1845-
عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن».
أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو، كلاهما عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، قال: «كما يأذن لنبي يتغنى بالقرآن»
(ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي) ما الأولى نافية والثانية مصدرية، أي ما استمع لشيء كاستماعه لنبي.
قال العلماء: معنى أذن في اللغة الاستماع.
ومنه قوله تعالى: وأذنت لربها وحقت.
ولا يجوز أن تحمل هنا على الاستماع بمعنى الإصغاء.
فإنه يستحيل على الله تعالى، بل هو مجاز.
ومعناه الكناية عن تقريبه القارئ وإجزال ثوابه.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ) هُوَ بِكَسْرِ الذَّال , قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَى ( أَذِنَ ) فِي اللُّغَة الِاسْتِمَاع , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } قَالُوا : وَلَا يَجُوز أَنْ تُحْمَل هُنَا عَلَى الِاسْتِمَاع بِمَعْنَى الْإِصْغَاء , فَإِنَّهُ يَسْتَحِيل عَلَى اللَّه تَعَالَى بَلْ هُوَ مَجَاز , وَمَعْنَاهُ الْكِنَايَة عَنْ تَقْرِيبه الْقَارِئ وَإِجْزَال ثَوَابه ; لِأَنَّ سَمَاع اللَّه تَعَالَى لَا يَخْتَلِف فَوَجَبَ تَأْوِيله.
وَقَوْله : ( يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ) مَعْنَاهُ عِنْد الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه وَأَكْثَر الْعُلَمَاء مِنْ الطَّوَائِف وَأَصْحَاب الْفُنُون : يُحَسِّن صَوْته بِهِ , وَعِنْد سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ يَسْتَغْنِي بِهِ.
قِيلَ : يَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ النَّاس , وَقِيلَ : عَنْ غَيْره مِنْ الْأَحَادِيث وَالْكُتُب , قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : الْقَوْلَانِ مَنْقُولَانِ عَنْ اِبْن عُيَيْنَةَ , قَالَ : يُقَال : تَغَنَّيْت وَتَغَانَيْت بِمَعْنَى اِسْتَغْنَيْت , وَقَالَ الشَّافِعِيّ وَمُوَافِقُوهُ : مَعْنَاهُ تَحْزِين الْقِرَاءَة وَتَرْقِيَتهَا , وَاسْتَدَلُّوا بِالْحَدِيثِ الْآخَر : ( زَيِّنُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ ) قَالَ الْهَرَوِيُّ : مَعْنَى يَتَغَنَّى بِهِ يَجْهَر بِهِ , وَأَنْكَرَ أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيُّ تَفْسِير مَنْ قَالَ : يَسْتَغْنِي بِهِ , وَخَطَّأَهُ مِنْ حَيْثُ اللُّغَة وَالْمَعْنَى , وَالْخِلَاف جَارٍ فِي الْحَدِيث الْآخَر : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ ) وَالصَّحِيح أَنَّهُ مِنْ تَحْسِين الصَّوْت , وَيُؤَيِّدهُ الرِّوَايَة الْأُخْرَى يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَر بِهِ.
قَوْله فِي رِوَايَة حَرْمَلَة : ( كَمَا يَأْذَن لِنَبِيٍّ ) هُوَ بِفَتْحِ الذَّال.
حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ و حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ ح و حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو كِلَاهُمَا عَنْ ابْنِ شِهَابٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ كَمَا يَأْذَنُ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ
عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به».<br>وحدثني ابن أخي ابن وهب،...
عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي، يتغنى بالقرآن يجهر به".<br> وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وا...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عبد الله بن قيس أو الأشعري أعطي مزمارا من مزامير آل داود»
عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: «لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود»
عن معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل المزني، يقول: «قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته، فرجع في قراءته» ق...
حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن مغفل، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته، يقرأ سورة الفتح»، قال: فقرأ...
عن البراء، قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين، فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه...
عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: قرأ رجل الكهف، وفي الدار دابة فجعلت تنفر، فنظر فإذا ضبابة، أو سحابة قد غشيته، قال: فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه...
حدثنا يزيد بن الهاد، أن عبد الله بن خباب، حدثه أن أبا سعيد الخدري، حدثه أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى...