3460- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شرب سما، فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها أبدا»
إسناده صحيح.
أبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البخاري (٥٧٧٨)، ومسلم (١٠٩)، وأبو داود (٣٨٧٢)، والترمذي (٢١٦٥) و (٢١٦٦)، والنسائي ٤/ ٦٦ من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٧٤٤٨)، و"صحيح ابن حبان" (٥٩٨٦).
يتحساه: يتجرعه ويبتلعه مرة بعد مرة.
وقوله: "في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"، تمسك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٢٢٧: وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيم هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر "خالدا مخلدا" وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أوهي عند البخاري (١٣٦٥)]، قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون، ثم يخرجون منها، ولا يخلدون.
ويقوي ذلك ويعضده ما أخرجه مسلم (١١٦) من حديث جابر: أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ (قال: حصن كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، للذى ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتوووا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت.
فقصها الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم وليديه فاغفر".
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ٢/ ١٣١ - ١٣٢: في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة: أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرها، ومات من غير توبة، فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة .
وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( مَنْ شَرِبَ سَمًّا ) يَنْبَغِي حَمْل شَرِبَ عَلَى مَعْنَى دَخَلَ فِي بَاطِنه فَإِنَّهُ قَدْ يُخْلَط بِالْمَاءِ فَيُشْرَب وَقَدْ يُخْلَط بِالطَّعَامِ فَيُؤْكَل ( فَيَتَحَسَّاهُ ) فَيَشْعُر بِهِ وَيَتَجَرَّعهُ ( خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ) وَهِيَ أَصَحّ لِمَا ثَبَتَ مِنْ خُرُوج أَهْل التَّوْحِيد مِنْ النَّار قُلْت إِنْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ يَسْتَحِلّ ذَلِكَ أَوْ عَلَى أَنَّهُ يَسْتَحِقّ ذَلِكَ الْجَزَاء وَقِيلَ هُوَ مَحْمُول عَلَى الِامْتِدَاد.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ شَرِبَ سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا
عن أسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بماذا كنت تستمشين؟» قلت: بالشبرم، قال: «حار جار» ثم استمشيت بالسنى فقال: «لو كان شيء يش...
عن أم قيس بنت محصن، قالت: دخلت بابن لي على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أعلقت عليه من العذرة، فقال: «علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكم بهذا العود...
عن أنس بن مالك، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «شفاء عرق النسا، ألية شاة أعرابية تذاب، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم يشرب على الريق، في كل ي...
عن سهل بن سعد الساعدي، قال: «جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم أحد، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة تغسل الدم عنه، وعلي يسكب علي...
عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، عن جده، قال: إني لأعرف يوم أحد من جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كان يرقئ الكلم من...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تطبب، ولم يعلم منه طب قبل ذلك، فهو ضامن»
عن زيد بن أرقم، قال: «نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب، ورسا، وقسطا، وزيتا، يلد به»
عن أم قيس بنت محصن، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالعود الهندي، يعني به الكست، فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب» قال ابن سمعان: في...
عن أبي هريرة، قال: ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبها رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبها، فإنها تنفي الذنوب، كما تنفي النار...