4042-
عن عقبة بن عامر قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين، كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها.
قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.»
أخرجه مسلم في الفضائل، باب: اثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، رقم: ٢٢٩٦
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث عُقْبَةَ بْن عَامِر قَالَ : " صَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ " الْحَدِيث , وَهُوَ مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) وَقَوْله : " بَعْدَ ثَمَانِ سِنِينَ " فِيهِ تَجَوُّزٌ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي " بَابِ الصَّلَاةِ عَلَى الشُّهَدَاءِ " مِنْ كِتَابِ الْجَنَائِزِ.
وَقَوْله : ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَر فَقَالَ : إِنِّي بَيْن أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ " وَقَدْ وَقَعَ فِي مُرْسَلِ أَيُّوبَ بْن بِشْرٍ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ عِنْدَ اِبْن أَبِي شَيْبَةَ " خَرَجَ عَاصِبًا رَأْسَهُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى أَصْحَابِ أُحُدٍ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ فَأَكْثَر الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ " وَهَذَا يُحْمَلُ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَيْ عِنْدَ خُرُوجِهِ قَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ الْمِنْبَرَ.
قَوْله : ( كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ) تَابَعَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَلَى هَذِهِ الزِّيَادَةِ عَنْ يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب يَحْيَى بْن أَيُّوب عِنْد مُسْلِم وَلَفْظه " ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ " وَتَوْدِيعُ الْأَحْيَاءِ ظَاهِرٌ , لِأَنَّ سِيَاقه يُشْعِرُ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَّا تَوْدِيعُ الْأَمْوَاتِ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الصَّحَابِيُّ أَرَادَ بِذَلِكَ اِنْقِطَاعَ زِيَارَتِهِ الْأَمْوَاتَ بِجَسَدِهِ , لِأَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَإِنْ كَانَ حَيًّا فَهِيَ حَيَاةٌ أُخْرَوِيَّةٌ لَا تُشْبِهُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِتَوْدِيعِ الْأَمْوَاتِ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ , وَقَدْ سَبَقَ شَرْحُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْجَنَائِزِ وَفِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ , وَتَأْتِي بَقِيَّتُهُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَيْوَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ وَإِنَّ مَوْعِدَكُمْ الْحَوْضُ وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا قَالَ فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن البراء رضي الله عنه قال: «لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة، وأمر عليهم عبد الله، وقال: لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظ...
عن جابر قال: «اصطبح الخمر يوم أحد ناس، ثم قتلوا شهداء».<br>
عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم : «أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام، وكان صائما، فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة: إن غطي رأسه بدت ر...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت، فأين أنا؟ قال: في الجنة.<br> فألقى تمرات في يده، ثم...
عن خباب رضي الله عنه قال: «هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، ومنا من مضى، أو ذهب، لم يأكل من أجره شيئا، كان...
عن أنس رضي الله عنه: «أن عمه غاب عن بدر، فقال: غبت عن أول قتال النبي صلى الله عليه وسلم، لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أج...
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول: «فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة...
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، رجع ناس ممن خرج معه، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة تقو...
عن جابر رضي الله عنه قال: «نزلت هذه الآية فينا: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} بني سلمة وبني حارثة، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول: {والله وليهما}...