حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب الجزية باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره، وإثم من لم يف بالعهد (حديث رقم: 3173 )


3173- عن سهل بن أبي حثمة، قال: انطلق عبد الله بن سهل، ومحيصة بن مسعود بن زيد، إلى خيبر وهي يومئذ صلح، فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشمط في دمه قتيلا، فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل، ومحيصة، وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب عبد الرحمن يتكلم، فقال: «كبر كبر» وهو أحدث القوم، فسكت فتكلما، فقال: «تحلفون وتستحقون قاتلكم، أو صاحبكم»، قالوا: وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر؟ قال: «فتبريكم يهود بخمسين»، فقالوا: كيف نأخذ أيمان قوم كفار، فعقله النبي صلى الله عليه وسلم من عنده

أخرجه البخاري


(يتشحط) يتخبط ويتمرغ ويضطرب.
(تستحقون) يثبت حقكم عليه.
(فتبرئكم) أي تبرأ إليكم من دعواكم.
(بخمسين) يمينا يحلفونها.
(فعقله) أدى ديته.
(من عنده) من خالص ماله أو من بيت مال المسلمين المعد لمصالحهم العامة

شرح حديث (تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

حَدِيث سَهْل بْن أَبِي حَثْمَة فِي قِصَّة عَبْد اللَّه بْنِ سَهْل وَقَتْله بِخَيْبَر.
وَالْغَرَض مِنْهُ قَوْله " اِنْطَلَقَ إِلَى خَيْبَر وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْح " وَفَهِمَ الْمُهَلَّب مِنْ قَوْله فِي آخِره " فَعَقَلَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْده " أَنَّهُ يُوَافِق قَوْله فِي التَّرْجَمَة " وَالْمُصَالَحَة مَعَ الْمُشْرِكِينَ بِالْمَالِ " فَقَالَ : إِنَّمَا وَدَاهُ مِنْ عِنْده اِسْتِئْلَافًا لِلْيَهُودِ وَطَمَعًا فِي دُخُولهمْ فِي الْإِسْلَام.
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ يَرُدّهُ مَا فِي نَفْس الْحَدِيث مِنْ غَيْر هَذِهِ الطَّرِيق " فَكَرِهَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْطِل دَمه " فَإِنَّهُ مُشْعِر بِأَنَّ سَبَب إِعْطَائِهِ دِيَته مِنْ عِنْده كَانَ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِ أَهْله.
وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون كُلّ مِنْهُمَا سَبَبًا لِذَلِكَ.
وَبِهَذَا تَتِمّ التَّرْجَمَة.
وَأَمَّا أَصْل الْمَسْأَلَة فَاخْتُلِفَ فِيهِ.
فَقَالَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم سَأَلْت الْأَوْزَاعِيَّ عَنْ مُوَادَعَة إِمَام الْمُسْلِمِينَ أَهْل الْحَرْب عَلَى مَال يُؤَدُّونَهُ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : لَا يَصْلُح ذَلِكَ إِلَّا عَنْ ضَرُورَة كَشَغْلِ الْمُسْلِمِينَ عَنْ حَرْبهمْ.
وَقَالَ لَا بَأْس أَنْ يُصَالِحهُمْ عَلَى غَيْر شَيْء يُؤَدُّونَهُ إِلَيْهِمْ كَمَا وَقَعَ فِي الْحُدَيْبِيَة.
وَقَالَ الشَّافِعِيّ : إِذَا ضَعُفَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ قِتَال الْمُشْرِكِينَ جَازَتْ لَهُمْ مُهَادَنَتهمْ عَلَى غَيْر شَيْء يُعْطُونَهُمْ , لِأَنَّ الْقَتْل لِلْمُسْلِمِينَ شَهَادَة , وَإِنَّ الْإِسْلَام أَعَزّ مِنْ أَنْ يُعْطَى الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَنْ يُكَفِّروا عَنْهُمْ , إِلَّا فِي حَالَة مَخَافَة اِصْطِلَام الْمُسْلِمِينَ لِكَثْرَةِ الْعَدُوّ , لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَعَانِي الضَّرُورَات , وَكَذَلِكَ إِذَا أُسِرَ رَجُل مُسْلِم فَلَمْ يُطْلَق إِلَّا بِفِدْيَة جَازَ.
وَأَمَّا قَوْل الْمُصَنِّف " وَإِثْم مَنْ لَمْ يَفِ بِالْعَهْدِ " فَلَيْسَ فِي حَدِيث الْبَاب مَا يُشْعِر بِهِ , وَسَيَأْتِي الْبَحْث فِيهِ فِي كِتَاب الْقَسَامَة مِنْ كِتَاب الدِّيَات إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
‏ ‏( تَنْبِيهٌ ) : ‏ ‏قَوْلُهُ فِي نَسَب مُحَيِّصَةَ بْن مَسْعُود " اِبْن زَيْد " يُقَال إِنَّ الصَّوَاب " كَعْب " بَدَل زَيْد.


حديث كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما فقال تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏انْطَلَقَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ ‏ ‏وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏خَيْبَرَ ‏ ‏وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ فَتَفَرَّقَا فَأَتَى ‏ ‏مُحَيِّصَةُ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ ‏ ‏وَهُوَ ‏ ‏يَتَشَمَّطُ ‏ ‏فِي دَمِهِ قَتِيلًا فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ ‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏ ‏فَانْطَلَقَ ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ ‏ ‏وَمُحَيِّصَةُ ‏ ‏وَحُوَيِّصَةُ ‏ ‏ابْنَا ‏ ‏مَسْعُودٍ ‏ ‏إِلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَذَهَبَ ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ ‏ ‏يَتَكَلَّمُ فَقَالَ ‏ ‏كَبِّرْ ‏ ‏كَبِّرْ وَهُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا فَقَالَ تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ أَوْ صَاحِبَكُمْ قَالُوا وَكَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ وَلَمْ نَرَ قَالَ ‏ ‏فَتُبْرِيكُمْ ‏ ‏يَهُودُ ‏ ‏بِخَمْسِينَ فَقَالُوا كَيْفَ نَأْخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ فَعَقَلَهُ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ عِنْدِهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارا بالشأ...

عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أخبره: أن عبد الله بن عباس، أخبره أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره: «أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارا ب...

سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه

عن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه»

أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم

عن عوف بن مالك، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فقال: اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان...

لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان

عن ابي هريرة، قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه، فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: «لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر»، و...

أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا...

المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا

عن علي رضي الله عنه، قال: ما كتبنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا القرآن وما في هذه الصحيفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرام ما بين عائر...

ما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا

عن الأعمش، قال: سألت أبا وائل - شهدت صفين؟ قال: نعم - فسمعت سهل بن حنيف، يقول: «اتهموا رأيكم، رأيتني يوم أبي جندل، ولو أستطيع أن أرد أمر النبي صلى ال...

يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا

عن ابي وائل، قال: كنا بصفين، فقام سهل بن حنيف، فقال: أيها الناس اتهموا أنفسكم، فإنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، ولو نرى قتالا لق...

يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها قال...

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدتهم...