7141- عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، وآخر آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها.»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( حَدَّثَنَا شِهَاب بْن عَبَّاد ) هُوَ اِبْن عُمَر الْعَبْدِيُّ , وَإِبْرَاهِيم بْن حُمَيْدٍ هُوَ الرُّؤَاسِيّ بِضَمِّ الرَّاء وَتَخْفِيف الْهَمْزَة ثُمَّ مُهْمَلَة , وَإِسْمَاعِيل هُوَ اِبْن أَبِي خَالِد , وَقَيْس هُوَ اِبْن أَبِي حَازِم , وَعَبْد اللَّه هُوَ اِبْن مَسْعُود , وَالسَّنَد كُلّه كُوفِيُّونَ.
قَوْله ( لَا حَسَد إِلَّا فِي اِثْنَتَيْنِ ) رَجُلٍ بِالْجَرِّ وَيَجُوز الرَّفْع عَلَى الِاسْتِئْنَاف وَالنَّصْب بِإِضْمَارِ أَعْنِي.
قَوْله ( عَلَى هَلَكَته ) بِفَتَحَاتٍ أَيْ عَلَى إِهْلَاكه أَيْ إِنْفَاقه ( فِي الْحَقِّ ) قَوْله ( وَآخَر آتَاهُ اللَّه حِكْمَة ) فِي رِوَايَة اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد الْمَاضِيَة فِي كِتَاب الْعِلْم " وَرَجُل آتَاهُ اللَّه الْحِكْمَة " وَقَدْ مَضَى شَرْحه مُسْتَوْفًى هُنَاكَ وَأَنَّ الْمُرَاد بِالْحِكْمَةِ الْقُرْآن فِي حَدِيث اِبْن عُمَر , أَوْ أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ , وَضَابِطهَا مَا مَنَعَ الْجَهْل وَزَجَرَ عَنْ الْقُبْح.
قَالَ اِبْن الْمُنِير : الْمُرَاد بِالْحَسَدِ هُنَا الْغِبْطَة , وَلَيْسَ الْمُرَاد بِالنَّفْيِ حَقِيقَته وَإِلَّا لَزِمَ الْخُلْف , لِأَنَّ النَّاس حَسَدُوا فِي غَيْر هَاتَيْنِ الْخَصْلَتَيْنِ وَغَبَطُوا مَنْ فِيهِ سِوَاهُمَا فَلَيْسَ هُوَ خَبَرًا , وَإِنَّمَا الْمُرَاد بِهِ الْحُكْم وَمَعْنَاهُ حَصْر الْمَرْتَبَة الْعُلْيَا مِنْ الْغِبْطَة فِي هَاتَيْنِ الْخَصْلَتَيْنِ فَكَأَنَّهُ قَالَ هُمَا آكَد الْقُرُبَات الَّتِي يُغْبَط بِهَا , وَلَيْسَ الْمُرَاد نَفْي أَصْل الْغِبْطَة مِمَّا سِوَاهُمَا فَيَكُون مِنْ مَجَاز التَّخْصِيص , أَيْ لَا غِبْطَة كَامِلَة التَّأْكِيد لِتَأْكِيدِ أَجْر مُتَعَلَّقهَا إِلَّا الْغِبْطَة بِهَاتَيْنِ الْخَصْلَتَيْنِ.
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : الْخَصْلَتَانِ الْمَذْكُورَتَانِ هُنَا غِبْطَة لَا حَسَد ; لَكِنْ قَدْ يُطْلَق أَحَدهمَا عَلَى الْآخَر , أَوْ الْمَعْنَى لَا حَسَد إِلَّا فِيهِمَا , وَمَا فِيهِمَا لَيْسَ بِحَسَدٍ فَلَا حَسَد فَهُوَ كَمَا قِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى ( لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْت إِلَّا الْمَوْتَة الْأُولَى ) وَفِي الْحَدِيث التَّرْغِيب فِي وِلَايَة الْقَضَاء لِمَنْ اِسْتَجْمَعَ شُرُوطه وَقَوِيَ عَلَى أَعْمَال الْحَقّ وَوَجَدَ لَهُ أَعْوَانًا لِمَا فِيهِ مِنْ الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَنَصْر الْمَظْلُوم وَأَدَاء الْحَقّ لِمُسْتَحِقِّهِ وَكَفّ يَد الظَّالِم وَالْإِصْلَاح بَيْن النَّاس وَكُلّ ذَلِكَ مِنْ الْقُرُبَات , وَلِذَلِكَ تَوَلَّاهُ الْأَنْبِيَاء وَمَنْ بَعْدهمْ مِنْ الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ , وَمِنْ ثَمَّ اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ مِنْ فُرُوض الْكِفَايَة , لِأَنَّ أَمْر النَّاس لَا يَسْتَقِيم بِدُونِهِ , فَقَدْ أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ قَوِيّ : أَنَّ أَبَا بَكْر لَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَة وَلَّى عُمَر الْقَضَاء , وَبِسَنَدٍ آخَر قَوِيّ أَنَّ عُمَر اِسْتَعْمَلَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود عَلَى الْقَضَاء , وَكَتَبَ عُمَر إِلَى عُمَّاله : اُسْتُعْمِلُوا صَالِحِيكُمْ عَلَى الْقَضَاء وَأَكْفُوهُمْ.
وَبِسَنَدٍ آخَر لَيِّن أَنَّ مُعَاوِيَة سَأَلَ أَبَا الدَّرْدَاء وَكَانَ يَقْضِي بِدِمَشْقَ , مَنْ لِهَذَا الْأَمْر بَعْدَك , قَالَ فَضَالَة بْن عُبَيْد : وَهَؤُلَاءِ مِنْ أَكَابِر الصَّحَابَة وَفُضَلَائِهِمْ.
وَإِنَّمَا فَرَّ مِنْهُ مَنْ فَرَّ خَشْيَة الْعَجْز عَنْهُ وَعِنْد عَدَم الْمُعِين عَلَيْهِ.
وَقَدْ يَتَعَارَض أَمْر حَيْثُ يَقَع تَوْلِيَة مَنْ يَشْتَدّ بِهِ الْفَسَاد إِذَا ا اِمْتَنَعَ الْمُصْلِح وَاَللَّه الْمُسْتَعَان.
وَهَذَا حَيْثُ يَكُون هُنَاكَ غَيْره , وَمِنْ ثَمَّ كَانَ السَّلَف يَمْتَنِعُونَ مِنْهُ وَيَفِرُّونَ إِذَا طُلِبُوا لَهُ.
وَاخْتَلَفُوا هَلْ يُسْتَحَبّ لِمَنْ اِسْتَجْمَعَ شَرَائِطه وَقَوِيَ عَلَيْهِ أَوْ لَا ؟ وَالثَّانِي قَوْل الْأَكْثَر لِمَا فِيهِ مِنْ الْخَطَر وَالْغَرَر , وَلِمَا وَرَدَ فِيهِ مِنْ التَّشْدِيد.
وَقَالَ بَعْضهمْ : إِنْ كَانَ مِنْ أَهْل الْعِلْم وَكَانَ خَامِلًا بِحَيْثُ لَا يُحْمَل عَنْهُ الْعِلْم أَوْ كَانَ مُحْتَاجًا وَلِلْقَاضِي رِزْق مِنْ جِهَة لَيْسَتْ بِحَرَامٍ اُسْتُحِبَّ لَهُ لِيَرْجِع إِلَيْهِ فِي الْحُكْم بِالْحَقِّ وَيَنْتَفِع بِعِلْمِهِ , وَإِنْ كَانَ مَشْهُورًا فَالْأَوْلَى لَهُ الْإِقْبَال عَلَى الْعِلْم وَالْفَتْوَى , وَأَمَّا إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَلَد مَنْ يَقُوم مَقَامه فَإِنَّهُ يَتَعَيَّن عَلَيْهِ لِكَوْنِهِ مِنْ فُرُوض الْكِفَايَة لَا يَقْدِر عَلَى الْقِيَام بِهِ غَيْره فَيَتَعَيَّن عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَحْمَد : لَا يَأْثَم لِأَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ إِذَا أَضَرَّ بِهِ نَفَعَ غَيْره وَلَا سِيَّمَا مَنْ لَا يُمْكِنهُ عَمَل الْحَقّ لِانْتِشَارِ الظُّلْم.
حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة.»
عن ابن عباس يرويه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت، إلا مات ميتة جاهلية.»
عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع...
عن علي رضي الله عنه قال: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية، وأمر عليهم رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي صلى ال...
عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسأ...
عن عبد الرحمن بن سمرة قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة» وقال محمد بن بشار: حد...
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: «دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين: أمرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: إنا...
عن الحسن «أن عبيد الله بن زياد، عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعت النب...