4645-
عن سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الأنفال، قال: نزلت في بدر،» {الشوكة} الحد، {مردفين} فوجا بعد فوج، ردفني وأردفني جاء بعدي، {ذوقوا} باشروا وجربوا، وليس هذا من ذوق الفم، {فيركمه} يجمعه، شرد: فرق، {وإن جنحوا} طلبوا، {يثخن} يغلب.
وقال مجاهد: {مكاء} إدخال أصابعهم في أفواههم، {وتصدية} الصفير، {ليثبتوك} ليحبسوك.
(ذات بينكم) ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوال ألفة ومحبة.
(ريحكم) قوتكم.
(الحد) أي السلاح والمنعة والقوة.
(مردفين) بفتح الدال وكسرها قراءتان متواترتان والمعنى يردف بعضكم بعضا أي متتابعين.
(فيركمه) من الركم وهو جمع الشيء وجعل بعضه فوق بعض.
(فشرد.
.
) أكثر فيهم القتل والأسر ليخاف من سواهم من الأعداء فلا يجرؤوا على التحشد لمقاتلتك.
(جنحوا) مالوا وطلبوا.
(واحد) من حيث المعنى وهو الأمان والأمن.
(يثخن) من الإثخان وهو كثرة القتل والمبالغة فيه والإثخان في كل شيء عبارة عن قوته وشدته مأخوذ من الثخانة وهي الغلظ والكثافة.
والمعنى في الآية حتى يبلغ في قتال المشركين ويغلبهم ويقهرهم فيذل الكفر وأهله ويعز الإسلام وأنصاره.
(مكاء.
.
تصدية) فسر المكاء بالصفير لأنه يشبه صوت طائر أبيض يسمى المكاء.
وفسرت التصدية بالتصفيق مأخوذ من الصدى وهو الصوت الذي يرجع من الجبل ونحوه كالمجيب للمتكلم.
(ليثبتوك) ليوثقوك أي يربطوك بالوثاق وهو الحبل ويحبسوك
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( وَإِنْ جَنَحُوا طَلَبُوا ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ) أَيْ رَجَعُوا إِلَى الْمُسَالَمَةِ وَطَلَبُوا الصُّلْح.
قَوْله : ( السِّلْم وَالسَّلْم وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ ) ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرّ وَحْدَهُ , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء.
قَوْله : ( يُثْخِنَ ) أَيْ يَغْلِب.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُون لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) يُثْخِنُ أَيْ يُبَالِغُ وَيَغْلِبُ.
قَوْله : ( وَقَالَ مُجَاهِد : مُكَاءً إِدْخَالُهُمْ أَصَابِعَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ) وَصَلَهُ عَبْد اِبْن حُمَيْدٍ وَالْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد.
قَوْله : ( وَتَصْدِيَةً الصَّفِيرُ ) وَصَلَهُ عَبْد بْن حُمَيْدٍ أَيْضًا كَذَلِكَ.
( تَنْبِيهٌ ) : وَقَعَ هَذَا فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ مُتَرَاخِيًا عَنْ الَّذِي قَبْلَهُ , وَعِنْدَ غَيْره بِعَقِبِهِ وَهُوَ أَوْلَى , وَقَدْ قَالَ الْفِرْيَابِيُّ " حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً ) قَالَ : إِدْخَالُهُمْ أَصَابِعَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَتَصْدِيَةً الصَّفِيرُ , يَخْلِطُونَ عَلَى مُحَمَّد صَلَاتَهُ " وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة : الْمُكَاءُ الصَّفِيرُ وَالتَّصْدِيَةُ صَفْقُ الْأَكُفِّ وَوَصَلَهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر مِثْله مِنْ قَوْله.
قَوْله : ( وَقَالَ قَتَادَةُ رِيحَكُمْ الْحَرْب ) تَقَدَّمَ فِي الْجِهَاد.
قَوْله : ( الشَّوْكَةُ الْحَدُّ ) ثَبَتَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرّ , قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله : ( وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَات الشَّوْكَة تَكُونُ لَكُمْ ) مَجَازٌ الشَّوْكَةُ الْحَدُّ , يُقَال مَا أَشَدُّ شَوْكَةِ بَنِي فُلَان أَيْ حَدُّهُمْ.
