2545- عن المعرور بن سويد، قال: رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألناه عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلا، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «أعيرته بأمه»، ثم قال: «إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا وَاصِل الْأَحْدَب ) هُوَ اِبْن حَيَّان بِالْمُهْمَلَةِ وَالتَّحْتَانِيَّة الثَّقِيلَة , وَهُوَ كُوفِيّ ثِقَة مَشْهُور مِنْ طَبَقَة الْأَعْمَش , وَالْمَعْرُور ) بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة وَهُوَ كُوفِيّ أَيْضًا يُكَنَّى أَبَا أُمَيَّة مِنْ كِبَار التَّابِعِينَ يُقَال عَاشَ مِائَة وَعِشْرِينَ سَنَة.
قَوْله : ( رَأَيْت أَبَا ذَرّ ) تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَاب الْإِيمَان وَتَسْمِيَة الرَّجُل الَّذِي سَابَّهُ أَبُو ذَرّ وَالْكَلَام عَلَى الْحُلَّة.
قَوْله : ( أَعَيَّرْته بِأُمِّهِ ؟ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ إِخْوَانَكُمْ ) كَذَا هُنَا , وَتَقَدَّمَ فِي الْإِيمَان مِنْ وَجْه آخَر عَنْ شُعْبَة بِزِيَادَة " إِنَّك اِمْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة , إِخْوَانكُمْ خَوَلُكُمْ " وَالِاخْتِصَار فِيهِ مِنْ آدَم شَيْخ الْبُخَارِيّ فَإِنَّ الْبَيْهَقِيَّ أَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَر عَنْ آدَم كَذَلِكَ , وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ شُعْبَة اِخْتَصَرَهُ لَهُ لَمَّا حَدَّثَهُ بِهِ.
وَالْخَوَل بِفَتْحِ الْمُعْجَمَة وَالْوَاو هُمْ الْخَدَم سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ يَتَخَوَّلُونَ الْأُمُور أَيْ يُصْلِحُونَهَا , وَمِنْهُ الْخَوْلِيّ لِمَنْ يَقُومُ بِإِصْلَاحِ الْبُسْتَان , وَيُقَال الْخَوَل جَمَعَ خَائِل وَهُوَ الرَّاعِي , وَقِيلَ التَّخْوِيل التَّمْلِيك تَقُول خَوَّلَك اللَّه كَذَا أَيْ مَلَّكَك إِيَّاهُ.
وَقَوْله : " عَيَّرْته " أَيْ نَسَبْته إِلَى الْعَار , وَفِي قَوْله : " بِأُمِّهِ " رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ وَإِنَّمَا يُقَالُ عَيَّرْته أُمّه , وَمِثْل الْحَدِيث قَوْل الشَّاعِر : " أَيّهَا الشَّامِت الْمُعَيِّر بِالدَّهْرِ " وَالْعَار الْعَيْب , وَفِي تَقْدِيم لَفْظ إِخْوَانكُمْ عَلَى خَوَلكُمْ إِشَارَة إِلَى الِاهْتِمَام بِالْأُخُوَّةِ وَقَوْله : " تَحْت أَيْدِيكُمْ " مَجَازٌ عَنْ الْقُدْرَة أَوْ الْمِلْك.
قَوْله : ( فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ) أَيْ مِنْ جِنْسِ مَا يَأْكُلُ لِلتَّبْعِيضِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ " مِنْ " , وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الْآتِي بَعْد بَابَيْنِ " فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيُنَاوِلْهُ لُقْمَة " فَالْمُرَاد الْمُوَاسَاة لَا الْمُسَاوَاة مِنْ كُلّ جِهَة.
