3138- عن يحيى بن حصين، عن جدته أم الحصين، قال: سمعتها تقول: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، فرأيته حين رمى جمرة العقبة، وانصرف وهو على راحلته ومعه بلال وأسامة أحدهما يقود به راحلته، والآخر رافع ثوبه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشمس، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا كثيرا، ثم سمعته يقول: «إن أمر عليكم عبد مجدع - حسبتها قالت - أسود، يقودكم بكتاب الله تعالى، فاسمعوا له وأطيعوا»
(عبد مجدع) أي مقطع الأعضاء.
والتشديد للتكثيير.
وإلا فالجدع قطع الأنف والأذن والشفة.
والذي قطع منه ذلك أجدع والأنثى جدعاء.
والمقصود التنبيه على نهاية خسته.
فإن العبد خسيس في العادة، ثم سواده نقص آخر، وجدعه نقص آخر.
ومن هذه الصفات مجموعة فيه، فهو في نهاية الخسة.
والعادة أن يكون ممتهنا في أرذل الأعمال.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْلهَا : ( حَجَجْت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّة الْوَدَاع , فَرَأَيْته حِين رَمَى جَمْرَة الْعَقَبَة وَانْصَرَفَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَته وَمَعَهُ بِلَال وَأُسَامَة , أَحَدهمَا يَقُود بِهِ رَاحِلَته , وَالْآخَر يَرْفَع ثَوْبه عَلَى رَأْس رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الشَّمْس ) فِيهِ : جَوَاز تَسْمِيَتهَا حَجَّة الْوَدَاع , وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ مِنْ النَّاس مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَكَرِهَهُ , وَهُوَ غَلَط , وَسَبَقَ بَيَان إِبْطَاله.
وَفِيهِ الرَّمْي رَاكِبًا كَمَا سَبَقَ.
وَفِيهِ : جَوَاز تَظْلِيل الْمُحْرِم عَلَى رَأْسه بِثَوْبٍ وَغَيْره , وَهُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب جَمَاهِير الْعُلَمَاء , سَوَاء كَانَ رَاكِبًا أَوْ نَازِلًا , وَقَالَ مَالِك وَأَحْمَد : لَا يَجُوز , وَإِنْ فَعَل لَزِمَتْهُ الْفِدْيَة , وَعَنْ أَحْمَد رِوَايَة : أَنَّهُ لَا فِدْيَة , وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَوْ قَعَدَ تَحْت خَيْمَة أَوْ سَقْف جَازَ , وَوَافَقُونَا عَلَى أَنَّهُ إِذَا كَانَ الزَّمَان يَسِيرًا فِي الْمَحْمَل لَا فِدْيَة , وَكَذَا لَوْ اِسْتَظَلَّ بِيَدِهِ , وَقَدْ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن أَبِي رَبِيعَة قَالَ : صَحِبْتُ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَمَا رَأَيْته مُضْرِبًا فُسْطَاطًا حَتَّى رَجَعَ.
وَرَوَاهُ الشَّافِعِيّ وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَن.
وَعَنْ اِبْن عُمَر - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - أَنَّهُ أَبْصَرَ رَجُلًا عَلَى بَعِيره وَهُوَ مُحْرِم قَدْ اِسْتَظَلَّ بَيْنه وَبَيْن الشَّمْس فَقَالَ : اِضْحَ لِمَنْ أَحْرَمْت لَهُ.
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيح.
وَعَنْ جَابِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ مُحْرِم يُضْحِي لِلشَّمْسِ حَتَّى تَغْرُب إِلَّا غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ حَتَّى يَعُود كَمَا وَلَدَتْهُ أُمّه ).
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَضَعَّفَهُ.
وَاحْتَجَّ الْجُمْهُور بِحَدِيثِ أُمّ الْحُصَيْن , وَهَذَا الْمَذْكُور فِي مُسْلِم , وَلِأَنَّهُ لَا يُسَمَّى لُبْسًا.
وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَضَعِيف كَمَا ذَكَرْنَا مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ نَهْي , وَكَذَا فَعَلَ عُمَر , وَقَوْل اِبْن عُمَر لَيْسَ فِيهِ نَهْي وَلَوْ كَانَ فَحَدِيث أُمّ الْحُصَيْن مُقَدَّم عَلَيْهِ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
قَوْلهَا : ( سَمِعَتْهُ يَقُول إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْد مُجَدَّع حَسِبْتهَا قَالَتْ : أَسْوَد يَقُودكُمْ بِكِتَابِ اللَّه فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) الْمُجَدَّع بِفَتْحِ الْجِيم وَالدَّال الْمُهْمَلَة الْمُشَدَّدَة , وَ ( الْجَدْع ) الْقَطْع مِنْ أَصْل الْعُضْو , وَمَقْصُوده : التَّنْبِيه عَلَى نِهَايَة خِسَّته , فَإِنَّ الْعَبْد خَسِيس فِي الْعَادَة , ثُمَّ سَوَاده نَقْصٌ آخَر , وَجَدْعه نَقْص آخَر , وَفِي الْحَدِيث الْآخَر : ( كَأَنَّ رَأْسه زَبِيبَة ) وَمِنْ هَذِهِ الصِّفَات مَجْمُوعَة فِيهِ فَهُوَ فِي نِهَايَة الْخِسَّة , وَالْعَادَة أَنْ يَكُون مُمْتَهَنًا فِي أَرْذَل الْأَعْمَال , فَأَمَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَاعَةِ وَلِي الْأَمْر وَلَوْ كَانَ بِهَذِهِ الْخَسَاسَة مَا دَامَ يَقُودنَا بِكِتَابِ اللَّه تَعَالَى , قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ مَا دَامُوا مُتَمَسِّكِينَ بِالْإِسْلَامِ وَالدُّعَاء إِلَى كِتَاب اللَّه تَعَالَى عَلَى أَيّ حَال كَانُوا فِي أَنْفُسهمْ وَأَدْيَانهمْ وَأَخْلَاقهمْ , وَلَا يُشَقّ عَلَيْهِمْ الْعَصَا , بَلْ إِذَا ظَهَرَتْ مِنْهُمْ الْمُنْكَرَات وُعِظُوا وَذُكِّرُوا , فَإِنْ قِيلَ : كَيْف يُؤْمَر بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة لِلْعَبْدِ مَعَ أَنَّ شَرْط الْخَلِيفَة كَوْنه قُرَشِيًّا ؟ فَالْجَوَاب مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا أَنَّ الْمُرَاد بَعْض الْوُلَاة الَّذِينَ يُوَلِّيهِمْ الْخَلِيفَة وَنُوَّابه , لَا أَنَّ الْخَلِيفَة يَكُون عَبْدًا , وَالثَّانِي : أَنَّ الْمُرَاد لَوْ قَهَرَ عَبْد مُسْلِم وَاسْتَوْلَى بِالْقَهْرِ نَفَذَتْ أَحْكَامه , وَوَجَبَتْ طَاعَته , وَلَمْ يَجُزْ شَقّ الْعَصَا عَلَيْهِ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
و حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ قَالَ سَمِعْتُهَا تَقُولُ حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَرَأَيْتُهُ حِينَ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَانْصَرَفَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَمَعَهُ بِلَالٌ وَأُسَامَةُ أَحَدُهُمَا يَقُودُ بِهِ رَاحِلَتَهُ وَالْآخَرُ رَافِعٌ ثَوْبَهُ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الشَّمْسِ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَوْلًا كَثِيرًا ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ حَسِبْتُهَا قَالَتْ أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا
عن يحيى بن الحصين، عن أم الحصين، جدته قالت: «حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، فرأيت أسامة وبلالا، وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلى الل...
عن أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة بمثل حصى الخذف»
عن جابر، قال: «رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس»، أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن ع...
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الاستجمار تو، ورمي الجمار تو، والسعي بين الصفا والمروة تو، والطواف تو، وإذا استجمر أحدكم، فليستجمر بت...
عن نافع، أن عبد الله، قال: حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق طائفة من أصحابه، وقصر بعضهم، قال عبد الله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رحم...
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «اللهم ارحم المحلقين» قالوا: والمقصرين؟ يا رسول الله، قال: «اللهم ارحم المحلقين» قالوا: والم...
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رحم الله المحلقين» قالوا: والمقصرين؟ يا رسول الله، قال: «رحم الله المحلقين» قالوا: والمقصرين؟ يا رس...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم! اغفر للمحلقين" قالوا: يا رسول الله! وللمقصرين؟ "اللهم! اغفر للمحلقين" قالوا يا رسول الله!...
عن يحيى بن الحصين، عن جدته، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع «دعا للمحلقين ثلاثا، وللمقصرين مرة» ولم يقل وكيع: في حجة الوداع