3966-
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} في ستة من قريش: علي وحمزة وعبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة».
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث عَلِيّ وَأَبِي ذَرّ فِي الْمُبَارَزَة , أَوْرَدَهُ مِنْ طُرُق.
وَأَبُو مِجْلَز بِكَسْرِ الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَفَتْح اللَّام بَعْدهَا زَاي هُوَ لَاحِق بْن حُمَيْدٍ , تَابِعِيّ وَكَذَا شَيْخه وَالرَّاوِي عَنْهُ - وَقِيسَ بْن عِبَاد بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَتَخْفِيف الْمُوَحَّدَة تَقَدَّمَ فِي مَنَاقِب عَبْد اللَّه بْن سَلَام , وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيّ سِوَى ذَلِكَ الْحَدِيث وَحَدِيث الْبَاب مَعَ الِاخْتِلَاف عَلَيْهِ هَلْ هُوَ عَنْ عَلِيّ أَوْ أَبِي ذَرْ , وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ كُلّ مِنْهُمَا , وَيَدُلّ عَلَيْهِ اِخْتِلَاف السِّيَاقَيْنِ.
قَوْله : ( فِي سِتَّة مِنْ قُرَيْش ) يَعْنِي ثَلَاثَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَنِي عَبْد مَنَافٍ : اِثْنَيْنِ مِنْ بَنِي هَاشِم , وَوَاحِد مِنْ بَنِي الْمُطَّلِب.
وَثَلَاثَة مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي عَبْد شَمْس بْن عَبْد مَنَافٍ.
قَوْله : ( عَلِيّ وَحَمْزَة ) أَيْ اِبْن عَبْد الْمُطَّلِب بْن هَاشِم وَعُبَيْدَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمُطَّلِب.
قَوْله : ( وَشَيْبَة بْن رَبِيعَة ) أَيْ اِبْن عَبْد شَمْس , وَعُتْبَة هُوَ أَخُوهُ , وَالْوَلِيد بْن عُتْبَة وَلَده.
وَلَمْ يَقَع فِي هَذِهِ الرِّوَايَة تَفْصِيل الْمُبَارِزِينَ.
وَذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق أَنَّ عُبَيْدَة بْن الْحَارِث وَعُتْبَة بْن رَبِيعَة كَانَا أَسَنَّ الْقَوْم , فَبَرَزَ عُبَيْدَة لِعُتْبَة , وَحَمْزَة لِشَيْبَةَ , وَعَلِيّ لِلْوَلِيدِ.
وَعِنْد مُوسَى بْن عُقْبَة : بَرَزَ حَمْزَة لِعُتْبَة , وَعُبَيْدَة لِشَيْبَةَ , وَعَلِيّ لِلْوَلِيدِ.
ثُمَّ اِتَّفَقَا فَقَتَلَ عَلِيّ الْوَلِيد , وَقَتَلَ حَمْزَة الَّذِي بَارَزَهُ , وَاخْتَلَفَ عُبَيْدَة وَمَنْ بَارَزَهُ بِضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَتْ الضَّرْبَة فِي رُكْبَة عُبَيْدَة فَمَاتَ مِنْهَا لَمَّا رَجَعُوا بِالصَّفْرَاءِ , وَمَالَ حَمْزَة وَعَلِيّ إِلَى الَّذِي بَارَزَ عُبَيْدَة فَأَعَانَاهُ عَلَى قَتْله.
وَعِنْد الْحَاكِم مِنْ طَرِيق عَبْد خَيْر عَنْ عَلِيّ مِثْل قَوْل مُوسَى بْن عُقْبَة , وَعِنْد الْأَسْوَد عَنْ عُرْوَة مِثْله.
وَأَوْرَدَ اِبْن سَعْد مِنْ طَرِيق عَبِيدَة السَّلْمَانِيّ أَنَّ شَيْبَة لِحَمْزَة وَعُبَيْدَة لِعُتْبَة وَعَلِيًّا لِلْوَلِيدِ , ثُمَّ قَالَ اللَّيْث : إِنَّ عُتْبَة لِحَمْزَة وَشَيْبَة لِعُبَيْدَة ا ه.
قَالَ بَعْض مَنْ لَقِينَاهُ : اِتَّفَقَتْ الرِّوَايَات عَلَى أَنَّ عَلِيًّا لِلْوَلِيدِ , وَإِنَّمَا اِخْتَلَفَتْ فِي عُتْبَة وَشَيْبَة أَيّهمَا لِعُبَيْدَة وَحَمْزَة , وَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّ شَيْبَة لِعُبَيْدَة.
قُلْت : وَفِي دَعْوَى الِاتِّفَاق نَظَر , فَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق حَارِثَة بْن مُضَرِّب عَنْ عَلِيّ قَالَ : " تَقَدَّمَ عُتْبَة وَتَبِعَهُ اِبْنه وَأَخُوهُ , فَانْتَدَبَ لَهُ شَبَاب مِنْ الْأَنْصَار , فَقَالَ : لَا حَاجَة لَنَا فِيكُمْ , إِنَّمَا أَرَدْنَا بَنِي عَمّنَا , فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُمْ يَا حَمْزَة , قُمْ يَا عَلِيّ , قُمْ يَا عُبَيْدَة.
فَأَقْبَلَ حَمْزَة إِلَى عُتْبَة وَأَقْبَلْت إِلَى شَيْبَة وَاخْتُلِفَ بَيْن عُبَيْدَة وَالْوَلِيد ضَرْبَتَانِ فَأَثْخَنَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا صَاحِبه , ثُمَّ مِلْنَا عَلَى الْوَلِيد فَقَتَلْنَاهُ وَاحْتَمَلْنَا عُبَيْدَة " قُلْت : وَهَذَا أَصَحّ الرِّوَايَات , لَكِنَّ الَّذِي فِي السِّيَرِ مِنْ أَنَّ الَّذِي بَارَزَهُ عَلِيّ هُوَ الْوَلِيد هُوَ الْمَشْهُور وَهُوَ اللَّائِق بِالْمَقَامِ , لِأَنَّ عُبَيْدَة وَشَيْبَة كَانَا شَيْخَيْنِ كَعُتْبَةَ وَحَمْزَة , بِخِلَافِ عَلِيّ وَالْوَلِيد فَكَانَا شَابَّيْنِ.
وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ عَلِيّ قَالَ " أَعَنْت أَنَا وَحَمْزَة عُبَيْدَة بْن الْحَارِث عَلَى الْوَلِيد بْن عُتْبَة , فَلَمْ يَعِبْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ عَلَيْنَا " وَهَذَا مُوَافِق لِرِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ , فَاَللَّه أَعْلَم.
وَفِي الْحَدِيث جَوَاز الْمُبَارَزَة خِلَافًا لِمَنْ أَنْكَرَهَا كَالْحَسَنِ الْبَصْرِيّ.
وَشَرَطَ الْأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق لِلْجَوَازِ إِذْن الْأَمِير عَلَى الْجَيْش , وَجَوَاز إِعَانَة الْمُبَارِز رَفِيقه , وَفِيهِ فَضِيلَة ظَاهِرَة لِحَمْزَة وَعَلِيّ وَعُبَيْدَة بْن الْحَارِث رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ نَزَلَتْ { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } فِي سِتَّةٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ
عن قيس بن عباد قال: قال علي رضي الله عنه: «فينا نزلت هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}.»
عن قيس بن عباد: «سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم: لنزلت هؤلاء الآيات، في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر،» نحوه.<br>
عن قيس قال: «سمعت أبا ذر يقسم قسما: إن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة...
عن أبي إسحاق: «سأل رجل البراء، وأنا أسمع، قال: أشهد علي بدرا؟ قال: بارز وظاهر.»
عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن قال: «كاتبت أمية بن خلف، فلما كان يوم بدر، فذكر قتله وقتل ابنه، فقال بلال: لا...
عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه قرأ والنجم فسجد بها، وسجد من معه، غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته، فقال: يكفي...
عن عروة قال: «كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، إحداهن في عاتقه، قال: إن كنت لأدخل أصابعي فيها.<br> قال: ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك، قال ع...
عن هشام بن عروة، عن أبيه : «أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال: إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا ن...
عن أبي طلحة : «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على ق...