3041-
عن سلمة، أنه أخبره قال: خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة، لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، قلت: ويحك ما بك؟ قال: أخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان، وفزارة فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه يا صباحاه، ثم اندفعت حتى ألقاهم، وقد أخذوها، فجعلت أرميهم، وأقول:
أنا ابن الأكوع .
واليوم يوم الرضع
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا رسول الله إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في إثرهم، فقال: " يا ابن الأكوع: ملكت، فأسجح إن القوم يقرون في قومهم "
أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب غزوة ذي قرد وغيرها رقم 1806.
(الغابة) موضع من المدينة على طريق الشام والغابة في الأصل الأشجار الكثيفة الملتفة.
(بثنية) هي الطريق في الجبل أو بين الجبلين وقيل المرتفع منه.
(ويحك) كلمة ترحم عكس ويل فهي كلمة عذاب.
(لقاح) هي الإبل الحلوب الواحدة لقوح.
(غطفان وفزارة) قبيلتان من العرب وكان على رأس المغيرين عيينة بن حصن الفزاري.
(لابتيها) لابتي المدينة واللابة الحرة وهي أرض ذات حجارة سود.
(يا صباحاه) كلمة يقولها المستغيث وكأنه ينادي الناس مستغيثا بهم في وقت الصباح.
(اندفعت) أسرعت في السير.
(الرضع) جمع راضع قيل هو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه وغذي به والمعنى اليوم يوم هلاك اللئام وقيل غير ذلك.
(ملكت) قدرت عليهم.
(فأسجح) فارفق من الإسجاح وهو حسن العفو.
(يقرون) يضافون والمعنى أنهم وصلوا إلى قومهم وهم يضيفونهم ويساعدونهم فلا فائدة في البعث في أثرهم
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
وَقَوْله " يَا صَبَاحَاهُ " هُوَ مُنَادَى مُسْتَغَاث , وَالْأَلِف لِلِاسْتِغَاثَةِ وَالْهَاء لِلسَّكْتِ , وَكَأَنَّهُ نَادَى النَّاس اِسْتِغَاثَة بِهِمْ فِي وَقْت الصَّبَاح.
وَقَالَ اِبْن الْمُنِير : الْهَاء لِلنُّدْبَةِ وَرُبَّمَا سَقَطَتْ فِي الْوَصْل , وَقَدْ ثَبَتَتْ فِي الرِّوَايَة فَيُوقَف عَلَيْهَا بِالسُّكُونِ.
وَكَانَتْ عَادَتهمْ يُغِيرُونَ فِي وَقْت الصَّبَاح , فَكَأَنَّهُ قَالَ : تَأَهَّبُوا لِمَا دَهَمَكُمْ صَبَاحًا.
وَقَوْله " الرُّضَّع " بِتَشْدِيدِ الْمُعْجَمَة بِصِيغَةِ الْجَمْع , وَالْمُرَاد بِهِمْ اللِّئَام أَيْ الْيَوْم يَوْم هَلَاك اللِّئَام.
وَقَوْله " فَأَسْجِحْ " بِهَمْزَةِ قَطْع أَيْ أَحْسِنْ أَوْ اُرْفُقْ.
وَقَوْله " يُقْرَوْنَ " بِضَمِّ أَوَّله وَالتَّخْفِيف مِنْ الْقِرَى , وَالرَّاء مَفْتُوحَة وَمَضْمُومَة , وَقِيلَ : مَعْنَى الضَّمّ يَجْمَعُونَ الْمَاء وَاللَّبَن , وَقِيلَ : يَغْزُونَ بِغَيْنٍ مُعْجَمَة وَزَاي وَهُوَ تَصْحِيف.
قَالَ اِبْن الْمُنِير : مَوْضِع هَذِهِ التَّرْجَمَة أَنَّ هَذِهِ الدَّعْوَة لَيْسَتْ مِنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة الْمَنْهِيّ عَنْهَا لِأَنَّهَا اِسْتِغَاثَة عَلَى الْكُفَّار.
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ خَرَجْتُ مِنْ الْمَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ لَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قُلْتُ وَيْحَكَ مَا بِكَ قَالَ أُخِذَتْ لِقَاحُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ مَنْ أَخَذَهَا قَالَ غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يَا صَبَاحَاهْ يَا صَبَاحَاهْ ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَوْنَ فِي قَوْمِهِمْ
عن أبي إسحاق، قال: سأل رجل البراء رضي الله عنه، فقال: يا أبا عمارة، أوليتم يوم حنين؟ قال البراء، وأنا أسمع: أما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يول يو...
عن أبي أمامة هو ابن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وك...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ف...
عن الزهري، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة، أن أبا هريرة رضي الله عنه، قال: «بعث رسو...
عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فكوا العاني، يعني: الأسير، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض "
عن أبي جحيفة رضي الله عنه، قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: «لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا...
عن ابن شهاب، قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، ائذن فلنترك لابن أخ...
عن محمد بن جبير، عن أبيه، وكان جاء في أسارى بدر قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور»
عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه يتحدث، ثم انفتل، فقال النبي صلى الله...