4030-
عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طيرة وخيرها الفأل» قيل: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم» عن الزهري، بهذا الإسناد، مثله.
وفي حديث عقيل: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل: سمعت وفي حديث شعيب: قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال: معمر
(لا طيرة) الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، على وزن العنبة.
هذا هو الصحيح المعروف في رواية الحديث وكتب اللغة والغريب.
وحكى القاضي وابن الأثير؛ أن منهم من سكن الياء والمشهور هو الأول.
قالوا: وهي مصدر تطير طيرة قالوا: ولم يجيء في المصادر على هذا الوزن ألا تطير طيرة وتخير خيرة.
وجاء في الأسماء حرفان.
وهما شيء طيبة أي طيب، والتولة، وهو نوع من السحر، وقيل يشبه السحر.
وقال الأصمعي: هو ما تتحبب المرأة به إلى زوجها.
والتطير التشاؤم.
وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي.
وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح، فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم.
وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن حاجتهم وسفرهم وتشاءموا به.
فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا ضر.
فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لا طيرة".
(الفأل) الفأل مهموز ويجوز ترك همزه.
وجمعه فؤول كفلس وفلوس.
وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة.
قال العلماء: يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء، والغالب في السرور.
والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء.
قالوا: وقد يستعمل مجازا في السرور.
يقال: تفاءلت بكذا، بالتخفيف، وتفألت بالتشديد، وهو الأصل.
والأول مخفف منه ومقلوب عنه.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا طِيَرَة , وَخَيْرهَا الْفَأْل ) قِيلَ : يَا رَسُول اللَّه وَمَا الْفَأْل ؟ قَالَ : الْكَلِمَة الْحَسَنَة الصَّالِحَة يَسْمَعهَا أَحَدكُمْ ) وَفِي رِوَايَة ( لَا طِيَرَة , وَيُعْجِبنِي الْفَأْل : الْكَلِمَة الْحَسَنَة الْكَلِمَة الطَّيِّبَة ) وَفِي رِوَايَة ( وَأُحِبّ الْفَأْل الصَّالِح ) أَمَّا ( الطِّيَرَة ) فَبِكَسْرِ الطَّاء وَفَتْح الْيَاء عَلَى وَزْن الْعِنَبَة , هَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف فِي رِوَايَة الْحَدِيث وَكُتُب اللُّغَة وَالْغَرِيب , وَحَكَى الْقَاضِي وَابْن الْأَثِير أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ سَكَّنَ الْيَاء , وَالْمَشْهُور الْأَوَّل.
قَالُوا : وَهِيَ مَصْدَر تَطَيَّرَ طِيَرَة قَالُوا : وَلَمْ يَجِيء فِي الْمَصَادِر عَلَى هَذَا الْوَزْن إِلَّا تَطَيَّرَ طِيَرَة , وَتَخَيَّرَ خِيَرَة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة , وَجَاءَ فِي الْأَسْمَاء حَرْفَانِ وَهُمَا شَيْء طِيَبَة أَيْ طَيِّب , وَ ( التِّوَلَة ) بِكَسْرِ التَّاء الْمُثَنَّاة وَضَمّهَا وَهُوَ نَوْع مِنْ السِّحْر , وَقِيلَ : يُشْبِه السِّحْر.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : هُوَ مَا تَتَحَبَّب بِهِ الْمَرْأَة إِلَى زَوْجهَا.
