حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب صلاة العيدين (حديث رقم: 2048 )


2048- عن جابر بن عبد الله، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بغير أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئا على بلال، فأمر بتقوى الله، وحث على طاعته، ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء، فوعظهن وذكرهن، فقال: «تصدقن، فإن أكثركن حطب جهنم»، فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين، فقالت: لم؟ يا رسول الله قال: «لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير»، قال: فجعلن يتصدقن من حليهن، يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن

أخرجه مسلم


(الشكاة) أي الشكوى.
(وتكفرن العشير) قال أهل اللغة: العشير المعاشر والمخالط.
وحمله الأكثرون، هنا، على الزوج.
وقال آخرون: هو كل مخالط.
قال الخليل: يقال: هو العشير، والشعير، على القلب.
ومعنى الحديث أنهن يجحدن الإحسان لضعف عقولهن وقلة معرفتهن.
(أقرطتهن) هو جمع قرط.
قال ابن دريد: ما علق من شحمة الأذن فهو قرط.
سواء كان من الذهب أو خرز.
وأما الخرص فهو الحلقة الصغيرة من الحلي.
قال القاضي: قيل: الصواب قرطتهن.
بحذف الألف.
وهو المعروف في جمع قرط.
كخرج وخرجة.
ويقال في جمع قراط.
كرمح ورماح.
قال القاضي: لا يبعد صحة أقرطة.
ويكون جمع جمع.
أي جمع قراط.
لاسيما وقد صح في الحديث.

شرح حديث ( تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْل الْخُطْبَة بِغَيْرِ أَذَان وَلَا إِقَامَة ) ‏ ‏هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَا أَذَان وَلَا إِقَامَة لِلْعِيدِ , وَهُوَ إِجْمَاع الْعُلَمَاء الْيَوْم , وَهُوَ الْمَعْرُوف مِنْ فِعْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ.
وَنُقِلَ عَنْ بَعْض السَّلَف فِيهِ شَيْء خِلَاف إِجْمَاع مَنْ قَبْله وَبَعْده , وَيُسْتَحَبّ أَنْ يُقَال فِيهَا : الصَّلَاة جَامِعَة بِنَصْبِهَا الْأَوَّل عَلَى الْإِغْرَاء وَالثَّانِي عَلَى الْحَال.
‏ ‏قَوْله : ( فَقَالَتْ اِمْرَأَة مِنْ سِطَة النِّسَاء ) هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخ سِطَة بِكَسْرِ السِّين وَفَتْح الطَّاء الْمُخَفَّفَة , وَفِي بَعْض النُّسَخ ( وَاسِطَة النِّسَاء ) قَالَ الْقَاضِي : مَعْنَاهُ مِنْ خِيَارهنَّ , وَالْوَسَط الْعَدْل وَالْخِيَار قَالَ : وَزَعَمَ حُذَّاق شُيُوخنَا أَنَّ هَذَا الْحَرْف مُغَيَّر فِي كِتَاب مُسْلِم , وَأَنَّ صَوَابه ( مِنْ سَفَلَة النِّسَاء ) وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة فِي مُسْنَده , وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنه , وَفِي رِوَايَة لِابْنِ أَبِي شَيْبَة اِمْرَأَة لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَة النِّسَاء , وَهَذَا ضِدُّ التَّفْسِير الْأَوَّل , وَيُعَضِّدهُ قَوْله : بَعْده سَفْعَاء الْخَدَّيْنِ , هَذَا كَلَام الْقَاضِي , وَهَذَا الَّذِي اِدَّعَوْهُ مِنْ تَغْيِير الْكَلِمَة غَيْر مَقْبُول بَلْ هِيَ صَحِيحَة , وَلَيْسَ الْمُرَاد بِهَا مِنْ خِيَار النِّسَاء كَمَا فَسَّرَهُ هُوَ , بَلْ الْمُرَاد اِمْرَأَة مِنْ وَسَط النِّسَاء جَالِسَة فِي وَسَطهنَّ.
قَالَ الْجَوْهَرِيّ وَغَيْره مِنْ أَهْل اللُّغَة : يُقَال وَسَطْت الْقَوْم أَسِطهُمْ وَسْطًا وَسِطَة أَيْ تَوَسَّطْتهمْ.
‏ ‏قَوْله : ( سَفْعَاء الْخَدَّيْنِ ) ‏ ‏بِفَتْحِ السِّين الْمُهْمَلَة أَيْ فِيهَا تَغَيُّر وَسَوَاد.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تُكْثِرْنَ الشَّكَاة ) ‏ ‏هُوَ بِفَتْحِ الشِّين أَيْ الشَّكْوَى.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير ) ‏ ‏قَالَ أَهْل اللُّغَة : يُقَال : هُوَ الْعَشِير الْمُعَاشِر وَالْمُخَالِط , وَحَمَلَهُ الْأَكْثَرُونَ هُنَا عَلَى الزَّوْج.
وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ كُلّ مُخَالِط.
قَالَ الْخَلِيل : يُقَال : هُوَ الْعَشِير وَالشَّعِير عَلَى الْقَلْب وَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّهُنَّ يَجْحَدْنَ الْإِحْسَان لِضَعْفِ عَقْلهنَّ وَقِلَّة مَعْرِفَتهنَّ فَيُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى ذَمّ مَنْ يَجْحَد إِحْسَان ذِي إِحْسَان.
‏ ‏قَوْله : ( مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ ) ‏ ‏هُوَ جَمْع قُرْط.
قَالَ اِبْن دُرَيْدٍ : كُلّ مَا عُلِّقَ مِنْ شَحْمَة الْأُذُن فَهُوَ قُرْط سَوَاء كَانَ مِنْ ذَهَب أَوْ خَرَز وَأَمَّا الْخُرْص فَهُوَ الْحَلْقَة الصَّغِيرَة مِنْ الْحُلِيّ.
قَالَ الْقَاضِي : قِيلَ : الصَّوَاب قُرْطَتهِنَّ بِحَذْفِ الْأَلِف وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي جَمْع قُرْط كَخُرْجٍ وَخُرْجَة , وَيُقَال فِي جَمْعه قِرَاط كَرُمْحٍ وَرِمَاح.
قَالَ الْقَاضِي : لَا يَبْعُد صِحَّة أَقْرِطَة , وَيَكُون جَمْع جَمْع أَيْ جَمْع قِرَاط لَا سِيَّمَا وَقَدْ صَحَّ فِي الْحَدِيث.