قَوْله : ( مُرْدِفِينَ فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ , يُقَال رَدَفَنِي وَأَرْدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي ) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله ( مُرْدِفِينَ ) بِكَسْرِ الدَّالِ فَاعِلِينَ مِنْ أَرْدَفُوا أَيْ جَاءُوا بَعْدَ قَوْم قَبْلَهُمْ , وَبَعْضهمْ يَقُول رَدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي وَهُمَا لُغَتَانِ , وَمَنْ قَرَأَ بِفَتْحِ الدَّال فَهُوَ مِنْ أَرْدَفَهُمْ اللَّه مِنْ بَعْدِ مَنْ قَبْلَهُمْ اِنْتَهَى.
وَقِرَاءَة الْجُمْهُور بِكَسْرِ الدَّال وَنَافِع بِفَتْحِهَا.
وَقَالَ الْأَخْفَش : بَنُو فُلَان يُرْدِفُونَنَا أَيْ يَجِيئُونَ بَعْدَنَا.
قَوْله : ( فَيَرْكُمَهُ يَجْمَعَهُ ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله : ( فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا ) أَيْ فَيَجْمَعَهُ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ.
قَوْله : ( شَرِّدْ فَرِّقْ ) هُوَ قَوْل أَبِي عُبَيْدَة أَيْضًا.
قَوْله : ( لِيُثْبِتُوك يَحْبِسُوك ) وَصَلَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاء عَنْهُ , وَرَوَى أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس قَالَ " تَشَاوَرَتْ قُرَيْش فَقَالَ بَعْضهمْ : إِذَا أَصْبَحَ مُحَمَّد فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ " الْحَدِيثَ.
قَوْله : ( ذُوقُوا بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا , وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْق الْفَم ) هُوَ قَوْل أَبِي عُبَيْدَة أَيْضًا , وَنَظِيرُهُ قَوْله تَعَالَى ( لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ ).
قَوْله : ( حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم ) كَذَا ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيث فِي آخِرِ هَذِهِ التَّفَاسِير عِنْدَ أَبِي ذَرّ , وَثَبَتَ عِنْدَ غَيْره فِي أَثْنَائِهَا وَالْخَطْب فِيهِ سَهْلٌ.
وَالْحَدِيث الْمَذْكُور سَيَأْتِي بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا فِي تَفْسِير سُورَة الْحَشْر , وَيَأْتِي شَرْحه هُنَاكَ , وَقَدْ تَقَدَّمَ طَرَفٌ مِنْهُ أَيْضًا فِي الْمَغَازِي.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سُورَةُ الْأَنْفَالِ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ الشَّوْكَةُ الْحَدُّ { مُرْدَفِينَ } فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي جَاءَ بَعْدِي { ذُوقُوا } بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ { فَيَرْكُمَهُ } يَجْمَعَهُ شَرِّدْ فَرِّقْ { وَإِنْ جَنَحُوا } طَلَبُوا السِّلْمُ وَالسَّلْمُ وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ { يُثْخِنَ } يَغْلِبَ وَقَالَ مُجَاهِدٌ { مُكَاءً } إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ { وَتَصْدِيَةً } الصَّفِيرُ { لِيُثْبِتُوكَ } لِيَحْبِسُوكَ
عن ابن عباس : «{إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} قال: هم نفر من بني عبد الدار».<br>
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: «كنت أصلي، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: ما منعك أن تأتي؟ ألم...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «قال أبو جهل: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} فنزلت: {وما كان الله ل...
عن أنس بن مالك قال: «قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.<br> فنزلت: {وما كان الله ليعذبه...
عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أن رجلا جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} إلى آخر الآية، فم...
عن سعيد بن جبير قال: «خرج علينا أو: إلينا ابن عمر، فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل الم...
عن ابن عباس رضي الله عنهما: «لما نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة.<br> فقال سفيان غير مرة: أن لا يفر...
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} شق ذلك على المسلمين، حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء ا...
عن البراء رضي الله عنه يقول: «آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة».<br>