حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنى (حديث رقم: 4424 )


4424- عن جابر بن سمرة، قال: رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل قصير، أعضل، ليس عليه رداء، فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلعلك؟» قال: لا، والله إنه قد زنى الأخر، قال: فرجمه، ثم خطب، فقال: «ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله، خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس، يمنح أحدهم الكثبة، أما والله، إن يمكني من أحدهم لأنكلنه عنه»

أخرجه مسلم


(أعضل) أي مشتد الخلق.
(فلعلك.
قال: لا) معنى هذا الكلام الإشارة إلى تلقينه الرجوع عن الإقرار بالزنى، واعتذاره بشبهة يتعلق بها.
كما جاء في الرواية الأخرى: لعلك قبلت أو غمزت.
فاقتصر في هذه الرواية على: لعلك.
اختصارا وتنبيها واكتفاء بدلالة الكلام والحال على المحذوف.
أي لعلك قبلت أو نحو ذلك.
(الأخر) معناه الأرذل والأبعد والأدنى.
وقيل اللئيم.
وقيل: الشقي.
وكله متقارب.
ومراده نفسه فحقرها وعابها، لاسيما وقد فعل الفاحشة.
وقيل: إنها كناية يكنى بها عن نفسه وعن غيره، إذا أخبر عنه بما يستقبح.
(نفرنا غازين) أي ذهبنا إلى الحرب.
(خلف أحدهم) أي تخلف أحد هؤلاء عن الغزو معنا.
(له نبيب كنبيب التيس) النبيب صوت التيس عند السفاد.
(يمنح أحدكم الكثبة) يمنح أي يعطي.
والكثبة القليل من اللبن أو غيره.
ومفعول يمنح محذوف.
أي إحداهن.
والمراد إحدى النساء المغيبات، أي اللاتي غاب عنهن أزواجهن.
(إن يمكني من أحدهم لأنكلنه عنه) أي إن مكنني الله تعالى منه وأقدرني عليه.
لأمنعنه عن ذلك بعقوبة.
وفي الصحاح: نكل به تنكيلا أي جعله نكالا وعبرة لغيره.

شرح حديث (ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( رَجُل قَصِير أَعْضَل ) ‏ ‏هُوَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَة , أَيْ مُشْتَدّ الْخَلْق.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَلَعَلَّك.
قَالَ : لَا.
وَاَللَّه إِنَّهُ قَدْ زَنَى الْآخَر ) ‏ ‏مَعْنَى هَذَا الْكَلَام الْإِشَارَة إِلَى تَلْقِينه الرُّجُوع عَنْ الْإِقْرَار بِالزِّنَا , وَاعْتِذَاره بِشُبْهَةٍ يَتَعَلَّق بِهَا , كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة : الْأُخْرَى ( لَعَلَّك قَبَّلْت أَوْ غَمَزْت ) فَاقْتَصَرَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة عَلَى ( لَعَلَّك ) اِخْتِصَارًا وَتَنْبِيهًا وَاكْتِفَاء بِدَلَالَةِ الْكَلَام وَالْحَال عَلَى الْمَحْذُوف , أَيْ لَعَلَّك قَبَّلْت أَوْ نَحْو ذَلِكَ.
فَفِيهِ اِسْتِحْبَاب تَلْقِين الْمُقِرّ بِحَدِّ الزِّنَا وَالسَّرِقَة وَغَيْرهمَا مِنْ حُدُود اللَّه تَعَالَى , وَأَنَّهُ يُقْبَل رُجُوعه عَنْ ذَلِكَ ; لِأَنَّ الْحُدُود مَبْنِيَّة عَلَى الْمُسَاهَلَة وَالدَّرْء بِخِلَافِ حُقُوق الْآدَمِيِّينَ وَحُقُوق اللَّه تَعَالَى الْمَالِيَّة كَالزَّكَاةِ وَالْكَفَّارَة وَغَيْرهمَا لَا يَجُوز التَّلْقِين فِيهَا , وَلَوْ رَجَعَ لَمْ يُقْبَل رُجُوعه , وَقَدْ جَاءَ تَلْقِين الرُّجُوع عَنْ الْإِقْرَار بِالْحُدُودِ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعَنْ الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ وَمَنْ بَعْدهمْ , وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَيْهِ.
‏ ‏قَوْله : ( إِنَّهُ قَدْ زَنَى الْآخَر ) وَهُوَ بِهَمْزَةٍ مَقْصُورَة وَخَاء مَكْسُورَة , وَمَعْنَاهُ : الْأَرْذَل وَالْأَبْعَد وَالْأَدْنَى , وَقِيلَ : اللَّئِيم , وَقِيلَ : الشَّقِيّ , وَكُلّه مُتَقَارِب وَمُرَاده نَفْسه فَحَقَّرَهَا وَعَابَهَا , لَا سِيَّمَا وَقَدْ فَعَلَ هَذِهِ الْفَاحِشَة , وَقِيلَ : إِنَّهَا كِنَايَة يُكَنِّي بِهَا عَنْ نَفْسه وَعَنْ غَيْره إِذَا أَخْبَرَ عَنْهُ بِمَا يُسْتَقْبَح.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَا كُلَّمَا نَفَرْنَا فِي سَبِيل اللَّه خَلَفَ أَحَدهمْ لَهُ نَبِيب كَنَبِيبِ التَّيْس يَمْنَح أَحَدهمْ الْكُثْبَة ) ‏ ‏, وَفِي بَعْض النُّسَخ ( إِحْدَاهُنَّ ) بَدَل أَحَدهمْ , وَنَبِيب التَّيْس : صَوْته عِنْد السِّفَاد , وَيَمْنَح بِفَتْحِ الْيَاء وَالنُّون أَيْ يُعْطِي , وَالْكُثْبَة : بِضَمِّ الْكَاف وَإِسْكَان الْمُثَلَّثَة , الْقَلِيل مِنْ اللَّبَن وَغَيْره.


