حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن الصدقة لاتنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الزكاة باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة (حديث رقم: 2481 )


2481- عن الزهري، أن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، حدثه أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث، حدثه قال: اجتمع ربيعة بن الحارث، والعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله، لو بعثنا هذين الغلامين - قالا لي وللفضل بن عباس - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلماه، فأمرهما على هذه الصدقات، فأديا ما يؤدي الناس، وأصابا مما يصيب الناس، قال فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب، فوقف عليهما، فذكرا له ذلك، فقال علي بن أبي طالب: لا تفعلا، فوالله، ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال: والله، ما تصنع هذا إلا نفاسة منك علينا، فوالله، لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه عليك، قال علي: أرسلوهما، فانطلقا، واضطجع علي، قال: فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -[753]- الظهر سبقناه إلى الحجرة، فقمنا عندها، حتى جاء فأخذ بآذاننا، ثم قال: «أخرجا ما تصرران» ثم دخل ودخلنا عليه، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش، قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا فقال: يا رسول الله، أنت أبر الناس وأوصل الناس، وقد بلغنا النكاح، فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات، فنؤدي إليك كما يؤدي الناس، ونصيب كما يصيبون، قال: فسكت طويلا حتى أردنا أن نكلمه، قال: وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه، قال: ثم قال: «إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس، ادعوا لي محمية - وكان على الخمس - ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب» قال: فجاءاه، فقال لمحمية: «أنكح هذا الغلام ابنتك» - للفضل بن عباس فأنكحه، وقال لنوفل بن الحارث: «أنكح هذا الغلام ابنتك» - لي - فأنكحني وقال لمحمية: «أصدق عنهما من الخمس كذا، وكذا» قال الزهري: ولم يسمه لي حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي، أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، أخبره أن أباه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، والعباس بن عبد المطلب قالا: لعبد المطلب بن ربيعة، وللفضل بن عباس، ائتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بنحو حديث مالك، وقال فيه: فألقى علي رداءه، ثم اضطجع عليه، وقال: أنا أبو حسن القرم، والله، لا أريم مكاني حتى يرجع إليكما ابناكما، بحور ما بعثتما به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال في الحديث: ثم قال لنا «إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد» وقال أيضا: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ادعوا لي محمية بن جزء»، وهو رجل من بني أسد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الأخماس


(فانتحاه ربيعة) معناه عرض له وقصده.
(إلا نفاسة منك علينا) معناه حسدا منك لنا.
(مانفسناه عليك) أي ماحسدناك على ذلك.
(أخرج ماتصرران) هكذا هو في معظم الأصول ببلادنا.
وهو الذي ذكره الهروي والمازري وغيرهما من أهل الضبط: تصرران ومعناه تجمعانه في صدوركما من الكلام.
و كل شيء جمعته فقد صررته.
ووقع في بعض النسخ: تسرران، بالسين، من السر.
أي ماتقولانه لي سرا.
(فتواكلنا الكلام) التواكل أن يكل كل واحد أمره إلى صاحبه.
يعني أنا أراد كل منا أن يبتدئ صاحبه بالكلام دونه.
(وقد بلغنا النكاح) أي الحلم كقوله تعالى: حتى إذا بلغوا النكاح.
(تلمع) هو بضم التاء وإسكان اللام وكسر الميم.
ويجوز فتح التاء والميم.
يقال: ألمع ولمع، إذا أشار بثوبه أو بيده.
(إنما هي أوساخ الناس) معنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم و أنفسهم.
كما قال تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، فهي كغسالة الأوساخ.
(أصدق عنهما من الخمس) أي أد عن كل منهما صداق زوجته.
يقال: أصدقها، إذا سميت لها صداق، وإذا أعطيتها صداقها.
وقال تعالى: {وءاتوا النساء صدقاتهن نحلة}.
قال النووي: يحتمل أن يريد من سهم ذوي القربى من الخمس لأنهما من ذوي القربى.
وحتمل أن يريد من سهم النبي صلى الله عليه وسلم من الخمس.
(قال الزهري: ولم يسمه لي) أ لم يبين لي عبد الله بن عبد الله بن نوفل مقدار الصداق الذى سماه لهما رسول الله عليه الصلاة والسلام.
(أنا أبو حسن القرم) هو بتنوين حسن.
وأما القرم، فبالراء، مرفوع.
وهو السيد.
وأصله فحل الإبل.
قال الخطابى: معناه المقدم في المعرفة بالأمور والرأي، كالفحل.
هذا أصح الأوجه في ضبطه.
وهو المعروف في نسخ بلادنا.
والثاني حكاه القاضي: أبو حسن القوم.
بإضافة حسن إلى القوم.
ومعناه عالم القوم وذو رأيهم.
(لا أريم مكاني) أي لا أفارقه.
(بحور) أي بجواب ذلك.
قال الهروي في تفسيره: يقال كلمته فما رد على حورا ولا حويرا، أي جوابا قال: ويجوز أن يكون معناه الخيبة.
أي يرجعا بالخيبة.
وأصل الحور الرجوع إلى النقص.
قال القاضي: هذا أشبه بسياق الحديث.

