5798-
عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طيرة وخيرها الفأل» قيل: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم» عن الزهري، بهذا الإسناد، مثله.
وفي حديث عقيل: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل: سمعت وفي حديث شعيب: قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال: معمر
(لا طيرة) الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، على وزن العنبة.
هذا هو الصحيح المعروف في رواية الحديث وكتب اللغة والغريب.
وحكى القاضي وابن الأثير؛ أن منهم من سكن الياء والمشهور هو الأول.
قالوا: وهي مصدر تطير طيرة قالوا: ولم يجيء في المصادر على هذا الوزن ألا تطير طيرة وتخير خيرة.
وجاء في الأسماء حرفان.
وهما شيء طيبة أي طيب، والتولة، وهو نوع من السحر، وقيل يشبه السحر.
وقال الأصمعي: هو ما تتحبب المرأة به إلى زوجها.
والتطير التشاؤم.
وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي.
وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح، فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم.
وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن حاجتهم وسفرهم وتشاءموا به.
فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا ضر.
فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لا طيرة".
(الفأل) الفأل مهموز ويجوز ترك همزه.
وجمعه فؤول كفلس وفلوس.
وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة.
قال العلماء: يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء، والغالب في السرور.
والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء.
قالوا: وقد يستعمل مجازا في السرور.
يقال: تفاءلت بكذا، بالتخفيف، وتفألت بالتشديد، وهو الأصل.
والأول مخفف منه ومقلوب عنه.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا طِيَرَة , وَخَيْرهَا الْفَأْل ) قِيلَ : يَا رَسُول اللَّه وَمَا الْفَأْل ؟ قَالَ : الْكَلِمَة الْحَسَنَة الصَّالِحَة يَسْمَعهَا أَحَدكُمْ ) وَفِي رِوَايَة ( لَا طِيَرَة , وَيُعْجِبنِي الْفَأْل : الْكَلِمَة الْحَسَنَة الْكَلِمَة الطَّيِّبَة ) وَفِي رِوَايَة ( وَأُحِبّ الْفَأْل الصَّالِح ) أَمَّا ( الطِّيَرَة ) فَبِكَسْرِ الطَّاء وَفَتْح الْيَاء عَلَى وَزْن الْعِنَبَة , هَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف فِي رِوَايَة الْحَدِيث وَكُتُب اللُّغَة وَالْغَرِيب , وَحَكَى الْقَاضِي وَابْن الْأَثِير أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ سَكَّنَ الْيَاء , وَالْمَشْهُور الْأَوَّل.
قَالُوا : وَهِيَ مَصْدَر تَطَيَّرَ طِيَرَة قَالُوا : وَلَمْ يَجِيء فِي الْمَصَادِر عَلَى هَذَا الْوَزْن إِلَّا تَطَيَّرَ طِيَرَة , وَتَخَيَّرَ خِيَرَة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة , وَجَاءَ فِي الْأَسْمَاء حَرْفَانِ وَهُمَا شَيْء طِيَبَة أَيْ طَيِّب , وَ ( التِّوَلَة ) بِكَسْرِ التَّاء الْمُثَنَّاة وَضَمّهَا وَهُوَ نَوْع مِنْ السِّحْر , وَقِيلَ : يُشْبِه السِّحْر.
وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ : هُوَ مَا تَتَحَبَّب بِهِ الْمَرْأَة إِلَى زَوْجهَا.
وَ ( التَّطَيُّر ) التَّشَاؤُم , وَأَصْله الشَّيْء الْمَكْرُوه مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل أَوْ مَرْئِيّ , وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِالسَّوَانِحِ وَالْبَوَارِح , فَيُنَفِّرُونَ الظِّبَاء وَالطُّيُور , فَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الْيَمِين تَبَرَّكُوا بِهِ , وَمَضَوْا فِي سَفَرهمْ وَحَوَائِجهمْ , وَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الشِّمَال رَجَعُوا عَنْ سَفَرهمْ وَحَاجَتهمْ , وَتَشَاءَمُوا بِهَا , فَكَانَتْ تَصُدّهُمْ فِي كَثِير مِنْ الْأَوْقَات عَنْ مَصَالِحهمْ , فَنَفَى الشَّرْع ذَلِكَ وَأَبْطَلَهُ , وَنَهَى عَنْهُ , وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِير بِنَفْعٍ وَلَا ضُرّ , فَهَذَا مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا طِيَرَة ) وَفِي حَدِيث آخَر ( الطِّيَرَة شِرْك ) أَيْ اِعْتِقَاد أَنَّهَا تَنْفَع أَوْ تَضُرّ ; إِذْ عَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا مُعْتَقِدِينَ تَأْثِيرهَا , فَهُوَ شِرْك لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لَهَا أَثَرًا فِي الْفِعْل وَالْإِيجَاد.
وَأَمَّا ( الْفَأْل ) فَمَهْمُوز , وَيَجُوز تَرْك هَمْزه , وَجَمْعه فُؤُول كَفَلْسٍ وَفُلُوس , وَقَدْ فَسَّرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ الصَّالِحَة وَالْحَسَنَة وَالطَّيِّبَة.
قَالَ الْعُلَمَاء : يَكُون الْفَأْل فِيمَا يُسِرّ , وَفِيمَا يَسُوء , وَالْغَالِب فِي السُّرُور.
وَالطِّيَرَة لَا تَكُون إِلَّا فِيمَا يَسُوء.
قَالُوا : وَقَدْ يُسْتَعْمَل مَجَازًا فِي السُّرُور , يُقَال : تَفَاءَلْت بِكَذَا بِالتَّخْفِيفِ , وَتَفَأَّلْت بِالتَّشْدِيدِ , وَهُوَ الْأَصْل , وَالْأَوَّل مُخَفَّف مِنْهُ وَمَقْلُوب عَنْهُ.
قَالَ الْعُلَمَاء : وَإِنَّمَا أُحِبّ الْفَأْل لِأَنَّ الْإِنْسَان إِذَا أَمَلَ فَائِدَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله عِنْد سَبَب قَوِيّ أَوْ ضَعِيف فَهُوَ عَلَى خَيْر فِي الْحَال , وَإِنْ غَلِطَ فِي جِهَة الرَّجَاء فَالرَّجَاء لَهُ خَيْر.
وَأَمَّا إِذَا قَطَعَ رَجَاءَهُ وَأَمَلَهُ مِنْ اللَّه تَعَالَى فَإِنَّ ذَلِكَ شَرّ لَهُ , وَالطِّيَرَة فِيهَا سُوء الظَّنّ وَتَوَقُّع الْبَلَاء.
وَمَنْ أَمْثَال التَّفَاؤُل أَنْ يَكُون لَهُ مَرِيض , فَيَتَفَاءَل بِمَا يَسْمَعهُ , فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا سَالِم , أَوْ يَكُون طَالِب حَاجَة فَيَسْمَع مَنْ يَقُول : يَا وَاجِد , فَيَقَع فِي قَلْبه رَجَاء الْبُرْء أَوْ الْوِجْدَان.
وَاللَّهُ أَعْلَم.
و حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ و حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ح و حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ كِلَاهُمَا عَنْ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَفِي حَدِيثِ عُقَيْلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ سَمِعْتُ وَفِي حَدِيثِ شُعَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ مَعْمَرٌ
عن أنس، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل: الكلمة الحسنة، الكلمة الطيبة "
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل» قال قيل: وما الفأل؟ قال: «الكلمة الطيبة»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى، ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى، ولا هامة، ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح»
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشؤم في الدار، والمرأة، والفرس»
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى ولا طيرة وإنما الشؤم في ثلاثة: المرأة، والفرس، والدار " عن سالم، عن أبيه، عن النبي...
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن يكن من الشؤم شيء حق، ففي الفرس، والمرأة، والدار» حدثنا شعبة، بهذا الإسناد مثله، ولم يقل: حق
عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس، والمسكن، والمرأة»
عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كان، ففي المرأة والفرس والمسكن» - يعني الشؤم - عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم بم...