1128- عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان»
(فليدرأه) أي فليدفعه، إما بالإشارة أو بوضع اليد على نحوه، كما دل عليه حديث أبي سعيد الآتي.
(فإنما هو شيطان) قال القاضي: قيل: معناه إنما حمله على مروره وامتناعه من الرجوع الشيطان.
وقيل: معناه يفعل فعل الشيطان لأن الشيطان بعيد من الخير وقبول السنة.
وقيل: المراد بالشيطان القرين، كما جاء في الحديث الآخر: فإن معه القرين.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا كَانَ أَحَدكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَع أَحَدًا يَمُرّ بَيْن يَدَيْهِ , وَلْيَدْرَأ مَا اِسْتَطَاعَ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلهُ ; فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان ) مَعْنَى ( يَدْرَأ ) يَدْفَع , وَهَذَا الْأَمْر بِالدَّفْعِ أَمْر نَدْب , وَهُوَ نَدْب مُتَأَكِّد , وَلَا أَعْلَم أَحَدًا مِنْ الْعُلَمَاء أَوْجَبَهُ , بَلْ صَرَّحَ أَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ بِأَنَّهُ مَنْدُوب غَيْر وَاجِب.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يَلْزَمهُ مُقَاتَلَته بِالسِّلَاحِ , وَلَا مَا يُؤَدِّي إِلَى هَلَاكه , فَإِنْ دَفَعَهُ بِمَا يَحُوز فَهَلَكَ مِنْ ذَلِكَ فَلَا قَوَد عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاء , وَهَلْ يَجِب دِيَته أَمْ يَكُون هَدَرًا ؟ فِيهِ مَذْهَبَانِ لِلْعُلَمَاءِ , وَهُمَا قَوْلَانِ فِي مَذْهَب مَالِك رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , قَالَ : وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ هَذَا كُلّه لِمَنْ لَمْ يُفَرِّط فِي صَلَاته , بَلْ اِحْتَاطَ وَصَلَّى إِلَى سُتْرَة أَوْ فِي مَكَان يَأْمَن الْمُرُور بَيْن يَدَيْهِ , وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد فِي الرِّوَايَة الَّتِي بَعْد هَذِهِ ( إِذَا صَلَّى أَحَدكُمْ إِلَى شَيْء يَسْتُرهُ , فَأَرَادَ أَحَد أَنْ يَجْتَاز بَيْن يَدَيْهِ , فَلْيَدْفَعْ فِي نَحْره , فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ) قَالَ : وَكَذَا اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوز لَهُ الْمَشْي إِلَيْهِ مِنْ مَوْضِعه لِيَرُدّهُ , وَإِنَّمَا يَدْفَعهُ وَيَرُدّهُ مِنْ مَوْقِفه , لِأَنَّ مَفْسَدَة الْمَشْي فِي صَلَاته أَعْظَم مِنْ مُرُوره مِنْ بَعِيد بَيْن يَدَيْهِ , وَإِنَّمَا أُبِيحَ لَهُ قَدْر مَا تَنَالهُ يَده مِنْ مَوْقِفه , وَلِهَذَا أُمِرَ بِالْقُرْبِ مِنْ سُتْرَته , وَإِنَّمَا يَرُدّهُ إِذَا كَانَ بَعِيدًا مِنْهُ بِالْإِشَارَةِ وَالتَّسْبِيح.
قَالَ : وَكَذَلِكَ اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ إِذَا مَرَّ لَا يَرُدّهُ لِئَلَّا يَصِير مُرُورًا ثَانِيًا إِلَّا شَيْئًا رُوِيَ عَنْ بَعْض السَّلَف أَنَّهُ يَرُدّهُ وَتَأَوَّلَهُ بَعْضهمْ.
هَذَا آخِر كَلَام الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى , وَهُوَ كَلَام نَفِيس وَاَلَّذِي قَالَهُ أَصْحَابنَا أَنَّهُ يَرُدّهُ إِذَا أَرَادَ الْمُرُور بَيْنه وَبَيْن سُتْرَته بِأَسْهَل الْوُجُوه , فَإِنْ أَبَى فَبِأَشَدِّهَا , وَإِنْ أَدَّى إِلَى قَتْله فَلَا شَيْء عَلَيْهِ كَالصَّائِلِ عَلَيْهِ لِأَخْذِ نَفْسه أَوْ مَاله , وَقَدْ أَبَاحَ لَهُ الشَّرْع مُقَاتَلَته , وَالْمُقَاتَلَة الْمُبَاحَة لَا ضَمَان فِيهَا.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان ) قَالَ الْقَاضِي : قِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى مُرُوره وَامْتِنَاعه مِنْ الرُّجُوع الشَّيْطَان , وَقِيلَ : مَعْنَاهُ يَفْعَل فِعْل الشَّيْطَان لِأَنَّ الشَّيْطَان بَعِيد مِنْ الْخَيْر وَقَبُول السُّنَّة , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالشَّيْطَانِ الْقَرِين كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخَر ( فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِين ).
وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلْيَدْرَأْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ
حدثنا ابن هلال يعني حميدا، قال: بينما أنا وصاحب لي نتذاكر حديثا.<br> إذ قال أبو صالح السمان، أنا أحدثك ما سمعت من أبي سعيد ورأيت منه قال: بينما أنا مع...
عن عبد الله بن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه.<br> فإن أبى فليقاتله.<br> فإن معه القرين".<br...
عن بسر بن سعيد؛ أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم.<br> يسأله: ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي؟ قال أبو جهيم:...
عن سهل بن سعد الساعدي؛ قال: كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة.<br>
عن سهل بن سعد الساعدي، قال: «كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة»
حدثنا مكي، قال يزيد: أخبرنا، قال: كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف.<br> فقلت له: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، ق...
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل»
عن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة، كاعتراض الجنازة»