4705- عن جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»، قال: ثم تكلم بكلام خفي علي، قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلهم من قريش»
(إن هذا الأمر لا ينقضي .
) وفي رواية: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا كلهم من قريش.
وفي رواية: لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش.
قال القاضي: قد توجه هنا سؤالان: أحدهما أنه قد جاء في الحديث الآخر: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا.
وهذا مخالف لحديث اثني عشر خليفة، فإنه لم يكن في ثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي.
قال: والجواب عن هذا أن المراد في حديث الخلافة ثلاثون سنة، خلافة النبوة.
وقد جاء مفسرا في بعض الروايات: خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا.
ولم يشترط في هذا الاثني عشر.
السؤال الثاني: أنه ولى أكثر من هذا العدد.
قال: وهذا اعتراض باطل.
لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: لا يلي إلا اثنا عشر خليفة، وإنما قال: يلي.
وقد ولى هذا العدد ولا يضرهم كونه وجد بعدهم غيرهم.
ويحتمل أن يكون المراد مستحق الخلافة، العادلين قال: ويحتمل أن المراد من يعز الإسلام في زمنه ويجتمع المسلمون عليه.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اِثْنَا عَشَرَ خَلِيفَة كُلّهمْ مِنْ قُرَيْش ) , وَفِي رِوَايَة : ( لَا يَزَال أَمْر النَّاس مَاضِيًا مَا وَلِيَهُمْ اِثْنَا عَشَرَ رَجُلًا كُلّهمْ مِنْ قُرَيْش ) , وَفِي رِوَايَة : ( لَا يَزَال الْإِسْلَام عَزِيزًا إِلَى اِثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَة كُلّهمْ مِنْ قُرَيْش ) قَالَ الْقَاضِي : قَدْ تَوَجَّهَ هُنَا سُؤَالَانِ : أَحَدهمَا : أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخَر : " الْخِلَافَة بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَة ثُمَّ تَكُون مُلْكًا " وَهَذَا مُخَالِف لِحَدِيثِ اِثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَة , فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي ثَلَاثِينَ سَنَة إِلَّا الْخُلَفَاء الرَّاشِدُونَ الْأَرْبَعَة , وَالْأَشْهُر الَّتِي بُويِعَ فِيهَا الْحَسَن بْن عَلِيّ قَالَ : وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا أَنَّ الْمُرَاد فِي حَدِيث " الْخِلَافَة ثَلَاثُونَ سَنَة " خِلَافَة النُّبُوَّة , وَقَدْ جَاءَ مُفَسَّرًا فِي بَعْض الرِّوَايَات " خِلَافَة النُّبُوَّة بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَة ثُمَّ تَكُون مُلْكًا " وَلَمْ يُشْتَرَط هَذَا فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ.
السُّؤَال الثَّانِي : أَنَّهُ قَدْ وَلِيَ أَكْثَر مِنْ هَذَا الْعَدَد , قَالَ : وَهَذَا اِعْتِرَاض بَاطِل ; لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقُلْ : لَا يَلِي إِلَّا اِثْنَا عَشَرَ خَلِيفَة , وَإِنَّمَا قَالَ : يَلِي , وَقَدْ وَلِيَ هَذَا الْعَدَد , وَلَا يَضُرّ كَوْنه وُجِدَ بَعْدهمْ غَيْرهمْ , هَذَا إِنْ جُعِلَ الْمُرَاد بِاللَّفْظِ ( كُلّ وَالٍ ) وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد مُسْتَحِقّ الْخِلَافَة الْعَادِلِينَ , وَقَدْ مَضَى مِنْهُمْ مَنْ عُلِمَ , وَلَا بُدَّ مِنْ تَمَام هَذَا الْعَدَد قَبْل قِيَام السَّاعَة , قَالَ : وَقِيلَ : إِنَّ مَعْنَاهُ : أَنَّهُمْ يَكُونُونَ فِي عَصْر وَاحِد يَتَّبِع كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ طَائِفَة , قَالَ الْقَاضِي : وَلَا يَبْعُد أَنْ يَكُون هَذَا قَدْ وُجِدَ إِذَا تَتَبَّعْت التَّوَارِيخ , فَقَدْ كَانَ بِالْأَنْدَلُسِ وَحْدَهَا مِنْهُمْ فِي عَصْر وَاحِد بَعْد أَرْبَعمِائَةِ وَثَلَاثِينَ سَنَة ثَلَاثَة كُلّهمْ يَدَّعِيهَا , وَيُلَقَّب بِهَا , وَكَانَ حِينَئِذٍ فِي مِصْر آخَر , وَكَانَ خَلِيفَة الْجَمَاعَة الْعَبَّاسِيَّة بِبَغْدَاد سِوَى مَنْ كَانَ يَدَّعِي ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْت فِي أَقْطَار الْأَرْض , قَالَ : وَيُبْعِد هَذَا التَّأْوِيل قَوْله فِي كِتَاب مُسْلِم بَعْد هَذَا : " سَتَكُونُ خُلَفَاء فَيَكْثُرُونَ , قَالُوا : فَمَا تَأْمُرنَا ؟ قَالَ : فُوا بَيْعَة الْأَوَّل فَالْأَوَّل " , قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَاد مَنْ يَعِزّ الْإِسْلَام فِي زَمَنه وَيَجْتَمِع الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ , كَمَا جَاءَ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ " كُلّهمْ تَجْتَمِع عَلَيْهِ الْأُمَّة " , وَهَذَا قَدْ وُجِدَ قَبْل اِضْطِرَاب أَمْر بَنَى أُمَيَّة وَاخْتِلَافهمْ فِي زَمَن يَزِيد بْن الْوَلِيد , وَخَرَجَ عَلَيْهِ بَنُو الْعَبَّاس , وَيَحْتَمِل أَوْجُهًا أُخَر.
وَاَللَّه أَعْلَم بِمُرَادِ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ح و حَدَّثَنَا رِفَاعَةُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْوَاسِطِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم، فأقول: يا رب أصحابي، أصحابي، فيقال: إنك لا...
عن عبد الله بن مغفل المزني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بين كل أذانين صلاة»، قالها ثلاثا، قال في الثالثة: «لمن شاء».<br>وحدثنا أبو بكر بن...
عن وبرة، قال: كنت جالسا عند ابن عمر فجاءه رجل فقال: أيصلح لي أن أطوف بالبيت قبل أن آتي الموقف، فقال: نعم، فقال: فإن ابن عباس يقول: لا تطف بالبيت حتى ت...
عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني» وقال ابن حاتم: «إذا أقيمت أو نودي»،عن عبد الله بن أبي قت...
عن أنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها، وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتيت فقيل لها: هذا...
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أعتق عبدا بينه وبين آخر، قوم عليه في ماله قيمة عدل، لا وكس، ولا شطط، ثم عتق علي...
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لأبي: «إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك» قال: آلله سماني لك؟ قال: «الله سماك لي» قال فجعل أبي يب...
عن عدي بن حاتم، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعراض، فقال: «إذا أصاب بحده فكل، وإذا أصاب بعرضه فقتل، فإنه وقيذ، فلا تأكل» وسألت رسول ال...