شرح حديث (إن الصدقة لاتنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( فَانْتَحَاهُ رَبِيعَة بْن الْحَارِث ) ‏ ‏هُوَ بِالْحَاءِ وَمَعْنَاهُ : عَرَضَ لَهُ وَقَصَدَهُ.
‏ ‏قَوْله : ( مَا تَفْعَل هَذَا إِلَّا نَفَاسَةً مِنْك عَلَيْنَا ) ‏ ‏مَعْنَاهُ حَسَدًا مِنْك لَنَا.
‏ ‏قَوْله : ( فَمَا نَفِسْنَا عَلَيْك ) ‏ ‏هُوَ بِكَسْرِ الْفَاء أَيْ مَا حَسَدْنَاك ذَلِكَ.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ ) ‏ ‏هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم الْأُصُول بِبِلَادِنَا , وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَالْمَازِرِيّ وَغَيْرهمَا مِنْ أَهْل الضَّبْط ( تُصَرِّرَانِ ) بِضَمِّ التَّاء وَفَتْح الصَّاد وَكَسْر الرَّاء وَبَعْدهَا رَاءٌ أُخْرَى , وَمَعْنَاهُ : تَجْمَعَانِهِ فِي صُدُورِكُمَا مِنْ الْكَلَام , وَكُلّ شَيْء جَمَعْته فَقَدْ صَرَرْته , وَوَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ ( تُسَرِّرَانِ ) بِالسِّينِ مِنْ السِّرّ , أَيْ مَا تَقُولَانِهِ لِي سِرًّا , وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاض فِيهِ أَرْبَع رِوَايَات هَاتَيْنِ الثِّنْتَيْنِ وَالثَّالِثَة ( تُصْدِرَانِ ) بِإِسْكَانِ الصَّاد وَبَعْدهَا دَالٌ مُهْمَلَةٌ مَعْنَاهُ : مَاذَا تَرْفَعَانِ إِلَيَّ قَالَ : وَهَذِهِ رِوَايَة السَّمَرْقَنْدِيِّ , وَالرَّابِعَة ( تُصَوِّرَانِ ) بِفَتْحِ الصَّاد وَبِوَاوٍ مَكْسُورَةٍ , قَالَ : وَهَكَذَا ضَبَطَهُ الْحُمَيْدِيّ , قَالَ الْقَاضِي : وَرِوَايَتُنَا عَنْ أَكْثَر شُيُوخنَا بِالسِّينِ وَاسْتَبْعَدَ رِوَايَة الدَّال , وَالصَّحِيح مَا قَدَّمْنَاهُ عَنْ مُعْظَم نُسَخ بِلَادنَا , وَرَجَّحَهُ أَيْضًا صَاحِب الْمَطَالِع فَقَالَ : الْأَصْوَب ( تُصَرِّرَانِ ) بِالصَّادِ وَالرَّاءَيْنِ.
‏ ‏قَوْله : ( قَدْ بَلَغْنَا النِّكَاح ) ‏ ‏أَيْ الْحُلُم كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاح } ‏ ‏قَوْله : ( وَجَعَلَتْ زَيْنَب تَلْمَع إِلَيْنَا مِنْ وَرَاء الْحِجَاب ) ‏ ‏هُوَ بِضَمِّ التَّاء وَإِسْكَان اللَّام وَكَسْر الْمِيم , وَيَجُوز فَتْح التَّاء وَالْمِيم , يُقَال : أَلْمَعَ وَلَمَعَ إِذَا أَشَارَ بِثَوْبِهِ أَوْ بِيَدِهِ.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِب بْن رَبِيعَة وَالْفَضْل بْن عَبَّاس - وَقَدْ سَأَلَاهُ الْعَمَل عَلَى الصَّدَقَة بِنَصِيبِ الْعَامِل - : ‏ ‏( إِنَّ الصَّدَقَة لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ ) ‏ ‏دَلِيل عَلَى أَنَّهَا مُحَرَّمَة سَوَاء كَانَتْ بِسَبَبِ الْعَمَل أَوْ بِسَبَبِ الْفَقْر وَالْمَسْكَنَة وَغَيْرهمَا مِنْ الْأَسْبَاب الثَّمَانِيَة , وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا , وَجَوَّزَ بَعْض أَصْحَابنَا لِبَنِي هَاشِم وَبَنِي الْمُطَّلِب الْعَمَل عَلَيْهَا بِسَهْمِ الْعَامِل ; لِأَنَّهُ إِجَارَة , وَهَذَا ضَعِيف أَوْ بَاطِل , وَهَذَا الْحَدِيث صَرِيح فِي رَدِّهِ.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخ النَّاس ) ‏ ‏تَنْبِيهٌ عَلَى عِلَّة فِي تَحْرِيمهَا عَلَى بَنِي هَاشِم وَبَنِي الْمُطَّلِب , وَأَنَّهَا لِكَرَامَتِهِمْ وَتَنْزِيههمْ عَنْ الْأَوْسَاخ , وَمَعْنَى ( أَوْسَاخ النَّاس ) أَنَّهَا تَطْهِير لِأَمْوَالِهِمْ وَنُفُوسهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } فَهِيَ كَغَسَّالَةِ الْأَوْسَاخ.