وَ ( التَّطَيُّر ) التَّشَاؤُم , وَأَصْله الشَّيْء الْمَكْرُوه مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل أَوْ مَرْئِيّ , وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِالسَّوَانِحِ وَالْبَوَارِح , فَيُنَفِّرُونَ الظِّبَاء وَالطُّيُور , فَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الْيَمِين تَبَرَّكُوا بِهِ , وَمَضَوْا فِي سَفَرهمْ وَحَوَائِجهمْ , وَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الشِّمَال رَجَعُوا عَنْ سَفَرهمْ وَحَاجَتهمْ , وَتَشَاءَمُوا بِهَا , فَكَانَتْ تَصُدّهُمْ فِي كَثِير مِنْ الْأَوْقَات عَنْ مَصَالِحهمْ , فَنَفَى الشَّرْع ذَلِكَ وَأَبْطَلَهُ , وَنَهَى عَنْهُ , وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِير بِنَفْعٍ وَلَا ضُرّ , فَهَذَا مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا طِيَرَة ) وَفِي حَدِيث آخَر ( الطِّيَرَة شِرْك ) أَيْ اِعْتِقَاد أَنَّهَا تَنْفَع أَوْ تَضُرّ ; إِذْ عَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا مُعْتَقِدِينَ تَأْثِيرهَا , فَهُوَ شِرْك لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لَهَا أَثَرًا فِي الْفِعْل وَالْإِيجَاد.
وَأَمَّا ( الْفَأْل ) فَمَهْمُوز , وَيَجُوز تَرْك هَمْزه , وَجَمْعه فُؤُول كَفَلْسٍ وَفُلُوس , وَقَدْ فَسَّرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ الصَّالِحَة وَالْحَسَنَة وَالطَّيِّبَة.
قَالَ الْعُلَمَاء : يَكُون الْفَأْل فِيمَا يُسِرّ , وَفِيمَا يَسُوء , وَالْغَالِب فِي السُّرُور.
وَالطِّيَرَة لَا تَكُون إِلَّا فِيمَا يَسُوء.
قَالُوا : وَقَدْ يُسْتَعْمَل مَجَازًا فِي السُّرُور , يُقَال : تَفَاءَلْت بِكَذَا بِالتَّخْفِيفِ , وَتَفَأَّلْت بِالتَّشْدِيدِ , وَهُوَ الْأَصْل , وَالْأَوَّل مُخَفَّف مِنْهُ وَمَقْلُوب عَنْهُ.
قَالَ الْعُلَمَاء : وَإِنَّمَا أُحِبّ الْفَأْل لِأَنَّ الْإِنْسَان إِذَا أَمَلَ فَائِدَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله عِنْد سَبَب قَوِيّ أَوْ ضَعِيف فَهُوَ عَلَى خَيْر فِي الْحَال , وَإِنْ غَلِطَ فِي جِهَة الرَّجَاء فَالرَّجَاء لَهُ خَيْر.
وَأَمَّا إِذَا قَطَعَ رَجَاءَهُ وَأَمَلَهُ مِنْ اللَّه تَعَالَى فَإِنَّ ذَلِكَ شَرّ لَهُ , وَالطِّيَرَة فِيهَا سُوء الظَّنّ وَتَوَقُّع الْبَلَاء.
وَمَنْ أَمْثَال التَّفَاؤُل أَنْ يَكُون لَهُ مَرِيض , فَيَتَفَاءَل بِمَا يَسْمَعهُ , فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا سَالِم , أَوْ يَكُون طَالِب حَاجَة فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا وَاجِد , فَيَقَع فِي قَلْبه رَجَاء الْبُرْء أَوْ الْوِجْدَان.
وَاللَّهُ أَعْلَم.
و حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ و حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ح و حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ كِلَاهُمَا عَنْ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَفِي حَدِيثِ عُقَيْلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ سَمِعْتُ وَفِي حَدِيثِ شُعَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ مَعْمَرٌ
عن أبي سلمة، قال: كنت أرى الرؤيا أعرى منها، غير أني لا أزمل، حتى لقيت أبا قتادة فذكرت ذلك له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا م...
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أعتق عبدا بينه وبين آخر، قوم عليه في ماله قيمة عدل، لا وكس، ولا شطط، ثم عتق علي...
حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار من جراء هرة لها، أو هر، ربطت...
عن عمرو بن ميمون، قال: " من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسما...
عن ابن عمر، قال: «ما تركت استلام هذين الركنين اليماني، والحجر، مذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما، في شدة ولا رخاء»
عن عبد الله بن جعفر، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته، قال: وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه،...
عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، أنه سمع عائشة، تقول: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه هتكه وتلون وج...
حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العين حق»
عن أبي هريرة، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها، أو أن تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في صحفتها، فإن الله عز...