حديث تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت لم يا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَطَاءٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الصَّلَاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ ‏ ‏مُتَوَكِّئًا ‏ ‏عَلَى ‏ ‏بِلَالٍ ‏ ‏فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ ‏ ‏تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِنْ ‏ ‏سِطَةِ ‏ ‏النِّسَاءِ ‏ ‏سَفْعَاءُ ‏ ‏الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ ‏ ‏وَتَكْفُرْنَ ‏ ‏الْعَشِيرَ ‏ ‏قَالَ فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ ‏ ‏بِلَالٍ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏أَقْرِطَتِهِنَّ ‏ ‏وَخَوَاتِمِهِنَّ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

أن لا أذان للصلاة يوم الفطر

عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قالا: «لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى»، ثم سألته بعد حين عن ذلك؟ فأخبرني، قال: «أخبرني جابر بن عبد الله الأنصاري،...

لم يكن يؤذن للصلاة يوم الفطر

عن عطاء، أن ابن عباس، أرسل إلى ابن الزبير أول ما بويع له، «أنه لم يكن يؤذن للصلاة يوم الفطر، فلا تؤذن لها»، قال: فلم يؤذن لها ابن الزبير يومه، وأرسل إ...

إن النبي ﷺ العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا...

عن جابر بن سمرة، قال: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين، غير مرة ولا مرتين، بغير أذان ولا إقامة»

أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا يصلون العيدين قبل ا...

عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة»

تصدقوا تصدقوا تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء

عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخرج يوم الأضحى، ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة، فإذا صلى صلاته وسلم، قام فأقبل على الناس، وهم جلو...

أمرنا النبي ﷺ أن نخرج في العيدين العواتق وذوات...

عن أم عطية، قالت: «أمرنا - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - أن نخرج في العيدين، العواتق، وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين»

كنا نؤمر بالخروج في العيدين والمخبأة والبكر

عن أم عطية، قالت: «كنا نؤمر بالخروج في العيدين، والمخبأة، والبكر»، قالت: «الحيض يخرجن فيكن خلف الناس، يكبرن مع الناس»

أما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلم...

عن أم عطية، قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق، والحيض، وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخ...

جعلت المرأة تلقي خرصها وتلقي سخابها

عن ابن عباس، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أضحى، أو فطر، فصلى ركعتين، لم يصل قبلها ولا بعدها، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة، فجعل...