2461- عن عقبة بن عامر، قال: قلنا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك تبعثنا، فننزل بقوم لا يقرونا، فما ترى فيه؟ فقال لنا: «إن نزلتم بقوم ، فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف»
أخرجه مسلم في اللقطة باب الضيافة ونحوها رقم 1727 (لا يقروننا) لا يقدمون لنا ضيافة.
(بما ينبغي) بما يقدم عادة.
(فخذوا منهم) ما كان ينبغي أن يقدم قهرا عنهم وذلك في حق الضيف المضطر إلى ضيافة كما لو كان في مكان لا تباع فيه الأشياء أو كان منقطعا وأما غير المضطر فضيافته سنة مؤكدة
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنِي يَزِيد ) هُوَ اِبْن أَبِي حَبِيب.
قَوْله : ( عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ) بِالْمُعْجَمَةِ وَالتَّحْتَانِيَّةِ ضِدّ الشَّرِّ وَاسْمه مِرْثَد بِالْمُثَلَّثَةِ , وَالْإِسْنَاد كُلّه مِصْرِيُّونَ.
قَوْلُهُ : ( لَا يَقْرُونَنَا ) بِفَتْح أَوَّله وَسُكُون الْقَافِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيّ وَكَرِيمَة " لَا يَقْرُونَا " بِنُونٍ وَاحِدَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ شَدَّدَهَا وَلِلتِّرْمِذِيِّ " فَلَا هُمْ يُضَيِّفُونَنَا وَلَا هُمْ يُؤَدُّونَ مَا لَنَا عَلَيْهِمْ مِنْ الْحَقِّ ".
قَوْلُهُ : ( فَإِنْ أَبَوْا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقّ الضَّيْفِ ) فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " فَخُذُوا مِنْهُ " أَيْ مِنْ مَالِهِمْ وَظَاهِر هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ قِرَى الضَّيْفِ وَاجِب وَأَنَّ الْمَنْزُولَ عَلَيْهِ لَوْ اِمْتَنَعَ مِنْ الضِّيَافَةِ أُخِذَتْ مِنْهُ قَهْرًا , وَقَالَ بِهِ اللَّيْث مُطْلَقًا , وَخَصَّهُ أَحْمَد بِأَهْلِ الْبَوَادِي دُونَ الْقُرَى , وَقَالَ الْجُمْهُور : الضِّيَافَةُ سُنَّة مُؤَكَّدَة , وَأَجَابُوا عَنْ حَدِيثِ الْبَابِ بِأَجْوِبَة أَحَدهَا حَمْلُهُ عَلَى الْمُضْطَرِّينَ , ثُمَّ اِخْتَلَفُوا هَلْ يَلْزَمُ الْمُضْطَرّ الْعِوَض أَمْ لَا ؟ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانهُ فِي أَوَاخِر أَبْوَابِ اللُّقَطَةِ.
وَأَشَارَ التِّرْمِذِيّ إِلَى أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ طَلَبَ الشِّرَاء مُحْتَاجًا فَامْتَنَعَ صَاحِبُ الطَّعَامِ فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَهُ مِنْهُ كَرْهًا.
قَالَ وَرُوِيَ نَحْو ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ مُفَسَّرًا.
ثَانِيهَا أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَكَانَتْ الْمُوَاسَاة وَاجِبَة , فَلَمَّا فُتِحَتْ الْفُتُوح نُسِخَ ذَلِكَ , وَيَدُلُّ عَلَى نَسْخِهِ قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي شُرَيْح عِنْد مُسْلِم فِي حَقِّ الضَّيْفِ " وَجَائِزَته يَوْم وَلَيْلَة , وَالْجَائِزَة تَفَضُّلٌ لَا وَاجِبَةٌ " وَهَذَا ضَعِيف لِاحْتِمَال أَنْ يُرَادَ بِالتَّفَضُّلِ تَمَام الْيَوْمِ وَاللَّيْلَة لَا أَصْل الضِّيَافَة وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَامِ بْن مَعْدِ يَكْرِب مَرْفُوعًا " أَيُّمَا رَجُلٍ ضَافَ قَوْمًا فَأَصْبَحَ الضَّيْف مَحْرُومًا فَإِنَّ نَصْرَهُ حَقّ عَلَى كُلّ مُسْلِم حَتَّى يَأْخُذَ بِقِرَى لَيْلَته مِنْ زَرْعِهِ وَمَالِهِ " أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد , وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا لَمْ يَظْفَرْ مِنْهُ بِشَيْء.
