2406-
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمرو بن الخطاب رضي الله عنه العطاء.
فيقول له عمر: أعطه، يا رسول الله! أفقر إليه مني.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خذه فتموله أو تصدق به.
وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذه.
ومالا، فلا تتبعه نفسك".
قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا أعطيه.
وحدثني أبو الطاهر.
أخبرنا ابن وهب.
قال عمرو: وحدثني ابن شهاب بمثل ذلك عن السائب بن يزيد، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(فتموله) أي اجعله لك مالا.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِر أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب قَالَ عَمْرو : وَحَدَّثَنِي اِبْن شِهَاب بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنْ السَّائِب بْن يَزِيد عَنْ عَبْد اللَّه بْن السَّعْدِيّ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) هَكَذَا وَقَعَ هَذَا الْحَدِيث , وَقَوْله : ( قَالَ عَمْرو ) مَعْنَاهُ : قَالَ : قَالَ عَمْرو , فَحَذَفَ كِتَابَة ( قَالَ ) وَلَا بُدّ لِلْقَارِئِ مِنْ النُّطْق بِقَالَ مَرَّتَيْنِ , وَإِنَّمَا حَذَفُوا إِحْدَاهُمَا فِي الْكِتَاب اِخْتِصَارًا.
وَأَمَّا قَوْله : ( قَالَ عَمْرو وَحَدَّثَنِي ) فَهَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخ ( وَحَدَّثَنِي ) بِالْوَاوِ وَهُوَ صَحِيح مَلِيح , وَمَعْنَاهُ : أَنَّ عَمْرًا حَدَّثَ عَنْ اِبْن شِهَاب بِأَحَادِيثَ عَطَفَ بَعْضهَا عَلَى بَعْض , فَسَمِعَهَا اِبْن وَهْب كَذَلِكَ , فَلَمَّا أَرَادَ اِبْن وَهْب رِوَايَة غَيْر الْأَوَّل أَتَى بِالْوَاوِ الْعَاطِفَة ; لِأَنَّهُ سَمِعَ غَيْر الْأَوَّل مِنْ عَمْرو مَعْطُوف بِالْوَاوِ , فَأَتَى بِهِ كَمَا سَمِعَهُ , وَقَدْ سَبَقَ بَيَان هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي أَوَّل الْكِتَاب.
وَاَللَّه أَعْلَم.
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْحَدِيث مِمَّا اُسْتُدْرِكَ عَلَى مُسْلِم , قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : قَالَ أَبُو عَلِيّ بْن السَّكَن : بَيْن السَّائِب بْن يَزِيد وَعَبْد اللَّه بْن السَّعْدِيّ رَجُلٌ , وَهُوَ ( حُوَيْطِب بْن عَبْد الْعُزَّى ) قَالَ النَّسَائِيُّ : لَمْ يَسْمَعهُ السَّائِب مِنْ اِبْن السَّعْدِيّ , بَلْ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ حُوَيْطِب عَنْهُ , قَالَ غَيْره : هُوَ مَحْفُوظ مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن الْحَارِث رَوَاهُ أَصْحَاب شُعَيْب وَالزُّبَيْدِيّ وَغَيْرهمَا عَنْ الزُّهْرِيّ قَالَ : أَخْبَرَنِي السَّائِب بْن يَزِيد أَنَّ حُوَيْطِبًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْد اللَّه بْن السَّعْدِيّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرًا أَخْبَرَهُ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى عَنْ اِبْن وَهْب.
هَذَا كَلَام الْقَاضِي , قُلْت : وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنه كَمَا ذَكَرَ عَنْ اِبْن عُيْيَنَةَ عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ السَّائِب عَنْ حُوَيْطِب عَنْ اِبْن السَّعْدِيّ عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَرُوِّينَاهُ عَنْ الْحَافِظ عَبْد الْقَادِر الرُّهَاوِيّ فِي كِتَابه الرَّبَاعِيَات , قَالَ : وَقَدْ رَوَاهُ هَكَذَا عَنْ الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بْن الْوَلِيد وَالزُّبَيْدِيّ وَشُعَيْب بْن أَبِي حَمْزَة الْحِمْصِيَّانِ , وَعُقَيْل بْن خَالِد وَيُونُس بْن يَزِيد الْأَيْلِيَّانِ وَعَمْرو بْن الْحَارِث الْمِصْرِيّ , وَالْحَكَم بْن عَبْد اللَّه الْحِمْصِيُّ , ثُمَّ ذَكَرَ طُرُقهمْ بِأَسَانِيدِهَا مُطَوَّلَة مُطْرَقَة كُلّهمْ عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ السَّائِب عَنْ حُوَيْطِب عَنْ اِبْن السَّعْدِيّ عَنْ عُمَر , وَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ مِنْ طَرِيق شُعَيْب , قَالَ عَبْد الْقَادِر : وَرَوَاهُ النُّعْمَان بْن رَاشِد عَنْ الزُّهْرِيّ فَأَسْقَطَ حُوَيْطِبًا , وَرَوَاهُ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيِّ , وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِيهِ ; فَرَوَاهُ عَنْهُ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ وَمُوسَى بْن أَعْيَنَ , كَمَا رَوَاهُ الْجَمَاعَة عَنْ الزُّهْرِيّ , وَرَوَاهُ اِبْن الْمُبَارَك عَنْ مَعْمَر فَأَسْقَطَ حُوَيْطِبًا , كَمَا رَوَاهُ النُّعْمَان بْن رَاشِد عَنْ الزُّهْرِيّ , وَرَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر فَأَسْقَطَ حُوَيْطِبًا وَابْن السَّعْدِيّ , ثُمَّ ذَكَرَ الْحَافِظ عَبْد الْقَادِر طُرُقَهُمْ كَذَلِكَ , قَالَ : فَهَذَا مَا اِنْتَهَى مِنْ طُرُق هَذَا الْحَدِيث , قَالَ : وَالصَّحِيح مَا اِتَّفَقَ عَلَيْهِ الْجَمَاعَة يَعْنِي عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ السَّائِب عَنْ حُوَيْطِب عَنْ اِبْن السَّعْدِيّ عَنْ عُمَر.
وَهَذَا الْحَدِيث فِيهِ أَرْبَعَة صَحَابِيُّونَ يَرْوِي بَعْضهمْ عَنْ بَعْض وَهُمْ : عُمَر , وَابْن السَّعْدِيّ وَحُوَيْطِب , وَالسَّائِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ , وَقَدْ جَاءَتْ جُمْلَة مِنْ الْأَحَادِيث فِيهَا أَرْبَعَة صَحَابِيُّونَ يَرْوِي بَعْضهمْ عَنْ بَعْض , وَأَرْبَعَة تَابِعِيُّونَ بَعْضهمْ عَنْ بَعْض.
وَأَمَّا ( اِبْن السَّعْدِيّ ) فَهُوَ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن وَقْدَان بْن عَبْد شَمْس بْن عَبْد وُدٍّ بْن نَضْر بْن مَالِك بْن حَنْبَل بْن عَامِر بْن لُؤَيّ بْن غَالِب قَالُوا : وَاسْم ( وَقْدَان ) عَمْرٌو وَيُقَال : عَمْرو بْن وَقْدَان , قَالَ مُصْعَب : هُوَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وَقْدَان , وَيُقَال لَهُ : اِبْن السَّعْدِيّ ; لِأَنَّ أَبَاهُ اُسْتُرْضِعَ فِي بَنِي سَعْد بْن بَكْر بْن هَوَازِن , صَحِبَ اِبْن السَّعْدِيّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِيمًا وَقَالَ : وَفَدْت فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْد بْن بَكْر إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , سَكَنَ الشَّام , رَوَى عَنْهُ السَّائِب بْن يَزِيد , وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَات مِنْ كِبَار التَّابِعِينَ , وَأَمَّا ( حُوَيْطِب ) فَهُوَ بِضَمِّ الْحَاء الْمُهْمَلَة أَبُو مُحَمَّد , وَيُقَال : أَبُو الْأُصْبُع حُوَيْطِب بْن عَبْد الْعُزَّى بْن أَبِي قَيْس بْن عَبْد وُدّ بْن نَضْر بْن مَالِك بْن حَنْبَل بْن عَامِر بْن لُؤَيّ الْقُرَشِيّ الْعَامِرِيّ , أَسْلَمَ يَوْم فَتْح مَكَّة , وَلَا تُحْفَظ لَهُ رِوَايَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا شَيْء ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيّ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
وَقَدْ وَقَعَ فِي مُسْلِم بَعْد هَذَا مِنْ رِوَايَة قُتَيْبَة قَالَ : ( عَنْ اِبْن السَّاعِدِيّ الْمَالِكِيّ ) فَقَوْله : ( الْمَالِكِيّ ) صَحِيح مَنْسُوب إِلَى مَالِك بْن حَنْبَل بْن عَامِر , وَأَمَّا قَوْله : ( السَّاعِدِيّ ) فَأَنْكَرُوهُ قَالُوا : وَصَوَابه ( السَّعْدِيّ ) كَمَا رَوَاهُ الْجُمْهُور مَنْسُوب إِلَى بَنِي سَعْد بْن بَكْر كَمَا سَبَقَ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
و حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَطَاءَ فَيَقُولُ لَهُ عُمَرُ أَعْطِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ قَالَ سَالِمٌ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا وَلَا يَرُدُّ شَيْئًا أُعْطِيَهُ و حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ عَمْرٌو وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن ابن الساعدي المالكي؛ أنه قال: استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة.<br> فلما فرغت منها، وأديتها إليه، أمر لي بعمالة.<br> فقلت: إنما عملت...
عن أبي هريرة.<br> يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم.<br> قال: "قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: حب العيش، والمال".<br>
عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة، وحب المال".<br>
عن أنس.<br> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر".<br>وحدثني أبو غسان المسمعي ومحم...
عن أنس.<br> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا.<br> ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.<br> ويتوب ا...
عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: "لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر.<br> ولن يملأ فاه إلا التراب.<br> والله يت...
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن يكون إليه مثله.<br> ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب.<...
عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه.<br> قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة.<br> فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن.<br> فقال: أنتم خيار...
عن أبي هريرة.<br> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العرض.<br> ولكن الغنى غنى النفس".<br>