6882- عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه.»
(أبغض الناس) أكثرهم عقابا منه وبعدا عن رحمته.
(ملحد) ظالم مائل عن الحق والعدل بارتكاب المعصية.
(مبتغ) طالب ومتبع.
(سنة الجاهلية) طريقتها وعاداتها وأخلاق أهلها.
(مطلب) متكلف للطلب وساع وراءه في كل مكان.
(بغير حق) يستبيح دمه.
(ليهريق دمه) ليسيله وهو كناية عن القتل
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
" 10248 " قَوْله ( عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي حُسَيْن ) هُوَ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ , وَثَبَتَ ذِكْر أَبِيهِ فِي هَذَا السَّنَد عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي نُسْخَة شُعَيْب بْن أَبِي حَمْزَة وَكَذَا فِي مُسْتَخْرَج أَبِي نُعَيْم , وَنَافِع بْن جُبَيْر أَيْ اِبْن مُطْعِم.
قَوْله ( أَبْغَضُ ) هُوَ أَفْعَلُ مِنْ الْبُغْض , قَالَ وَهُوَ شَاذٌّ وَمِثْلُهُ أَعْدَمُ مِنْ الْعَدَم إِذَا افْتَقَرَ , قَالَ وَإِنَّمَا يُقَال أَفْعَلُ مِنْ كَذَا لِلْمُفَاضَلَةِ فِي الْفِعْل الثُّلَاثِيّ , قَالَ الْمُهَلَّب وَغَيْره : الْمُرَاد بِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة أَنَّهُمْ أَبْغَضُ أَهْل الْمَعَاصِي إِلَى اللَّه , فَهُوَ كَقَوْلِهِ " أَكْبَرُ الْكَبَائِر " وَإِلَّا فَالشِّرْك أَبْغَضُ إِلَى اللَّه مِنْ جَمِيع الْمَعَاصِي.
قَوْله ( مُلْحِد فِي الْحَرَم ) أَصْل الْمُلْحِد هُوَ الْمَائِل عَنْ الْحَقّ , وَالْإِلْحَاد الْعُدُول عَنْ الْقَصْد , وَاسْتُشْكِلَ بِأَنَّ مُرْتَكِب الصَّغِيرَة مَائِل عَنْ الْحَقّ , وَالْجَوَاب أَنَّ هَذِهِ الصِّيغَة فِي الْعُرْف مُسْتَعْمَلَة لِلْخَارِجِ عَنْ الدِّين فَإِذَا وُصِفَ بِهِ مَنْ اِرْتَكَبَ مَعْصِيَة كَانَ فِي ذَلِكَ إِشَارَة إِلَى عِظَمِهَا , وَقِيلَ إِيرَاده بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّة مُشْعِر بِثُبُوتِ الصِّفَة , ثُمَّ التَّنْكِير لِلتَّعْظِيمِ فَيَكُون ذَلِكَ إِشَارَة إِلَى عِظَم الذَّنْب , وَقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا فِي عَدِّ الْكَبَائِر مُسْتَحِلّ الْبَيْت الْحَرَام , وَأَخْرَجَ الثَّوْرِيّ فِي تَفْسِيره عَنْ السُّدِّيّ عَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ " مَا مِنْ رَجُل يَهُمّ بِسَيِّئَةٍ فَتُكْتَب عَلَيْهِ , إِلَّا أَنَّ رَجُلًا لَوْ هَمَّ بِعَدَنِ أَبْيَنَ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلًا بِالْبَيْتِ الْحَرَام إِلَّا أَذَاقَهُ اللَّهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " وَهَذَا سَنَد صَحِيح , وَقَدْ ذَكَرَ شُعْبَة أَنَّ السُّدِّيّ رَفَعَهُ لَهُمْ , وَكَانَ شُعْبَة يَرْوِيه عَنْهُ مَوْقُوفًا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ يَزِيد بْن هَارُون عَنْ شُعْبَة , وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق أَسْبَاط بْن نَصْر عَنْ السُّدِّيّ مَوْقُوفًا , وَظَاهِر سِيَاق الْحَدِيث أَنَّ فِعْل الصَّغِيرَة فِي الْحَرَم أَشَدُّ مِنْ فِعْل الْكَبِيرَة فِي غَيْره , وَهُوَ مُشْكِل فَيَتَعَيَّن أَنَّ الْمُرَاد بِالْإِلْحَادِ فِعْل الْكَبِيرَة , وَقَدْ يُؤْخَذ ذَلِكَ مِنْ سِيَاق الْآيَة فَإِنَّ الْإِتْيَان بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّة فِي قَوْله ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) الْآيَة يُفِيد ثُبُوت الْإِلْحَاد وَدَوَامه , وَالتَّنْوِين لِلتَّعْظِيمِ أَيْ مَنْ يَكُون إِلْحَاده عَظِيمًا وَاَللَّه أَعْلَمُ.
قَوْله ( وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَام سُنَّة الْجَاهِلِيَّة ) أَيْ يَكُون لَهُ الْحَقّ عِنْد شَخْص فَيَطْلُبهُ مِنْ غَيْره مِمَّنْ لَا يَكُون لَهُ فِيهِ مُشَارَكَة كَوَالِدِهِ أَوْ وَلَده أَوْ قَرِيبه , وَقِيلَ الْمُرَاد مَنْ يُرِيد بَقَاء سِيرَة الْجَاهِلِيَّة أَوْ إِشَاعَتهَا أَوْ تَنْفِيذهَا.
وَسُنَّة الْجَاهِلِيَّة اِسْم جِنْس يَعُمّ جَمِيع مَا كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَعْتَمِدُونَهُ مِنْ أَخْذ الْجَار بِجَارِهِ وَالْحَلِيف بِحَلِيفِهِ وَنَحْو ذَلِكَ , وَيَلْتَحِق بِذَلِكَ مَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَهُ , وَالْمُرَاد مِنْهُ مَا جَاءَ الْإِسْلَام بِتَرْكِهِ كَالطِّيَرَةِ وَالْكَهَانَة وَغَيْر ذَلِكَ , وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي شُرَيْح رَفَعَه " إِنَّ أَعْتَى النَّاس عَلَى اللَّه مَنْ قَتَلَ غَيْر قَاتِله , أَوْ طَلَبَ بِدَمِ الْجَاهِلِيَّة فِي الْإِسْلَام " فَيُمْكِن أَنْ يُفَسَّر بِهِ سُنَّة الْجَاهِلِيَّة فِي هَذَا الْحَدِيث.
قَوْله ( وَمُطَّلِب ) بِالتَّشْدِيدِ مُفْتَعِل مِنْ الطَّلَب فَأُبْدِلَتْ التَّاءُ طَاءً وَأُدْغِمَتْ وَالْمُرَاد مَنْ يُبَالِغ فِي الطَّلَب.
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : الْمَعْنَى الْمُتَكَلِّف لِلطَّلَبِ , وَالْمُرَاد الطَّلَب الْمُتَرَتِّب عَلَيْهِ الْمَطْلُوب لَا مُجَرَّد الطَّلَب , أَوْ ذَكَرَ الطَّلَب لِيَلْزَم الزَّجْرُ فِي الْفِعْل بِطَرِيقِ الْأَوْلَى.
وَقَوْله " بِغَيْرِ حَقّ " اِحْتِرَاز عَمَّنْ يَقَع لَهُ مِثْل ذَلِكَ لَكِنْ بِحَقٍّ كَطَلَبِ الْقِصَاص مَثَلًا.
وَقَوْله " لِيُهَرِيقَ " بِفَتْحِ الْهَاء وَيَجُوز إِسْكَانهَا , وَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ قَالَ إِنَّ الْعَزْم الْمُصَمَّم يُؤَاخَذ بِهِ , وَتَقَدَّمَ الْبَحْث فِي ذَلِكَ فِي الْكَلَام عَلَى حَدِيث " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ " فِي كِتَاب الرِّقَاق.
( تَنْبِيه ) : وَقَفْت لِهَذَا الْحَدِيث عَلَى سَبَب فَقَرَأْت فِي " كِتَاب مَكَّة لِعُمَر بْن شَبَّة " مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن دِينَار عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عَطَاء بْن يَزِيد قَالَ : قُتِلَ رَجُلٌ بِالْمُزْدَلِفَةِ يَعْنِي فِي غَزْوَة الْفَتْح , فَذَكَرَ الْقِصَّة وَفِيهَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " وَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْتَى عَلَى اللَّه مِنْ ثَلَاثَة : رَجُل قَتَلَ فِي الْحَرَم أَوْ قَتَلَ غَيْر قَاتِله أَوْ قَتَلَ بِذَحْلٍ فِي الْجَاهِلِيَّة " وَمِنْ طَرِيق مِسْعَر عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ الزُّهْرِيّ وَلَفْظه " إِنَّ أَجْرَأ النَّاس عَلَى اللَّه " فَذَكَرَ نَحْوه وَقَالَ فِيهِ " وَطَلَبَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّة ".
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ
عن عائشة : «هزم المشركون يوم أحد،» وحدثني محمد بن حرب، حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكرياء، عن هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: صرخ إبليس ي...
حدثنا أنس بن مالك : «أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين، فقيل لها من فعل بك هذا؟ أفلان، أفلان؟ حتى سمي اليهودي، فأومأت برأسها، فجيء باليهودي فاعترف، فأ...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل يهوديا بجارية قتلها على أوضاح لها.»
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لددنا النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، فقال: لا تلدوني.<br> فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: لا يبقى أحد من...
عن أبي هريرة يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن الآخرون السابقون.»
وبإسناده: «لو اطلع في بيتك أحد، ولم تأذن له، خذفته بحصاة، ففقأت عينه ما كان عليك من جناح»
عن حميد: «أن رجلا اطلع في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فسدد إليه مشقصا».<br> فقلت: من حدثك؟ قال: أنس بن مالك.<br>
عن عائشة قالت: «لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال...
عن سلمة قال: «خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فقال رجل منهم: أسمعنا يا عامر من هنيهاتك، فحدا بهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من السائ...