5621-
عن سهل بن سعد، قال: أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين ولد فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه، وأبو أسيد جالس، فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقلبوه، فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أين الصبي» فقال: أبو أسيد أقلبناه، يا رسول الله.
قال: «ما اسمه؟» قال: فلان، يا رسول الله قال: «لا، ولكن اسمه المنذر» فسماه يومئذ المنذر
(فلهى) هذه اللفظة، رويت على وجهين.
والثانية فلهي.
والأولى لغة طي، والثانية لغة الأكثرين.
ومعناه اشتغل بشيء بين يديه وأما من اللهو فلها، بالفتح لا غير، يلهو.
والأشهر في الرواية هنا كسر الهاء.
وهي لغة أكثر العرب كما ذكرناه.
واتفق أهل الغريب والشراح على أن معناه اشتغل.
(فأقلبوه) أي ردوه وصرفوه.
هكذا وقع في جميع نسخ صحيح مسلم: فأقلبوه.
وأنكره جمهور أهل اللغة والغريب وشراح الحديث.
وقالوا: صوابه: قلبوه.
بحذف الألف.
قالوا: يقال: قلبت الصبي والشيء، صرفته ورددته.
ولا يقال أقلبته.
(فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي انتبه من شغله وفكره الذي كان فيه.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( فَلَهِيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ بَيْن يَدَيْهِ ) هَذِهِ اللَّفْظَة رُوِيَتْ عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدهَا ( فَلَهَا ) بِفَتْحِ الْهَاء , وَالثَّانِيَة ( فَلَهِيَ ) بِكَسْرِهَا , وَبِالْيَاءِ , وَالْأُولَى لُغَة طَيّ , وَالثَّانِيَة لُغَة الْأَكْثَرِينَ , وَمَعْنَاهُ اِشْتَغَلَ بِشَيْءٍ بَيْن يَدَيْهِ.
وَأَمَّا مِنْ اللَّهْو ( فَلَهَا ) بِالْفَتْحِ لَا غَيْر يَلْهُو , وَالْأَشْهَر فِي الرِّوَايَة هُنَا كَسْر الْهَاء , وَهِيَ لُغَة أَكْثَر الْعَرَب كَمَا ذَكَرْنَا , وَاتَّفَقَ أَهْل الْغَرِيب وَالشُّرَّاح عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ اِشْتَغَلَ.
قَوْله : ( الْمُنْذِر بْن أَبِي أُسَيْدٍ ) الْمَشْهُور فِي ( أَبِي أُسَيْدٍ ) ضَمّ الْهَمْزَة وَفَتْح السِّين , وَلَمْ يَذْكُر الْجَمَاهِير غَيْره.
قَالَ الْقَاضِي : وَحَكَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ سُفْيَان أَنَّهُ بِفَتْحِ الْهَمْزَة.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل : وَبِالضَّمِّ قَالَ عَبْد الرَّزَّاق وَوَكِيع , وَهُوَ الصَّوَاب , وَاسْمه مَالِك بْن أَبِي رَبِيعَة.
قَالُوا : وَسَبَب تَسْمِيَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْمَوْلُود ( الْمُنْذِر ) لِأَنَّ اِبْن عَمّ أَبِيهِ الْمُنْذِر بْن عَمْرو كَانَ قَدْ اِسْتَشْهَدَ بِبِئْرِ مَعُونَة , وَكَانَ أَمِيرهمْ , فَيُقَال بِكَوْنِهِ خَلْفًا مِنْهُ.
قَوْله : ( فَأَقْلَبُوهُ ) أَيْ رَدُّوهُ وَصَرَفُوهُ.
فِي جَمِيع نُسَخ صَحِيح مُسْلِم ( فَأَقْلَبُوهُ ) بِالْأَلِفِ , وَأَنْكَرَهُ جُمْهُور أَهْل اللُّغَة وَالْغَرِيب وَشُرَّاح الْحَدِيث , وَقَالُوا : صَوَابه ( قَلَبُوهُ ) بِحَذْفِ الْأَلِف.
قَالُوا : يُقَال قَلَبْت الصَّبِيّ وَالشَّيْء صَرَفْته وَرَدَدْته , وَلَا يُقَال أَقَلَبَته , وَذَكَرَ صَاحِب التَّحْرِير أَنَّ ( أَقْلَبُوهُ ) بِالْأَلِفِ لُغَة قَلِيلَة , فَأَثْبَتهَا لُغَة.
وَاللَّه أَعْلَم.
قَوْله : ( فَاسْتَفَاقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أَيْ اِنْتَبَهَ مِنْ شُغْله وَفَكَّرَهُ الَّذِي كَانَ فِيهِ.
وَاللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَقَ قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَهُوَ ابْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وُلِدَ فَوَضَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِهِ وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ فَلَهِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ مِنْ عَلَى فَخِذِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْلَبُوهُ فَاسْتَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيْنَ الصَّبِيُّ فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ أَقْلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَا اسْمُهُ قَالَ فُلَانٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا وَلَكِنْ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ
عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، قال: أحسبه، قال: كان فطيما، قال: فكان إذا جاء رسو...
عن أنس بن مالك، قال: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني "
عن المغيرة بن شعبة، قال: ما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد عن الدجال أكثر مما سألته عنه، فقال لي: «أي بني وما ينصبك منه؟ إنه لن يضرك» قال قلت: إ...
عن أبي سعيد الخدري، يقول: كنت جالسا بالمدينة في مجلس الأنصار، فأتانا أبو موسى فزعا أو مذعورا قلنا: ما شأنك؟ قال: إن عمر أرسل إلي أن آتيه، فأتيت بابه ف...
عن أبي سعيد الخدري، يقول: كنا في مجلس عند أبي بن كعب، فأتى أبو موسى الأشعري مغضبا حتى وقف، فقال: أنشدكم الله هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه و...
عن أبي سعيد، أن أبا موسى، أتى باب عمر، فاستأذن، فقال عمر واحدة، ثم استأذن الثانية، فقال عمر: ثنتان، ثم استأذن الثالثة، فقال عمر: ثلاث، ثم انصرف فأتبعه...
عن عبيد بن عمير، أن أبا موسى، استأذن على عمر ثلاثا، فكأنه وجده مشغولا، فرجع فقال عمر: " ألم تسمع صوت عبد الله بن قيس، ائذنوا له، فدعي له، فقال: ما حمل...
عن أبي موسى الأشعري، قال: جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فقال: السلام عليكم هذا عبد الله بن قيس، فلم يأذن له، فقال: السلام عليكم هذا أبو موسى، السلام...
عن جابر بن عبد الله، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدعوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من هذا؟» قلت: أنا، قال: فخرج وهو يقول: «أنا أنا»