‏ ‏قَوْله : ( حَدَّثَنَا هَارُون بْن مَعْرُوف حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي يُونُس بْن يَزِيد عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث بْن نَوْفَل الْهَاشِمِيّ أَنَّ عَبْد الْمُطَّلِب بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمُطَّلِب أَخْبَرَهُ ) ‏ ‏هَكَذَا وَقَعَ فِي مُسْلِم مِنْ رِوَايَة يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب , وَسَبَقَ فِي الرِّوَايَة الَّتِي قَبْل هَذِهِ عَنْ جُوَيْرِيَةَ عَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيِّ , أَنَّ عَبْد اللَّه بْن نَوْفَل , وَكِلَاهُمَا صَحِيح , وَالْأَصْل هُوَ رِوَايَة مَالِك وَنَسَبَهُ فِي رِوَايَة يُونُس إِلَى جَدّه , وَلَا يَمْتَنِع ذَلِكَ , قَالَ النَّسَائِيُّ : وَلَا نَعْلَم أَحَدًا رَوَى هَذَا الْحَدِيث عَنْ مَالِك إِلَّا جُوَيْرِيَةُ بْن أَسْمَاء.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنْ الْخُمُس ) ‏ ‏يَحْتَمِل أَنْ يُرِيد مِنْ سَهْم ذَوِي الْقُرْبَى مِنْ الْخُمُس ; لِأَنَّهُمَا مِنْ ذَوِي الْقُرْبَى , وَيَحْتَمِل أَنْ يُرِيد مِنْ سَهْم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْخُمُس.
‏ ‏قَوْله عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : ( وَقَالَ : أَنَا أَبُو حَسَن الْقَرْم ) ‏ ‏هُوَ بِتَنْوِينِ ( حَسَن ) وَأَمَّا ( الْقَرْم ) فَبِالرَّاءِ مَرْفُوع وَهُوَ السَّيِّد , وَأَصْله فَحْل الْإِبِل , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ الْمُقَدَّم فِي الْمَعْرِفَة بِالْأُمُورِ وَالرَّأْي كَالْفَحْلِ.
هَذَا أَصَحّ الْأَوْجُه فِي ضَبْطه , وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي نُسَخ بِلَادنَا.
‏ ‏وَالثَّانِي حَكَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَن الْقَوْم بِالْوَاوِ بِإِضَافَةِ ( حَسَن ) إِلَى الْقَوْم , وَمَعْنَاهُ عَالِم الْقَوْم وَذُو رَأْيهمْ.
‏ ‏وَالثَّالِث حَكَاهُ الْقَاضِي أَيْضًا ( أَبُو حَسَن ) بِالتَّنْوِينِ وَ ( الْقَوْم ) بِالْوَاوِ مَرْفُوع , أَيْ أَنَا مَنْ عَلِمْتُمْ رَأْيَهُ أَيّهَا الْقَوْم.
وَهَذَا ضَعِيف , لِأَنَّ حُرُوف النِّدَاء لَا تُحْذَف فِي نِدَاء الْقَوْم وَنَحْوه.
‏ ‏قَوْله : ( لَا أَرِيم مَكَانِي ) ‏ ‏هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَكَسْر الرَّاء أَيْ لَا أُفَارِقهُ.
‏ ‏قَوْله : ( وَاَللَّه لَا أَرِيم مَكَانِي حَتَّى يَرْجِع إِلَيْكُمَا اِبْنَاكُمَا بِحَوَرِ مَا بَعَثْتُمَا بِهِ ) ‏ ‏قَوْله ( بِحَوَرِ ) هُوَ بِفَتْحِ الْحَاء الْمُهْمَلَة أَيْ بِجَوَابِ ذَلِكَ , قَالَ الْهَرَوِيُّ فِي تَفْسِيره : يُقَال كَلَّمْته فَمَا رَدَّ عَلَيَّ حَوَرًا وَلَا حَوِيرًا , أَيْ جَوَابًا , قَالَ : وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ الْخَيْبَة , أَيْ يَرْجِعَا بِالْخَيْبَةِ , وَأَصْل ( الْحَوَر ) الرُّجُوع إِلَى النَّقْص , قَالَ الْقَاضِي : هَذَا أَشْبَهُ بِسِيَاقِ الْحَدِيث , أَمَّا قَوْله : ( اِبْنَاكُمَا ) فَهَكَذَا ضَبَطْنَاهُ ( اِبْنَاكُمَا ) بِالتَّثْنِيَةِ , وَوَقَعَ فِي بَعْض الْأُصُول ( أَبْنَاؤُكُمَا ) بِالْوَاوِ عَلَى الْجَمْع , وَحَكَاهُ الْقَاضِي أَيْضًا قَالَ : وَهُوَ وَهْمٌ , وَالصَّوَاب الْأَوَّل , وَقَالَ : وَقَدْ يَصِحّ الثَّانِي عَلَى مَذْهَب مَنْ جَمَعَ الِاثْنَيْنِ.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اُدْعُوَا لِي مَحْمِيَة بْن جُزْء وَهُوَ رَجُل مِنْ بَنِي أَسَد ) أَمَّا ( مُحْمِيَة ) فَبِمِيمٍ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ حَاءٍ مُهْمَلَةٍ سَاكِنَةٍ ثُمَّ مِيمٍ أُخْرَى مَكْسُورَةٍ ثُمَّ يَاءٍ مُخَفَّفَةٍ , وَأَمَّا ( جُزْء ) فَبِجِيمٍ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ زَايٍ سَاكِنَةٍ ثُمَّ هَمْزَةٍ , هَذَا هُوَ الْأَصَحّ , قَالَ الْقَاضِي : هَكَذَا تَقُولهُ عَامَّة الْحُفَّاظ وَأَهْل الْإِتْقَان وَمُعْظَم الرُّوَاة.
‏ ‏وَقَالَ عَبْد الْغَنِيّ بْن سَعِيد يُقَال : جُزِي بِكَسْرِ الزَّاي يَعْنِي وَبِالْيَاءِ , وَكَذَا وَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ فِي بِلَادنَا.
‏ ‏قَالَ الْقَاضِي : وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة : هُوَ عِنْدنَا ( جَزّ ) مُشَدَّدُ الزَّاي , ‏ ‏وَأَمَّا قَوْله : ( وَهُوَ رَجُل مِنْ بَنِي أَسَد ) ‏ ‏فَقَالَ الْقَاضِي : كَذَا وَقَعَ , وَالْمَحْفُوظ أَنَّهُ مِنْ بَنِي زُبَيْد لَا مِنْ بَنِي أَسَد.


حديث أخرجا ما تصرران ثم دخل ودخلنا عليه وهو يومئذ عند زينب بنت جحش قال فتواكلنا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ الضُّبَعِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏جُوَيْرِيَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏حَدَّثَهُ أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ‏ ‏حَدَّثَهُ قَالَ ‏ ‏اجْتَمَعَ ‏ ‏رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ ‏ ‏وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏فَقَالَا وَاللَّهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ قَالَا لِي ‏ ‏وَلِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَكَلَّمَاهُ فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ وَأَصَابَا مِمَّا يُصِيبُ النَّاسُ قَالَ فَبَيْنَمَا هُمَا فِي ذَلِكَ جَاءَ ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏لَا تَفْعَلَا فَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ فَانْتَحَاهُ ‏ ‏رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ ‏ ‏فَقَالَ وَاللَّهِ مَا تَصْنَعُ هَذَا إِلَّا ‏ ‏نَفَاسَةً ‏ ‏مِنْكَ عَلَيْنَا فَوَاللَّهِ لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ قَالَ ‏ ‏عَلِيٌّ ‏ ‏أَرْسِلُوهُمَا فَانْطَلَقَا وَاضْطَجَعَ ‏ ‏عَلِيٌّ ‏ ‏قَالَ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الظُّهْرَ سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِآذَانِنَا ثُمَّ قَالَ أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ ثُمَّ دَخَلَ وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ ‏ ‏زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ‏ ‏قَالَ فَتَوَاكَلْنَا الْكَلَامَ ثُمَّ تَكَلَّمَ أَحَدُنَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ ‏ ‏وَأَوْصَلُ النَّاسِ وَقَدْ بَلَغْنَا النِّكَاحَ فَجِئْنَا لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ فَنُؤَدِّيَ إِلَيْكَ كَمَا يُؤَدِّي النَّاسُ وَنُصِيبَ كَمَا يُصِيبُونَ قَالَ فَسَكَتَ طَوِيلًا حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ قَالَ وَجَعَلَتْ ‏ ‏زَيْنَبُ ‏ ‏تُلْمِعُ ‏ ‏عَلَيْنَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ أَنْ لَا تُكَلِّمَاهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ ‏ ‏إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا ‏ ‏تَنْبَغِي لِآلِ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ ادْعُوَا لِي ‏ ‏مَحْمِيَةَ ‏ ‏وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ ‏ ‏وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏قَالَ فَجَاءَاهُ فَقَالَ ‏ ‏لِمَحْمِيَةَ ‏ ‏أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ ‏ ‏لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏فَأَنْكَحَهُ وَقَالَ ‏ ‏لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ ‏ ‏أَنْكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ لِي فَأَنْكَحَنِي وَقَالَ ‏ ‏لِمَحْمِيَةَ ‏ ‏أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنْ الْخُمُسِ كَذَا وَكَذَا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الزُّهْرِيُّ ‏ ‏وَلَمْ يُسَمِّهِ لِي ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ وَهْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيِّ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏أَخْبَرَهُ ‏ ‏أَنَّ أَبَاهُ ‏ ‏رَبِيعَةَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏قَالَا ‏ ‏لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ ‏ ‏وَلِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏ائْتِيَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏وَقَالَ فِيهِ فَأَلْقَى ‏ ‏عَلِيٌّ ‏ ‏رِدَاءَهُ ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْهِ وَقَالَ أَنَا ‏ ‏أَبُو حَسَنٍ الْقَرْمُ ‏ ‏وَاللَّهِ لَا أَرِيمُ مَكَانِي حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْكُمَا ابْنَاكُمَا بِحَوْرِ مَا بَعَثْتُمَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ قَالَ لَنَا إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ ‏ ‏لِمُحَمَّدٍ ‏ ‏وَلَا لِآلِ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏وَقَالَ أَيْضًا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏ادْعُوَا لِي ‏ ‏مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ ‏ ‏وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ ‏ ‏بَنِي أَسَدٍ ‏ ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْأَخْمَاسِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من صحيح مسلم

صلى رسول الله ﷺ بإحدى الطائفتين ركعتين ثم صلى بالط...

عن أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن جابرا، أخبره، «أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين ركع...

من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا ف...

عن الربيع بنت معوذ بن عفراء.<br> قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة: من كان أصبح صائما، فليتم صومه...

أي الأعمال أفضل

عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله»، قال: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قال: ثم ماذا؟ قال: «...

جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة

عن عروة بن الزبير، عن عائشة، أنها أخبرته: أن أفلح أخا أبي القعيس، جاء يستأذن عليها، وهو عمها من الرضاعة، بعد أن أنزل الحجاب، قالت: فأبيت أن آذن له، فل...

قال النبي ﷺ لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرج...

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه "

حديث أصمت من سرر شعبان

عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له - أو لآخر -: «أصمت من سرر شعبان؟» قال: لا، قال: «فإذا أفطرت، فصم يومين»

نهي عن بيعتين الملامسة والمنابذة

عن أبي هريرة، أنه قال: «نهي عن بيعتين الملامسة، والمنابذة»، " أما الملامسة: فأن يلمس كل واحد منهما ثوب صاحبه بغير تأمل، والمنابذة: أن ينبذ كل واحد منه...

بأي شيء كان يبدأ النبي ﷺ إذا دخل بيته

عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: سألت عائشة، قلت: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: «بالسواك»

كان يأتي قباء راكبا وماشيا

عن ابن عمر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا»،حدثنا خالد يعني ابن الحارث، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى ا...