2439- عن أبي بكر رضي الله عنهما، قال: انطلقت فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه، فقلت: لمن أنت؟، قال: لرجل من قريش فسماه، فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ فقال: نعم، فقلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته، فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال: هكذا ضرب إحدى كفيه بالأخرى، فحلب كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: اشرب يا رسول الله، «فشرب حتى رضيت»
(فاعتقل) من الاعتقال وهو الإمساك.
(كثبة) قدر حلبة وقيل قليلا أو ما يملأ القدح.
(إداوة) إناء صغير يوضع فيه الماء للوضوء وغيره.
(رضيت) اطمأننت أنه قد ارتوى
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( بَابٌ ) كَذَا بِغَيْرِ تَرْجَمَة وَسَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرّ فَهُوَ إِمَّا مِنْ الْبَابِ أَوْ كَالْفَصْلِ مِنْهُ فَيَحْتَاجُ إِلَى مُنَاسَبَةٍ بَيْنَهُمَا عَلَى الْحَالَيْنِ , فَإِنَّهُ سَاقَ فِيهِ طَرَفًا مِنْ رِوَايَةِ الْبَرَاء بْن عَازِب عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق فِي قِصَّة الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَةِ , وَالْغَرَض مِنْهُ شُرْب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْر مِنْ لَبَنِ الشَّاةِ الَّتِي وُجِدَتْ مَعَ الرَّاعِي , وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مُنَاسَبَة ظَاهِرَة لِحَدِيثِ اللُّقَطَةِ لَكِنْ قَالَ اِبْن الْمُنِير : مُنَاسَبَةُ هَذَا الْحَدِيث لِأَبْوَابِ اللُّقَطَةِ الْإِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُبِيحَ لِلَّبَن هُنَا أَنَّهُ فِي حُكْم الضَّائِع إِذْ لَيْسَ مَعَ الْغَنَمِ فِي الصَّحْرَاءِ سِوَى رَاعٍ وَاحِد فَالْفَاضِل عَنْ شُرْبِهِ مُسْتَهْلَك , فَهُوَ كَالسَّوْطِ الَّذِي اغْتُفِرَ اِلْتِقَاطه , وَأَعْلَى أَحْوَالِهِ أَنْ يَكُونَ كَالشَّاة الْمُلْتَقَطَةِ فِي الضَّيْعَةِ وَقَدْ قَالَ فِيهَا : " هِيَ لَك أَوْ لِأَخِيك أَوْ لِلذِّئْبِ " ا ه وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ مِنْ التَّكَلُّفِ , وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ تَظْهَرْ مُنَاسَبَته لِلتَّرْجَمَةِ بِخُصُوصِهَا.
وَقَوْله : " هَلْ فِي غَنَمِك مِنْ لَبَن " بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ لِلْأَكْثَرِ وَحَكَى عِيَاض رِوَايَة بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ شَاة ذَات لَبَن , وَحَكَى اِبْن بَطَّال عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ أَنَّ أَبَا بَكْر اِسْتَجَازَ أَخْذ ذَلِكَ اللَّبَنِ لِأَنَّهُ مَال حَرْبِيّ فَكَانَ حَلَالًا لَهُ , وَتَعَقَّبَهُ الْمُهَلَّب بِأَنَّ الْجِهَادَ وَحِلَّ الْغَنِيمَة إِنَّمَا وَقَعَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِالْمَدِينَةِ , وَلَوْ كَانَ أَبُو بَكْر أَخَذَهُ عَلَى أَنَّهُ مَالٌ حَرْبِيّ لَمْ يَسْتَفْهِمْ الرَّاعِي هَلْ تُحْلَبُ أَمْ لَا , وَلَكَانَ سَاقَ الْغَنَمَ غَنِيمَة وَقَتَلَ الرَّاعِيَ أَوْ أَسَرَهُ قَالَ : وَلَكِنَّهُ كَانَ بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ عَلَى سَبِيلِ الْمَكْرُمَةِ , وَكَأَنَّ صَاحِبَ الْغَنَمِ قَدْ أَذِنَ لِلرَّاعِي أَنْ يَسْقِيَ مَنْ مَرَّ بِهِ , وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ وَاسْتِيفَاء شَرْحه فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
( تَنْبِيه ) : سَاقَ الْمُصَنِّفُ حَدِيث أَبِي بَكْر عَالِيًا عَنْ عَبْد اللَّه بْن رَجَاء عَنْ إِسْرَائِيلَ وَنَازِلًا عَنْ إِسْحَاق عَنْ النَّضِرِ عَنْ إِسْرَائِيلَ لِتَصْرِيحِ أَبِي إِسْحَاق فِي الرِّوَايَةِ النَّازِلَةِ بِأَنَّ الْبَرَاءَ أَخْبَرَهُ , وَقَدْ أَوْرَدَ رِوَايَةَ عَبْد اللَّه بْن رَجَاء فِي " فَضْل أَبِي بَكْر " وَأَغْفَلَ الْمِزِّيّ ذِكْرَ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن رَجَاء فِي اللُّقَطَةِ.
( خَاتِمَة ) : اِشْتَمَلَ كِتَاب اللُّقَطَة مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ عَلَى أَحَد وَعِشْرِينَ حَدِيثًا الْمُعَلَّق مِنْهَا خَمْسَة وَالْبَقِيَّة مَوْصُولَة الْمُكَرَّر مِنْهَا فِيهِ وَفِيمَا مَضَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَدِيثًا وَالْخَالِص ثَلَاثَة وَافَقَهُ مُسْلِم عَلَى تَخْرِيجِهَا.
وَفِيهِ مِنْ الْآثَارِ أَثَر وَاحِد لِزَيْد مَوْلَى الْمُنْبَعِث.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنِي الْبَرَاءُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ فَقُلْتُ هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي قَالَ نَعَمْ فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنْ الْغُبَارِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ فَقَالَ هَكَذَا ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ بِالْأُخْرَى فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ
عن قتادة: حدثنا الحسن «أن معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل فطلقها، ثم خلى عنها حتى انقضت عدتها، ثم خطبها فحمي معقل من ذلك أنفا، فقال خلى عنها وهو يقدر...
عن البراء قال: «كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث: أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت، الذين جاوزوا معه النهر، ولم يجاوز معه إلا مؤمن، بضعة ع...
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك {وأقم الصلاة لذكري} "، قال موسى: قال همام: سمعته...
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: «أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أنكحت ابنتي ثم أصابها شكوى فتمرق رأسها، وزوجها يستحث...
عن أنس رضي الله عنه: أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين، فقيل لها: من فعل بك، أفلان أو فلان، حتى سمي اليهودي، فأومأت برأسها، فجيء به، فلم يزل حتى اعترف،...
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب في الخمر بالجريد والنعال، وجلد أبو بكر أربعين.»
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «جاءت هند بنت عتبة، فقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا قال: لا إلا بالمعروف...
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه