك، فارتحل ابن الدغنة، فرجع مع أبي بكر، فطاف في أشراف كفار قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة، وآمنوا أبا بكر، وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر، فليعبد ربه في داره، فليصل، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بالصلاة، ولا القراءة في غير داره، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز، فكان يصلي فيه، ويقرأ القرآن، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم فقالوا له: إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره، وإنه جاوز ذلك، فابتنى مسجدا بفناء داره، وأعلن الصلاة والقراءة، وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فأته، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك، فسله أن يرد إليك ذمتك، فإنا كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان، قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة أبا بكر، فقال: قد علمت الذي عقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترد إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب، أني أخفرت في رجل عقدت له، قال أبو بكر: إني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أريت دار هجرتكم، رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين»، وهما الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة، وتجهز أبو بكر مهاجرا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي»، قال أبو بكر: هل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: «نعم»، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر

أخرجه البخاري


(ابتلي المسلمون) أصابهم أذى المشركين.
(برك الغماد) موضع بأقاصي هجر وقيل باليمامة وهو موضع موضع أيضا باليمن.
(القارة) قبيلة موصوفة بجودة الرمي.
(أسيح) أسير وأذهب أصله من السيح وهو الماء الجاري المنبسط على الأرض.
(تكسب المعدوم) تفوز بمعاونة الفقير وتتبرع بالمال لمن عدمه وتعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك.
(تحمل الكل) تكفل اليتيم وتحمل ثقل العجزة.
(تقري الضيف) تحسن إليه وتكرمه.
(نوائب الحق) ما ينزل بالإنسان من حوادث ومصائب جمع نائبة.
(جار) مجير ممن يظلمك أو يعتدي عليك.
(فيتقصف) يزدحم.
(ذمتك) عهدك.
(نخفرك) ننقض عهدك.
(أريت) أعلمت أو من الرؤيا في المنام.
(سبخة) هي الأرض التي لا تكاد تنبت لما يعلوها من الملوحة.
(الحرتان) تثنية حرة وهي أرض ذات حجارة سوداء كأنها احترقت بحر النار.
(على رسلك) اتئد ولا تعجل.
(السمر) نوع من الشجر واحده سمرة

