5555- عن هشام بن زيد، قال: سمعت أنسا، يحدث أن أمه، حين ولدت انطلقوا بالصبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه قال: فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في مربد «يسم غنما» قال شعبة: «وأكثر علمي أنه قال في آذانها»
(مربد) هو الموضع الذي تحبس فيه الإبل، وهو مثل الحظيرة للغنم.
فأطلق عليها اسم المربد مجازا لمقاربتها.
ويحتمل أنه على ظاهره.
وأنه أدخل الغنم إلى مربد الإبل ليسمها فيه.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( فَإِذَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِرْبَد يَسِم غَنَمًا ) قَالَ شُعْبَة : وَأَكْثَر عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ : ( فِي آذَانهَا ) قَوْله : ( الْمِرْبَد ) فَبِكَسْرِ الْمِيم وَإِسْكَان الرَّاء وَفَتْح الْمُوَحَّدَة , وَهُوَ الْمَوْضِع الَّذِي تُحْبَس فِيهِ الْإِبِل , وَهُوَ مِثْل الْحَظِيرَة لِلْغَنَمِ.
فَقَوْله هُنَا : ( فِي مِرْبَد ) يُحْتَمَل أَنَّهُ أَرَادَ الْحَظِيرَة الَّتِي لِلْغَنَمِ , فَأُطْلِق عَلَيْهَا اِسْم الْمِرْبَد مَجَازًا لِمُقَارَبَتِهَا , وَيُحْتَمَل أَنَّهُ عَلَى ظَاهِره , وَأَنَّهُ أَدْخَلَ الْغَنَم إِلَى مِرْبَد الْإِبِل لِيَسِمهَا فِيهِ.
وَأَمَّا قَوْله : ( قَالَ شُعْبَة : وَأَكْثَر عِلْمِي ) رُوِيَ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَة , وَبِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة , وَهُمَا صَحِيحَانِ.
وَ ( الْمِيسَم ) بِكَسْرِ الْمِيم سَبَقَ بَيَانه فِي الْبَاب قَبْله , وَسَبَقَ هُنَاكَ أَنَّ وَسْم الْآدَمِيّ حَرَام , وَأَمَّا غَيْر الْآدَمِيّ فَالْوَسْم فِي وَجْهه مَنْهِيّ عَنْهُ , وَأَمَّا غَيْر الْوَجْه فَمُسْتَحَبّ فِي نَعَم الزَّكَاة وَالْجِزْيَة , وَجَائِز فِي غَيْرهَا , وَإِذَا وُسِمَ فَيُسْتَحَبّ أَنْ يَسِم الْغَنَم فِي آذَانهَا , وَالْإِبِل وَالْبَقَر فِي أُصُول أَفْخَاذهَا لِأَنَّهُ مَوْضِع صُلْب , فَيَقِلّ الْأَلَم فِيهِ , وَيَخِفّ شَعْره , وَيَظْهَر الْوَسْم.
وَفَائِدَة الْوَسْم تَمْيِيز الْحَيَوَان بَعْضه مِنْ بَعْض , وَيُسْتَحَبّ أَنْ يَكْتُب فِي مَاشِيَة الْجِزْيَة , جِزْيَة أَوْ صَغَار , وَفِي مَاشِيَة الزَّكَاة زَكَاة أَوْ صَدَقَة.
قَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه : يُسْتَحَبّ كَوْن مِيسَم الْغَنَم أَلْطَف مِنْ مِيسَم الْبَقَر , وَمِيسَم الْبَقَر أَلْطَف مِنْ مِيسَم الْإِبِل , وَهَذَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ مِنْ اِسْتِحْبَاب وَسْم نَعَم الزَّكَاة وَالْجِزْيَة هُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الصَّحَابَة كُلّهمْ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء بَعْدهمْ.
وَنَقَلَ اِبْن الصَّبَّاغ وَغَيْره إِجْمَاع الصَّحَابَة عَلَيْهِ , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة : هُوَ مَكْرُوه لِأَنَّهُ تَعْذِيب وَمُثْلَة , وَقَدْ نُهِيَ عَنْ الْمُثْلَة.
وَحُجَّة الْجُمْهُور هَذِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الصَّرِيحَة الَّتِي ذَكَرَهَا مُسْلِم , وَآثَار كَثِيرَة عَنْ عُمَر وَغَيْره مِنْ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ , وَلِأَنَّهَا رُبَّمَا شَرَدَتْ فَيَعْرِفهَا وَاجِدهَا بِعَلَامَتِهَا فَيَرُدّهَا.
وَالْجَوَاب عَنْ النَّهْي عَنْ الْمُثْلَة وَالتَّعْذِيب أَنَّهُ عَامّ , وَحَدِيث الْوَسْم خَاصّ , فَوَجَبَ تَقْدِيمه.
وَاللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ أَنَّ أُمَّهُ حِينَ وَلَدَتْ انْطَلَقُوا بِالصَّبِيِّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَنِّكُهُ قَالَ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِرْبَدٍ يَسِمُ غَنَمًا قَالَ شُعْبَةُ وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ فِي آذَانِهَا
عن هشام بن زيد، قال: سمعت أنسا، يقول: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مربدا وهو «يسم غنما» قال: أحسبه قال: في آذانها عن شعبة، بهذا الإسناد مثل...
عن أنس بن مالك، قال: «رأيت في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الميسم وهو يسم إبل الصدقة»
عن ابن عمر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع» قال: قلت لنافع وما القزع قال: «يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض» حدثنا عبيد الله، بهذا الإسناد،...
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس في الطرقات» قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله صلى...
عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفأصله، فقال: «لعن...
عن أسماء بنت أبي بكر، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: «إني زوجت ابنتي فتمرق شعر رأسها وزوجها يستحسنها، أفأصل يا رسول الله فنهاها»
عن عائشة، أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت فتمرط شعرها فأرادوا أن يصلوه، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك «فلعن الواصلة والمستوصلة»
عن عائشة، أن امرأة من الأنصار زوجت ابنة لها، فاشتكت فتساقط شعرها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجها يريدها أفأصل شعرها؟ فقال رسول الله صلى...
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «لعن الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة» عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله