حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ما يؤمني أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح - صحيح البخاري

صحيح البخاري | سورة حم الأحقاف باب قوله فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم (حديث رقم: 4828 )


4828- عن ‌عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.
4829 - قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه، قالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال: يا عائشة، ما يؤمني أن يكون فيه عذاب؟ عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: {هذا عارض ممطرنا}».

أخرجه البخاري


(لهواته) جمع لهاة وهي اللحمة المتعلقة في أعلى الحنك وترى عند الضحك الشديد.
(عرف في وجهه) أي تغير وجهه وبدت عليه الكراهية والخوف

شرح حديث (ما يؤمني أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( حَدَّثَنَا أَحْمَد ) ‏ ‏كَذَا لَهُمْ , وَفِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ " حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عِيسَى ".
‏ ‏قَوْله : ( أَخْبَرَنَا عَمْرو ) ‏ ‏هُوَ اِبْن الْحَارِث , وَأَبُو النَّضْر هُوَ سَالِم الْمَدَنِيّ , وَنِصْف هَذَا الْإِسْنَاد الْأَعْلَى مَدَنِيُّونَ وَالْأَدْنَى مِصْرِيُّونَ.
‏ ‏قَوْله : ( حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاته ) ‏ ‏بِالتَّحْرِيكِ جَمْع لَهَاة وَهِيَ اللَّحْمَة الْمُتَعَلِّقَة فِي أَعْلَى الْحَنَك , وَيُجْمَع أَيْضًا عَلَى لَهًى بِفَتْحِ اللَّام مَقْصُور.
‏ ‏قَوْله : ( إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّم ) ‏ ‏لَا يُنَافِي هَذَا مَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخَر " أَنَّهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذه " لِأَنَّ ظُهُور النَّوَاجِذ - وَهِيَ الْأَسْنَان الَّتِي فِي مُقَدِّمَة الْفَم أَوْ الْأَنْيَاب - لَا يَسْتَلْزِم ظُهُور اللَّهَاة.
‏ ‏قَوْله : ( عَرَفْت الْكَرَاهِيَة فِي وَجْهه ) ‏ ‏عَبَّرَتْ عَنْ الشَّيْء الظَّاهِر فِي الْوَجْه بِالْكَرَاهَةِ لِأَنَّهُ ثَمَرَتهَا.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة عَطَاء عَنْ عَائِشَة فِي أَوَّل هَذَا الْحَدِيث " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتْ الرِّيح قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلك خَيْرهَا وَخَيْر مَا فِيهَا وَخَيْر مَا أُرْسِلَتْ بِهِ , وَأَعُوذ بِك مِنْ شَرّهَا وَشَرّ مَا فِيهَا وَشَرّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ.
وَإِذَا تَخَيَّلَتْ السَّمَاء تَغَيَّرَ لَوْنه وَخَرَجَ وَدَخَلَ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ , فَإِذَا أَمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم بِطُولِهِ , وَتَقَدَّمَ فِي بَدْء الْخَلْق مِنْ قَوْله " كَانَ إِذَا رَأَى مَخِيلَة أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ " وَقَدْ تَقَدَّمَ لِهَذَا الدُّعَاء شَوَاهِد مِنْ حَدِيث أَنَس وَغَيْره فِي أَوَاخِر الِاسْتِسْقَاء.
‏ ‏قَوْله : ( عُذِّبَ قَوْم بِالرِّيحِ , وَقَدْ رَأَى قَوْم الْعَذَاب فَقَالُوا : هَذَا عَارِض ) ‏ ‏ظَاهِر هَذَا أَنَّ الَّذِينَ عُذِّبُوا بِالرِّيحِ غَيْر الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ , لِمَا تَقَرَّرَ أَنَّ النَّكِرَة إِذَا أُعِيدَتْ نَكِرَة كَانَتْ غَيْرَ الْأَوَّل , لَكِنْ ظَاهِر آيَة الْبَاب عَلَى أَنَّ الَّذِينَ عُذِّبُوا بِالرِّيحِ هُمْ الَّذِينَ قَالُوا هَذَا عَارِض , فَفِي هَذِهِ السُّورَة ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمه بِالْأَحْقَافِ ) الْآيَات وَفِيهَا ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا , بَلْ هُوَ مَا اِسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ , رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وَقَدْ أَجَابَ الْكَرْمَانِيُّ عَنْ الْإِشْكَال بِأَنَّ هَذِهِ الْقَاعِدَة الْمَذْكُورَة إِنَّمَا تَطَّرِد إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السِّيَاق قَرِينَة تَدُلّ عَلَى أَنَّهَا عَيْن الْأَوَّل , فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ قَرِينَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ) فَلَا.
ثُمَّ قَالَ : وَيُحْتَمَل أَنَّ عَادًا قَوْمَانِ قَوْم بِالْأَحْقَافِ وَهُمْ أَصْحَاب الْعَارِض وَقَوْم غَيْرهمْ , قُلْت : وَلَا يَخْفَى بُعْده.
لَكِنَّهُ مُحْتَمَل , فَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة النَّجْم ( وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ) فَإِنَّهُ يُشْعِر بِأَنَّ ثَمَّ عَادًا أُخْرَى.
وَقَدْ أَخْرَجَ قِصَّة عَادٍ الثَّانِيَة أَحْمَد بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ الْحَارِث بْن حَسَّان الْبَكْرِيّ قَالَ " خَرَجْت أَنَا وَالْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيث - وَفِيهِ - فَقُلْت : أَعُوذ بِاَللَّهِ وَبِرَسُولِهِ أَنْ أَكُون كَوَافِدِ عَادٍ , قَالَ : وَمَا وَافِد عَادٍ ؟ وَهُوَ أَعْلَم بِالْحَدِيثِ وَلَكِنَّهُ يَسْتَطْعِمهُ , فَقُلْت : إِنَّ عَادًا قَحَطُوا , فَبَعَثُوا قَيْل بْن عَنْز إِلَى مُعَاوِيَة بْن بَكْر بِمَكَّة يَسْتَسْقِي لَهُمْ , فَمَكَثَ شَهْرًا فِي ضِيَافَته تُغَنِّيه الْجَرَادَتَانِ , فَلَمَّا كَانَ بَعْد شَهْر خَرَجَ لَهُمْ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ , فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَات فَاخْتَارَ السَّوْدَاء مِنْهَا , فَنُودِيَ : خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا , لَا تُبْقِ مِنْ عَادٍ أَحَدًا " وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ بَعْضه , وَالظَّاهِر أَنَّهُ فِي قِصَّة عَادٍ الْأَخِيرَة لِذِكْرِ مَكَّة فِيهِ , وَإِنَّمَا بُنِيَتْ بَعْد إِبْرَاهِيم حِين أَسْكَنَ هَاجَر وَإِسْمَاعِيل بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ , فَاَلَّذِينَ ذُكِرُوا فِي سُورَة الْأَحْقَاف هُمْ عَاد الْأَخِيرَة وَيَلْزَم عَلَيْهِ أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( أَخَا عَادٍ ) نَبِيّ آخَر غَيْر هُود.
وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ وَهْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَمْرٌو ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏أَبَا النَّضْرِ ‏ ‏حَدَّثَهُ عَنْ ‏ ‏سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‏ ‏زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ ‏ ‏لَهَوَاتِهِ ‏ ‏إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ قَالَتْ وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ فَقَالَ ‏ ‏يَا ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا ‏ { ‏هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ‏}

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو...

عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام...

لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت علي...

عن ‌زيد بن أسلم، عن ‌أبيه : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه...

إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال الحديبية

عن ‌أنس رضي الله عنه: «{إنا فتحنا لك فتحا مبينا} قال: الحديبية».<br>

قرأ النبي ﷺ يوم فتح مكة سورة الفتح فرجع فيها

عن ‌عبد الله بن مغفل قال: «قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح، فرجع فيها، قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي صلى الله عليه وس...

قيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أ...

عن ‌المغيرة يقول: «قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبدا شكورا.»

كان رسول الله ﷺ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه

عن ‌عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم «كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما...

يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأم...

عن ‌عبد الله بن عمرو بن لعاص رضي الله عنهما: «أن هذه الآية التي في القرآن: يا أيها النبي {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} قال: في التوراة: يا أيها ا...

كان له فرس مربوط في الدار فجعل ينفر فخرج الرجل فنظ...

عن ‌البراء رضي الله عنه قال: «بينما رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ، وفرس له مربوط في الدار، فجعل ينفر، فخرج الرجل فنظر فلم ير شيئا، وجعل ي...

كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة

عن ‌جابر قال: «كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة».<br>