حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله ﷺ - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب فرض الخمس باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم، وعصاه، وسيفه وقدحه، وخاتمه، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته، ومن شعره، ونعله، وآنيته مما يتبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته (حديث رقم: 3111 )


3111- عن ابن الحنفية، قال: لو كان علي رضي الله عنه، ذاكرا عثمان رضي الله عنه، ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان، فقال لي علي: " اذهب إلى عثمان فأخبره: أنها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فمر سعاتك يعملون فيها، فأتيته بها، فقال: أغنها عنا، فأتيت بها عليا، فأخبرته فقال: «ضعها حيث أخذتها» 3112 - قال الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن سوقة، قال: سمعت منذرا الثوري، عن ابن الحنفية، قال: أرسلني أبي، خذ هذا الكتاب، فاذهب به إلى عثمان، فإن فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة

أخرجه البخاري


(ذاكرا عثمان) أي بما لا يليق ولا يحسن.
(سعاة) جمع ساع وهو العامل الذي يجمع أموال الزكاة.
(اذهب إلى عثمان) أي بصحيفة فيها بيان أحكام الصدقات.
(فيها) أي بما فيها.
(أغنها عنا) اصرفها وكفها عنا.
(ضعها) أي الصحيفة

شرح حديث (اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله ﷺ)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْلُهُ : ( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ) ‏ ‏بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ ثِقَةٌ عَابِدٌ مَشْهُورٌ , وَهُوَ وَشَيْخُهُ مُنْذِرُ بْنُ يَعْلَى أَبُو يَعْلَى الثَّوْرِيُّ كُوفِيَّانِ قَرِينَانِ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ ‏ ‏قَوْلُهُ : ( لَوْ كَانَ عَلِيٌّ ذَاكِرًا عُثْمَانَ ) ‏ ‏زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ قُتَيْبَةَ " ذَاكِرًا عُثْمَانَ بِسُوءٍ " وَرَوَى اِبْنُ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ " حَدَّثَنِي مُنْذِرٌ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ اِبْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَنَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ عُثْمَانَ فَقَالَ : مَهْ , فَقُلْنَا لَهُ أَكَانَ أَبُوك يَسُبُّ عُثْمَانَ ؟ فَقَالَ مَا سَبَّهُ , وَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا لَسَبَّهُ يَوْمَ جِئْته " فَذَكَرَهُ ‏ ‏قَوْلُهُ : ( جَاءَهُ نَاسٌ فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ ) ‏ ‏لَمْ أَقِفْ عَلَى تَعْيِينِ الشَّاكِي وَلَا الْمَشْكُوِّ وَالسُّعَاةُ جَمْعُ سَاعٍ وَهُوَ الْعَامِلُ الَّذِي يَسْعَى فِي اِسْتِخْرَاجِ الصَّدَقَةِ مِمَّنْ تَجِبُ عَلَيْهِ وَيَحْمِلُهَا إِلَى الْإِمَامِ ‏ ‏قَوْلُهُ : ( فَقَالَ لِي عَلِيٌّ : اِذْهَبْ إِلَى عُثْمَانَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) ‏ ‏أَيْ أَنَّ الصَّحِيفَةَ الَّتِي أَرْسَلَ بِهَا إِلَى عُثْمَانَ مَكْتُوبٌ فِيهَا بَيَانُ مَصَارِفِ الصَّدَقَاتِ , وَقَدْ بَيَّنَ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ " خُذْ هَذَا الْكِتَابَ فَإِنَّ فِيهِ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّدَقَةِ " وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ أَبِي شَيْبَةَ " خُذْ كِتَابَ السُّعَاةِ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ " ‏ ‏قَوْلُهُ : ( أَغْنِهَا ) ‏ ‏بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ وَمُعْجَمَةٍ سَاكِنَةٍ وَكَسْرِ النُّونِ أَيْ اِصْرِفْهَا تَقُولُ : أَغْنِ وَجْهَك عَنِّي أَيْ اِصْرِفْهُ , وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ : ( لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) أَيْ يَصُدُّهُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ غَيْرِهِ , وَيُقَالُ قَوْلُهُ " اِغْنَهَا عَنَّا " بِأَلِفِ وَصْلٍ مِنْ الثُّلَاثِيِّ وَهِيَ كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا التَّرْكُ وَالْإِعْرَاضُ , وَمِنْهُ ( وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ) أَيْ تَرَكَهُمْ اللَّهُ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ اِسْتَغْنَى عَنْ شَيْءٍ تَرَكَهُ تَقُولُ غَنِيَ فُلَانٌ عَنْ كَذَا فَهُوَ غَانٍ بِوَزْنِ عَلِمَ فَهُوَ عَالِمٌ , وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ أَبِي شَيْبَةَ " لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ " وَقِيلَ كَانَ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ عُثْمَانَ فَاسْتَغْنَى عَنْ النَّظَرِ فِي الصَّحِيفَةِ , وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ فِي " الْجَمْعِ " : قَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ اِبْنِ عُيَيْنَةَ : لَمْ يَجِدْ عَلِيٌّ بُدًّا حِينَ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْهُ أَنْ يُنْهِيَهُ إِلَيْهِ , وَنَرَى أَنَّ عُثْمَانَ إِنَّمَا رَدَّهُ لِأَنَّ عِنْدَهُ عِلْمًا مِنْ ذَلِكَ فَاسْتَغْنَى عَنْهُ , وَيُسْتَفَادُ مِنْ الْحَدِيثِ بَذْلُ النَّصِيحَةِ لِلْأُمَرَاءِ وَكَشْفُ أَحْوَالِ مَنْ يَقَعُ مِنْهُ الْفَسَادُ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَلِلْإِمَامِ التَّنْقِيبُ عَنْ ذَلِكَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عُثْمَانُ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ مَا طُعِنَ بِهِ عَلَى سُعَاتِهِ , أَوْ ثَبَتَ عِنْدَهُ وَكَانَ التَّدْبِيرُ يَقْتَضِي تَأْخِيرَ الْإِنْكَارِ , أَوْ كَانَ الَّذِي أَنْكَرَهُ مِنْ الْمُسْتَحَبَّاتِ لَا مِنْ الْوَاجِبَاتِ وَلِذَلِكَ عَذَرَهُ عَلِيٌّ وَلَمْ يَذْكُرْهُ بِسُوءٍ ‏ ‏قَوْلُهُ : ( فَأَخْبَرْته فَقَالَ : ضَعْهَا حَيْثُ أَخَذْتهَا ) ‏ ‏فِي رِوَايَةِ اِبْنِ أَبِي شَيْبَةَ " ضَعْهُ مَوْضِعَهُ " ‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ إِلَخْ ) ‏ ‏هُوَ فِي " كِتَابِ النَّوَادِرِ " لَهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ , وَالْحُمَيْدِيُّ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ هَذَا الْكِتَابِ وَأَرَادَ بِرِوَايَتِهِ هَذِهِ بَيَانَ تَصْرِيحِ سُفْيَانَ بِالتَّحْدِيثِ , وَكَذَا التَّصْرِيحُ بِسَمَاعِ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ مِنْ مُنْذِرٍ , وَلَمْ أَقِفْ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِهِ عَلَى تَعْيِينِ مَا كَانَ فِي الصَّحِيفَةِ , لَكِنْ أَخْرَجَ الْخَطَّابِيُّ فِي " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " مِنْ طَرِيقِ عَطِيَّةَ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ قَالَ " بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى عُثْمَانَ بِصَحِيفَةٍ فِيهَا : لَا تَأْخُذُوا الصَّدَقَةَ مِنْ الرَّخَّةِ وَلَا مِنْ النُّخَّةِ " قَالَ الْخَطَّابِيُّ : النُّخَّةُ بِنُونٍ وَمُعْجَمَةٍ أَوَّلًا الْغَنَمُ , وَالرَّخَّةُ بِرَاءٍ وَمُعْجَمَةٍ أَيْضًا أَوْلَادُ الْإِبِلِ اِنْتَهَى وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُ مِمَّا يُحْتَمَلُ.