حديث فلعلك قال لا والله إنه قد زنى الأخر قال فرجمه ثم خطب فقال ألا كلما

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجَحْدَرِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو عَوَانَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏رَأَيْتُ ‏ ‏مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ‏ ‏حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏رَجُلٌ قَصِيرٌ ‏ ‏أَعْضَلُ ‏ ‏لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَنَّهُ زَنَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏فَلَعَلَّكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ إِنَّهُ قَدْ زَنَى ‏ ‏الْأَخِرُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏فَرَجَمَهُ ‏ ‏ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ ‏ ‏أَلَا كُلَّمَا نَفَرْنَا غَازِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏ ‏خَلَفَ ‏ ‏أَحَدُهُمْ لَهُ ‏ ‏نَبِيبٌ ‏ ‏كَنَبِيبِ ‏ ‏التَّيْسِ يَمْنَحُ أَحَدُهُمْ ‏ ‏الْكُثْبَةَ ‏ ‏أَمَا وَاللَّهِ إِنْ يُمْكِنِّي مِنْ أَحَدِهِمْ ‏ ‏لَأُنَكِّلَنَّهُ ‏ ‏عَنْهُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

إن الله لا يمكني من أحد منهم إلا جعلته نكالا

عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، يقول: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قصير، أشعث، ذي عضلات، عليه إزار، وقد زنى، فرده مرتين، ثم أمر به فر...

أن النبي ﷺ قال لماعز بن مالك أحق ما بلغني عنك

عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لماعز بن مالك: «أحق ما بلغني عنك؟» قال: وما بلغك عني؟ قال: «بلغني أنك وقعت بجارية آل فلان؟»، قال: نعم، قا...

كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا...

عن أبي سعيد، أن رجلا من أسلم، يقال له ماعز بن مالك، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أصبت فاحشة، فأقمه علي، فرده النبي صلى الله عليه وسلم م...

لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم

عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال: «ويحك، ارجع فاستغفر الله وتب إليه»،...

يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن ت...

حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن ماعز بن مالك الأسلمي، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني قد ظلمت نفسي، وزنيت، وإني أريد أن...

لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوس...

عن عمران بن حصين، أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى، فقالت: يا نبي الله، أصبت حدا، فأقمه علي، فدعا نبي الله صلى الله...

أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله

عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، أنهما قالا: إن رجلا من الأعراب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب ا...

ما تجدون في التوراة على من زنى

عن نافع، أن عبد الله بن عمر، أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بيهودي ويهودية قد زنيا، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء يهود، فقال...

هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم

عن البراء بن عازب، قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما مجلودا، فدعاهم صلى الله عليه وسلم، فقال: «هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟»، قالوا...