شرح حديث (تجهز أبو بكر مهاجرا فقال له رسول ﷺ على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( فَأَخْبَرَنِي عُرْوَة ) ‏ ‏فِيهِ مَحْذُوف تَقْدِيره أَخْبَرَنِي فُلَان بِكَذَا وَأَخْبَرَنِي عُرْوَة بِكَذَا , وَالْغَرَض مِنْ هَذَا الْحَدِيث هُنَا رِضَا أَبِي بَكْر بِجِوَارِ اِبْن الدَّغِنَةِ , وَتَقْرِير النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ.
وَوَجْه دُخُوله فِي الْكَفَالَة أَنَّهُ لَائِق بِكَفَالَةِ الْأَبَدَانِ , لِأَنَّ الَّذِي أَجَارَهُ كَأَنَّهُ تَكَفَّلَ بِنَفْسِ الْمُجَار أَنْ لَا يُضَام قَالَهُ اِبْن الْمُنِير.
‏ ‏( تَنْبِيه ) : ‏ ‏سَاقَ الْبُخَارِيّ الْحَدِيث هُنَا عَلَى لَفْظ يُونُس عَنْ الزُّهْرِيِّ , وَسَاقَهُ فِي الْهِجْرَة عَلَى لَفْظ عَقِيل , وَسَأُبَيِّنُ مَا بَيْنهمَا مِنْ التَّفَاوُت هُنَاكَ ,وَذَكَرَ فِيهِ الِاخْتِلَاف فِي اِسْم اِبْن الدَّغِنَةِ وَضَبَطَهُ وَضَبَطَ بِرْكَ الْغِمَادِ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
‏ ‏قَوْله : ( وَقَالَ أَبُو صَالِح حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه عَنْ يُونُس ) ‏ ‏هَذَا التَّعْلِيق سَقَطَ مِنْ رِوَايَة أَبِي ذَرّ , وَسَاقَ الْحَدِيث عَنْ عَقِيل وَحْده.
وَأَبُو صَالِح هَذَا اِتَّفَقَ أَبُو نُعَيْم وَالْأَصِيلِيُّ وَالْجَيَّانِيُّ وَغَيْرهمْ أَنَّهُ سُلَيْمَان بْن صَالِح الْمَرْوَزِيُّ وَلَقَبه سَلْمَوَيْهِ وَشَيْخه عَبْد اللَّه هُوَ اِبْن الْمُبَارَك , وَبِذَلِكَ جَزَمَ الْأَصِيلِيُّ.
وَجَزَمَ الْإِسْمَاعِيلِيّ بِأَنَّهُ أَبُو صَالِح عَبْد اللَّه بْن صَالِح كَاتِب اللَّيْث وَشَيْخه عَبْد اللَّه عَلَى هَذَا هُوَ اِبْن وَهْب.
وَزَعَمَ الدِّمْيَاطِيّ أَنَّهُ أَبُو صَالِح مَحْبُوب بْن مُوسَى الْفَرَّاء الْأَنْطَاكِيّ وَلَمْ يَذْكُر لِذَلِكَ مُسْتَنِدًا , وَلَمْ يَسْبِقهُ أَحَد إِلَى عَدّ مَحْبُوب بْن مُوسَى فِي شُيُوخ الْبُخَارِيّ , وَالْمُعْتَمَد هُوَ الْأَوَّل فَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن السَّكَن عَنْ الْفَرَبْرِيِّ عَنْ الْبُخَارِيّ قَالَ " قَالَ أَبُو صَالِح سَلْمَوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك ".
‏ ‏( خَاتِمَة ) : ‏ ‏اِشْتَمَلَ كِتَاب الْحَوَالَة وَمَا مَعَهُ مِنْ الْكَفَالَة عَلَى اِثْنَيْ عَشَرَ حَدِيثًا الْمُعَلَّق مِنْهَا طَرِيقَانِ وَالْبَقِيَّة مَوْصُولَة الْمُكَرَّر مِنْهُ فِيهِ وَفِيمَا مَضَى سِتَّة أَحَادِيث , وَالسِّتَّة الْأُخْرَى خَالِصَة , وَافَقَهُ مُسْلِم عَلَى تَخْرِيجهَا سِوَى حَدِيث سَلَمَة بْن الْأَكْوَع فِي الصَّلَاة عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْن , وَحَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي الْمِيرَاث.
وَفِيهِ مِنْ الْآثَار عَنْ الصَّحَابَة فَمَنْ بَعْدهمْ ثَمَانِيَة آثَار.
وَاللَّه الْمُسْتَعَان.