حديث ضعها حيث أخذتها قال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن سوقة قال سمعت

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُنْذِرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَوْ كَانَ ‏ ‏عَلِيٌّ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏ذَاكِرًا ‏ ‏عُثْمَانَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏ذَكَرَهُ يَوْمَ جَاءَهُ نَاسٌ فَشَكَوْا ‏ ‏سُعَاةَ ‏ ‏عُثْمَانَ ‏ ‏فَقَالَ لِي ‏ ‏عَلِيٌّ ‏ ‏اذْهَبْ إِلَى ‏ ‏عُثْمَانَ ‏ ‏فَأَخْبِرْهُ أَنَّهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَمُرْ ‏ ‏سُعَاتَكَ ‏ ‏يَعْمَلُونَ فِيهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ أَغْنِهَا عَنَّا فَأَتَيْتُ بِهَا ‏ ‏عَلِيًّا ‏ ‏فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ضَعْهَا حَيْثُ أَخَذْتَهَا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الْحُمَيْدِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏مُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ‏ ‏قَالَ أَرْسَلَنِي ‏ ‏أَبِي ‏ ‏خُذْ هَذَا الْكِتَابَ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى ‏ ‏عُثْمَانَ ‏ ‏فَإِنَّ فِيهِ أَمْرَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي الصَّدَقَةِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

ألا أدلكما على خير مما سألتماه إذا أخذتما مضاجعكما...

عن علي، أن فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن، فبلغها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسبي، فأتته تسأله خادما، فلم توافقه، فذكرت ل...

سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني إنما جعلت قاسما أ...

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: ولد لرجل منا من الأنصار غلام، فأراد أن يسميه محمدا، - قال شعبة في حديث منصور: إن الأنصاري قال: حملته على عنقي...

أحسنت الأنصار سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم، فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقا...

من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله المعطي وأ...

عن حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع معاوية يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، والله المعطي وأنا القاسم، ولا تزال...

ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أعطيكم ولا أمنعكم، إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت»

إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يو...

عن ابن أبي عياش واسمه نعمان عن خولة الأنصارية رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم ال...

الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم...

عن عروة البارقي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر، والمغنم إلى يوم القيامة»

إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر...

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوز...

لا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبي...

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن ك...