لَكِنْ مَنْ أَخَذَ بِالْأَكْمَلِ كَأَبِي ذَرّ فَعَلَ الْمُسَاوَاة وَهُوَ الْأَفْضَل , فَلَا يَسْتَأْثِرُ الْمَرْء عَلَى عِيَاله مِنْ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ جَائِزًا , وَفِي الْمُوَطَّأ وَمُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " لِلْمَمْلُوكِ طَعَامه وَكِسْوَته بِالْمَعْرُوفِ , وَلَا يُكَلَّف مِنْ الْعَمَل مَا لَا يُطِيق " وَهُوَ يَقْتَضِي الرَّدّ فِي ذَلِكَ إِلَى الْعُرْف , فَمَنْ زَادَ عَلَيْهِ كَانَ مُتَطَوِّعًا.
وَأَمَّا مَا حَكَاهُ اِبْن بَطَّال عَنْ مَالِك أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ حَدِيث أَبِي ذَرّ فَقَالَ : " كَانُوا يَوْمَئِذٍ لَيْسَ لَهُمْ هَذَا الْقُوت " وَاسْتَحْسَنَهُ فَفِيهِ نَظَر لَا يَخْفَى , لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَع حَمْل الْأَمْر عَلَى عُمُومه فِي حَقّ كُلّ أَحَد بِحَسَبِهِ.
قَوْله : ( وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ) أَيْ عَمَل مَا تَصِيرُ قُدْرَتُهُمْ فِيهِ مَغْلُوبَة , أَيْ بمَا يَعْجَزُونَ عَنْهُ لِعِظَمِهِ أَوْ صُعُوبَته , وَالتَّكْلِيف تَحْمِيل النَّفْس شَيْئًا مَعَهُ كُلْفَة , وَقِيلَ هُوَ الْأَمْر بِمَا يَشُقُّ.
قَوْله : ( فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ ) أَيْ مَا يَغْلِبُهُمْ , وَحُذِفَ لِلْعِلْمِ بِهِ , وَالْمُرَاد أَنْ يُكَلَّفَ الْعَبْد جِنْس مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ , فَإِنْ كَانَ يَسْتَطِيعُهُ وَحْده وَإِلَّا فَلْيُعِنْهُ بِغَيْرِهِ.
وَفِي الْحَدِيث النَّهْي عَنْ سَبّ الرَّقِيق وَتَعْيِيرهمْ بِمَنْ وَلَدَهُمْ , وَالْحَثّ عَلَى الْإِحْسَان إِلَيْهِمْ وَالرِّفْق بِهِمْ , وَيَلْتَحِق بِالرَّقِيقِ مَنْ فِي مَعْنَاهُمْ مِنْ أَجِيرٍ وَغَيْره.
وَفِيهِ عَدَمُ التَّرَفُّع عَلَى الْمُسْلِم وَالِاحْتِقَار لَهُ.
وَفِيهِ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر , وَإِطْلَاق الْأَخ عَلَى الرَّقِيق , فَإِنْ أُرِيدَ الْقَرَابَة فَهُوَ عَلَى سَبِيل الْمَجَاز لِنِسْبَةِ الْكُلّ إِلَى آدَم , أَوْ الْمُرَاد أُخُوَّة الْإِسْلَام وَيَكُون الْعَبْد الْكَافِر بِطَرِيقِ التَّبَع , أَوْ يَخْتَصُّ الْحُكْمُ بِالْمُؤْمِنِ.
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ قَالَ سَمِعْتُ الْمَعْرُورَ بْنَ سُويْدٍ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العبد إذا نصح سيده، وأحسن عبادة ربه، كان له أجره مرتين»
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: النبي صلى الله عليه وسلم: «أيما رجل كانت له جارية، فأدبها فأحسن تأديبها، وأعتقها، وتزوجها فله أجران، وأيما عبد...
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للعبد المملوك الصالح أجران، والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله، والحج وبر أمي، لأ...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم ما لأحدهم يحسن عبادة ربه وينصح لسيده»
عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نصح العبد سيده، وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين»
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المملوك الذي يحسن عبادة ربه، ويؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق، والنصيحة والطاعة له أجرا...
عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " لا يقل أحدكم: أطعم ربك وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي مول...
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أعتق نصيبا له من العبد، فكان له من المال ما يبلغ قيمته، يقوم عليه قيمة عدل، وأعتق من...
عن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع فمسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أه...