ثَالِثُهَا أَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْعُمَّالِ الْمَبْعُوثِينَ لِقَبْضِ الصَّدَقَاتِ مِنْ جِهَةِ الْإِمَامِ , فَكَانَ عَلَى الْمَبْعُوثِ إِلَيْهِمْ إِنْزَالهمْ فِي مُقَابَلَةِ عَمَلِهِمْ الَّذِي يَتَوَلَّوْنَهُ لِأَنَّهُ لَا قِيَامَ لَهُمْ إِلَّا بِذَلِكَ حَكَاهُ الْخَطَّابِيّ , قَالَ : وَكَانَ هَذَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ بَيْت مَال , فَأَمَّا الْيَوْم فَأَرْزَاق الْعُمَّالِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ , قَالَ وَإِلَى نَحْوِ هَذَا ذَهَبَ أَبُو يُوسُف فِي الضِّيَافَةِ عَلَى أَهْل نَجْرَانَ خَاصَّة , وَقَالَ وَيَدُلُّ لَهُ قَوْله : " إِنَّك بَعَثْتَنَا " وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيّ " إِنَّا نَمُرُّ بِقَوْم ".
رَابِعُهَا أَنَّهُ خَاصٌّ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ , وَقَدْ شَرَطَ عُمَر حِينَ ضَرَبَ الْجِزْيَة عَلَى نَصَارَى الشَّام ضِيَافَة مَنْ نَزَلَ بِهِمْ , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ تَخْصِيصٌ يَحْتَاجُ إِلَى دَلِيل خَاصٍّ , وَلَا حُجَّة لِذَلِكَ فِيمَا صَنَعَهُ عُمَر لِأَنَّهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْ زَمَانِ سُؤَال عُقْبَة , أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ النَّوَوِيُّ.
خَامِسُهَا تَأْوِيل الْمَأْخُوذ , فَحَكَى الْمَازِرِيّ عَنْ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَن مِنْ الْمَالِكِيَّةِ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِنْ أَعْرَاضِهِمْ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَذْكُرُوا لِلنَّاسِ عَيْبَهُمْ.
وَتَعَقَّبَهُ الْمَازِرِيّ بِأَنَّ الْأَخْذَ مِنْ الْعِرْضِ وَذِكْر الْعَيْب نُدِبَ فِي الشَّرْعِ إِلَى تَرْكِهِ لَا إِلَى فِعْلِهِ.
وَأَقْوَى الْأَجْوِبَةِ الْأَوَّل , وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى مَسْأَلَة الظَّفَر وَبِهَا قَالَ الشَّافِعِيّ , فَجَزَمَ بِجَوَازِ الْأَخْذِ فِيمَا إِذَا لَمْ يُمْكِنْ تَحْصِيل الْحَقّ بِالْقَاضِي كَأَنْ يَكُونَ غَرِيمه مُنْكِرًا وَلَا بَيِّنَةَ لَهُ عِنْدَ وُجُودِ الْجِنْسِ فَيَجُوزُ عِنْدَهُ أَخْذُهُ إِنْ ظَفِرَ بِهِ وَأَخَذَ غَيْره بِقَدْرِهِ إِنْ لَمْ يَجِدْهُ وَيَجْتَهِد فِي التَّقْوِيمِ وَلَا يَحِيف , فَإِنْ أَمْكَنَ تَحْصِيل الْحَقّ بِالْقَاضِي فَالْأَصَحّ عِنْدَ أَكْثَرِ الشَّافِعِيَّةِ الْجَوَاز أَيْضًا , وَعِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ الْخِلَاف , وَجَوَّزَهُ الْحَنَفِيَّة فِي الْمِثْلِيّ دُونَ الْمُتَقَوِّمِ لِمَا يُخْشَى فِيهِ مِنْ الْحَيْفِ , وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ مَحَلّ الْجَوَاز فِي الْأَمْوَالِ لَا فِي الْعُقُوبَاتِ الْبَدَنِيَّةِ لِكَثْرَة الْغَوَائِل فِي ذَلِكَ , وَمَحَلّ الْجَوَاز فِي الْأَمْوَالِ أَيْضًا مَا إِذَا أَمِنَ الْغَائِلَة كَنِسْبَتِهِ إِلَى السَّرِقَةِ وَنَحْو ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْنَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ لَا يَقْرُونَا فَمَا تَرَى فِيهِ فَقَالَ لَنَا إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأُمِرَ لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ
عن عمر رضي الله عنه، قال حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم: " إن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا فجئناهم في سقيفة بن...
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره»، ثم يقول أبو هريرة: «ما لي أراكم عنها معرضين...
عن أنس رضي الله عنه، كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرهم يومئذ الفضيخ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي: «ألا إن الخمر قد حرمت»...
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس على الطرقات»، فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: «فإ...
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينا رجل بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل...
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، ثم قال: «هل ترون ما أرى؟ إني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم ك...
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما:...
عن أنس رضي الله عنه، قال: آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا، وكانت انفكت قدمه، فجلس في علية له، فجاء عمر فقال: أطلقت نساءك؟ قال: «لا، ولك...
عن أبو المتوكل الناجي، قال: أتيت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: " دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد، فدخلت إليه، وعقلت الجمل في ناحية البلاط،...