حديث قد أريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقَيْلٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏ابْنُ شِهَابٍ ‏ ‏فَأَخْبَرَنِي ‏ ‏عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‏ ‏زَوْجَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ ‏ ‏وَقَالَ ‏ ‏أَبُو صَالِحٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يُونُسَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏طَرَفَيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏مُهَاجِرًا قِبَلَ ‏ ‏الْحَبَشَةِ ‏ ‏حَتَّى إِذَا بَلَغَ ‏ ‏بَرْكَ الْغِمَادِ ‏ ‏لَقِيَهُ ‏ ‏ابْنُ الدَّغِنَةِ ‏ ‏وَهُوَ سَيِّدُ ‏ ‏الْقَارَةِ ‏ ‏فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدُ يَا ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏أَخْرَجَنِي قَوْمِي فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ فَأَعْبُدَ رَبِّي قَالَ ‏ ‏ابْنُ الدَّغِنَةِ ‏ ‏إِنَّ مِثْلَكَ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ فَإِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ ‏ ‏الْكَلَّ ‏ ‏وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ وَأَنَا لَكَ جَارٌ فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلَادِكَ فَارْتَحَلَ ‏ ‏ابْنُ الدَّغِنَةِ ‏ ‏فَرَجَعَ مَعَ ‏ ‏أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏فَطَافَ فِي أَشْرَافِ كُفَّارِ ‏ ‏قُرَيْشٍ ‏ ‏فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَحْمِلُ ‏ ‏الْكَلَّ ‏ ‏وَيَقْرِي الضَّيْفَ وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ‏ ‏فَأَنْفَذَتْ ‏ ‏قُرَيْشٌ ‏ ‏جِوَارَ ‏ ‏ابْنِ الدَّغِنَةِ ‏ ‏وَآمَنُوا ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏وَقَالُوا ‏ ‏لِابْنِ الدَّغِنَةِ ‏ ‏مُرْ ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَلْيُصَلِّ وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ فَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا قَالَ ذَلِكَ ‏ ‏ابْنُ الدَّغِنَةِ ‏ ‏لِأَبِي بَكْرٍ ‏ ‏فَطَفِقَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلَاةِ وَلَا الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ ثُمَّ بَدَا ‏ ‏لِأَبِي بَكْرٍ ‏ ‏فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ فَكَانَ ‏ ‏يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ‏ ‏فَيَتَقَصَّفُ ‏ ‏عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَكَانَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ ‏ ‏قُرَيْشٍ ‏ ‏مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَأَرْسَلُوا إِلَى ‏ ‏ابْنِ الدَّغِنَةِ ‏ ‏فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا لَهُ إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ وَإِنَّهُ جَاوَزَ ذَلِكَ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَأَعْلَنَ الصَّلَاةَ وَالْقِرَاءَةَ وَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا فَأْتِهِ فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ فَإِنَّا كَرِهْنَا أَنْ ‏ ‏نُخْفِرَكَ ‏ ‏وَلَسْنَا مُقِرِّينَ ‏ ‏لِأَبِي بَكْرٍ ‏ ‏الِاسْتِعْلَانَ قَالَتْ ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏فَأَتَى ‏ ‏ابْنُ الدَّغِنَةِ ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏فَقَالَ قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّ إِلَيَّ ذِمَّتِي فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ ‏ ‏الْعَرَبُ ‏ ‏أَنِّي ‏ ‏أُخْفِرْتُ ‏ ‏فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ قَالَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏إِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ وَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَوْمَئِذٍ ‏ ‏بِمَكَّةَ ‏ ‏فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏قَدْ ‏ ‏أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ رَأَيْتُ ‏ ‏سَبْخَةً ‏ ‏ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ وَهُمَا ‏ ‏الْحَرَّتَانِ ‏ ‏فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَرَجَعَ إِلَى ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ ‏ ‏الْحَبَشَةِ ‏ ‏وَتَجَهَّزَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏مُهَاجِرًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَلَى رِسْلِكَ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي قَالَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏هَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ قَالَ نَعَمْ فَحَبَسَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِيَصْحَبَهُ وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

أمرني رسول الله ﷺ أن أتصدق بجلال البدن التي نحرت و...

عن علي رضي الله عنه، قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بجلال البدن التي نحرت، وبجلودها»

أعطاه غنما يقسمها على صحابته فبقي عتود

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه غنما يقسمها على صحابته، فبقي عتود، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ضح به أنت»

أن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة

عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: «كاتبت أمية بن خلف كتابا، بأن يحفظني في صاغيتي بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن» قال: لا أعرف...

أن رسول الله ﷺ استعمل رجلا على خيبر فجاءهم بتمر جن...

عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على خيبر، فجاءهم بتمر جنيب، فقال: «أكل تمر خيبر هكذا»، فقال...

قال لهم لا تأكلوا حتى أسأل النبي ﷺ

عن نافع، أنه سمع ابن كعب بن مالك، يحدث عن أبيه، أنه كانت لهم غنم ترعى بسلع، فأبصرت جارية لنا بشاة من غنمنا موتا، فكسرت حجرا فذبحتها به، فقال لهم: لا ت...

قال النبي ﷺ إن خياركم أحسنكم قضاء

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سن من الإبل، فجاءه يتقاضاه، فقال: «أعطوه»، فطلبوا سنه، فلم يجدوا له إلا سنا فوقه...

أعطوه فإن من خيركم أحسنكم قضاء

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فأغلظ فهم به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوه، فإن لصاحب الحق...

فارجعوا حتى يرفعوا إلينا عرفاؤكم أمركم

عن ابن شهاب، قال: وزعم عروة، أن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة، أخبراه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن ير...

قال بعنيه فقلت بل هو لك يا رسول الله

عن عطاء بن أبي رباح، وغيره، يزيد بعضهم على بعض، ولم يبلغه كلهم رجل واحد منهم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم...