3983- عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: سمعت عائشة، تقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب، عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما، فقال: «أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟» قال: أنا، يا رسول الله، فله أي ذلك أحب
(وحدثني غير واحد من أصحابنا) قال جماعة من الحفاظ.
هذا أحد الأحاديث المقطوعة في صحيح مسلم.
وهي إثنا عشر حديثا.
سبق بيانها في الفصول المذكورة في مقدمة هذا الشرح.
لأن مسلما لم يذكر من سمع منه الحديث.
قال القاضي: إذا قال الراوي: حدثني غير واحد أو حدثني الثقة أو حدثني بعض أصحابنا، فليس هو من المقطوع ولا هو من المرسل ولا من المعضل عند أهل الفن.
بل هو من باب الرواية عن المجهول.
وهذا الذي قاله القاضي هو الصواب.
لكن، كيف كان، فلا يحتج بهذا المتن من هذه الرواية لو لم يثبت من طريق آخر.
فقد رواه البخاري في صحيحه عن إسماعيل بن أويس.
ولعل مسلما أراد بقوله: غير واحد، البخاري وغيره.
وقد حدث مسلم عن إسماعيل هذا من غير واسطة.
في كتاب الحج وفي آخر كتاب الجهاد.
وروى مسلم أيضا عن أحمد بن يوسف الأزدي عن إسماعيل في كتاب اللعان وفي كتاب الفضائل.
(وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه) كلمة إذا للمفاجأة وأحدهما مبتدأ خبره يستوضع، أي يطلب منه أن يضع ويسقط من دينه شيئا.
ويسترفقه أي يطلب منه أن يرفق به في التقاضي.
(أين المتألي على الله) أي الحالف المبالغ في اليمين.
مشتق من الألية وهي اليمين.
(لا يفعل المعروف) يعني أين الذي حلف بالله أن لا يصنع خيرا.
(فله أي ذلك أحب) هذا من جملة مقول المتألي.
أي فلخصمي ما أحب من الوضع أو الرفق.
وإعراب أي كإعرابه في قوله تعالى: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد}.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( وَحَدَّثَنِي غَيْر وَاحِد مِنْ أَصْحَابنَا قَالُوا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَخِي ) قَالَ جَمَاعَة مِنْ الْحُفَّاظ : هَذَا أَحَد الْأَحَادِيث الْمَقْطُوعَة فِي صَحِيح مُسْلِم , وَهِيَ اِثْنَا عَشَر حَدِيثًا سَبَقَ بَيَانهَا فِي الْفُصُول الْمَذْكُورَة فِي مُقَدِّمَة هَذَا الشَّرْح ; لِأَنَّ مُسْلِمًا لَمْ يُنْكِر مَنْ سَمِعَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيث.
قَالَ الْقَاضِي : إِذَا قَالَ الرَّاوِي : حَدَّثَنِي غَيْر وَاحِد , أَوْ حَدَّثَنِي الثِّقَة , أَوْ حَدَّثَنِي بَعْض أَصْحَابنَا , لَيْسَ هُوَ مِنْ الْمَقْطُوع , وَلَا مِنْ الْمُرْسَل , وَلَا مِنْ الْمُعْضِل عِنْد أَهْل هَذَا الْفَنّ , بَلْ هُوَ مِنْ بَاب الرِّوَايَة عَنْ الْمَجْهُول , وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْقَاضِي هُوَ الصَّوَاب , لَكِنْ كَيْفَ كَانَ فَلَا يُحْتَجّ بِهَذَا الْمَتْن مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَة لَوْ لَمْ يَثْبُت مِنْ طَرِيق آخَر , وَلَكِنْ قَدْ ثَبَتَ مِنْ طَرِيق آخَر , فَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس , وَلَعَلَّ مُسْلِمًا أَرَادَ بِقَوْلِهِ ( غَيْر وَاحِد ) الْبُخَارِيّ وَغَيْره , وَقَدْ حَدَّثَ مُسْلِم عَنْ إِسْمَاعِيل هَذَا مِنْ غَيْر وَاسِطَة فِي كِتَاب الْحَجّ , وَفِي آخِر كِتَاب الْجِهَاد , وَرَوَى مُسْلِم أَيْضًا عَنْ أَحْمَد بْن يُوسُف الْأَزْدِيّ عَنْ إِسْمَاعِيل فِي كِتَاب اللِّعَان , وَفِي كِتَاب الْفَضَائِل.
وَاَللَّه أَعْلَم.
قَوْله : ( وَإِذَا أَحَدهمَا يَسْتَوْضِع الْآخِر وَيَسْتَرْفِقهُ ) أَيْ يَطْلُب مِنْهُ أَنْ يَضَع عَنْهُ بَعْض الدَّيْن , وَيَرْفُق بِهِ فِي الِاسْتِيفَاء وَالْمُطَالَبَة.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْس بِمِثْلِ هَذَا , وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَنْتَهِي إِلَى الْإِلْحَاح وَإِهَانَة النَّفْس أَوْ الْإِيذَاء وَنَحْو ذَلِكَ إِلَّا مِنْ ضَرُورَة.
وَاَللَّه أَعْلَم.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَيْنَ الْمُتَأَلِّي عَلَى اللَّه لَا يَفْعَل الْمَعْرُوف ؟ قَالَ : أَنَا يَا رَسُول اللَّه وَلَهُ أَيْ ذَلِكَ أَحَبّ ) الْمُتَأَلِّي : الْحَالِف , وَالْأَلْيَة : الْيَمِين.
وَفِي هَذَا كَرَاهَة الْحَلِف عَلَى تَرْك الْخَيْر , وَإِنْكَار ذَلِكَ , وَأَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِمَنْ حَلَفَ لَا يَفْعَل خَيْرًا أَنْ يَحْنَث فَيُكَفِّر عَنْ يَمِينه.
وَفِيهِ الشَّفَاعَة إِلَى أَصْحَاب الْحُقُوق , وَقَبُول الشَّفَاعَة فِي الْخَيْر.
و حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ ابْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أُمَّهُ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبَابِ عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُمَا وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْتَوْضِعُ الْآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ وَهُوَ يَقُولُ وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ أَيْنَ الْمُتَأَلِّي عَلَى اللَّهِ لَا يَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ قَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَهُ أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ
عن ابن شهاب، حدثني عبد الله بن كعب بن مالك، أخبره، عن أبيه، أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فار...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - «من أدرك ماله بعينه عند رجل قد أفلس - أو إنسان قد...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الرجل الذي يعدم، إذا وجد عنده المتاع، ولم يفرقه: «أنه لصاحبه الذي باعه»
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أفلس الرجل، فوجد الرجل متاعه بعينه، فهو أحق به»،حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، كلاهما عن قتادة، به...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أفلس الرجل، فوجد الرجل عنده سلعته بعينها، فهو أحق بها»
عن ربعي بن حراش، أن حذيفة، حدثهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: لا،...
عن ربعي ابن حراش.<br> قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود.<br> فقال حذيفة: (رجل لقي ربه فقال: ما عملت؟ قال: ما عملت من الخير، إلا أني كنت رجلا ذا مال.<br> فك...
عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، " أن رجلا مات، فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل؟ - قال: فإما ذكر وإما ذكر - فقال: إني كنت أبايع الناس، فكنت أن...
عن حذيفة، قال: " أتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا، فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ قال: ولا يكتمون الله حديثا، قال: يا رب آتيتني مالك، فكنت أبايع ا...