حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب السلام  باب قتل الحيات وغيرها (حديث رقم: 5839 )


5839- عن أبي السائب، مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته، قال: فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها، فأشار إلي أن اجلس فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم، قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس، قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك قريظة، فأخذ الرجل سلاحه، ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى، قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال: «استغفروا لصاحبكم» ثم قال: «إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا، فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك، فاقتلوه، فإنما هو شيطان» عن أسماء بن عبيد، يحدث، عن رجل يقال له السائب وهو عندنا أبو السائب، قال: دخلنا على أبي سعيد الخدري، فبينما نحن جلوس إذ سمعنا تحت سريره حركة، فنظرنا فإذا حية، وساق الحديث بقصته نحو حديث مالك عن صيفي، وقال فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر» وقال لهم: «اذهبوا فادفنوا صاحبكم»

أخرجه مسلم


(عراجين) أراد بها الأعواد التي في سقف البيت، شبهها بالعراجين والعراجين مفرده عرجون: وهو العود الأصفر الذي فبه شماريخ العذق.
وهو فعلون، من الانعراج والانعطاف.
والواو والنون زائدتان.
(بأنصاف النهار) أي منتصفه.
وكأنه وقت لآخر النصف الأول وأول النصف الثاني.
فجمعه.
(فآذنوه) هو من الإيذان، بمعنى الإعلام.
(فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه) قال العلماء: معناه وإذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيت، ولا ممن أسلم من الجن، بل هو شيطان.
فلا حرمة عليكم فاقتلوه.
ولن يجعل الله له سبيلا للانتصار عليكم.
(فحرجوا عليها) قال ابن الأثير: هو أن يقول لها: أنت في حرج، أي في ضيق، إن عدت إلينا.
فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل.

شرح حديث (إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْصَافِ النَّهَار فَيَرْجِع إِلَى أَهْله ) ‏ ‏قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا الِاسْتِئْذَان اِمْتِثَال لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ } وَ ( أَنْصَاف النَّهَار ) بِفَتْحِ الْهَمْزَة أَيْ مُنْتَصَفه , وَكَأَنَّهُ وَقْت لِآخِرِ النِّصْف الْأَوَّل وَأَوَّل النِّصْف الثَّانِي , فَجَمْعه كَمَا قَالُوا : ظُهُور التُّرْسَيْنِ.
وَأَمَّا رُجُوعه إِلَى أَهْله فَلِيُطَالِع حَالهمْ , وَيَقْضِي حَاجَتهمْ , وَيُؤْنِس اِمْرَأَته , فَإِنَّهَا كَانَتْ عَرُوسًا كَمَا ذَكَرَ فِي الْحَدِيث.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَأْذَنُوهُ ثَلَاثَة أَيَّام , فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْد ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ , فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان ) ‏ ‏قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ وَإِذَا لَمْ يَذْهَب بِالْإِنْذَارِ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَوَامِر الْبُيُوت , وَلَا مِمَّنْ أَسْلَمَ مِنْ الْجِنّ , بَلْ هُوَ شَيْطَان , فَلَا حُرْمَة عَلَيْكُمْ فَاقْتُلُوهُ , وَلَنْ يَجْعَل اللَّه لَهُ سَبِيلًا لِلِانْتِصَارِ عَلَيْكُمْ بِثَأْرِهِ , بِخِلَافِ الْعَوَامِر وَمَنْ أَسْلَمَ.
اللَّه أَعْلَم.


حديث استغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَيْفِيٍّ ‏ ‏وَهُوَ عِنْدَنَا مَوْلَى ‏ ‏ابْنِ أَفْلَحَ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏أَبُو السَّائِبِ ‏ ‏مَوْلَى ‏ ‏هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ ‏ ‏أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏فِي بَيْتِهِ قَالَ فَوَجَدْتُهُ ‏ ‏يُصَلِّي فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِيَ صَلَاتَهُ فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي ‏ ‏عَرَاجِينَ ‏ ‏فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ فَوَثَبْتُ لِأَقْتُلَهَا فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنْ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ فَقَالَ أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ قَالَ فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏الْخَنْدَقِ ‏ ‏فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏خُذْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ فَإِنِّي ‏ ‏أَخْشَى عَلَيْكَ ‏ ‏قُرَيْظَةَ ‏ ‏فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً ‏ ‏فَأَهْوَى ‏ ‏إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ فَقَالَتْ لَهُ ‏ ‏اكْفُفْ ‏ ‏عَلَيْكَ رُمْحَكَ وَادْخُلْ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي فَدَخَلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ ‏ ‏فَأَهْوَى ‏ ‏إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ ‏ ‏فَانْتَظَمَهَا ‏ ‏بِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمْ الْفَتَى قَالَ فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَقُلْنَا ادْعُ اللَّهَ يُحْيِيهِ لَنَا فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ ثُمَّ قَالَ ‏ ‏إِنَّ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا ‏ ‏فَآذِنُوهُ ‏ ‏ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ‏ ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَسْمَاءَ بْنَ عُبَيْدٍ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ ‏ ‏السَّائِبُ ‏ ‏وَهُوَ عِنْدَنَا ‏ ‏أَبُو السَّائِبِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏دَخَلْنَا عَلَى ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ إِذْ سَمِعْنَا تَحْتَ سَرِيرِهِ حَرَكَةً فَنَظَرْنَا فَإِذَا حَيَّةٌ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ ‏ ‏نَحْوَ حَدِيثِ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏صَيْفِيٍّ ‏ ‏وَقَالَ فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ ‏ ‏عَوَامِرَ ‏ ‏فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا ‏ ‏فَحَرِّجُوا ‏ ‏عَلَيْهَا ثَلَاثًا فَإِنْ ذَهَبَ وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ وَقَالَ لَهُمْ اذْهَبُوا فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

إن بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا فمن رأى شيئا من...

عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعته قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا،...

أن النبي ﷺ أمر بقتل الأوزاغ

عن أم شريك، أن النبي صلى الله عليه وسلم «أمرها بقتل الأوزاغ» وفي حديث ابن أبي شيبة أمر

حديث أم شريك أنها استأمرت النبي ﷺ في قتل الوزغان

عن أم شريك، أنها استأمرت النبي صلى الله عليه وسلم، في قتل الوزغان «فأمر بقتلها» وأم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي اتفق لفظ حديث ابن أبي خلف، وعبد بن...

أن النبي ﷺ أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا

عن عامر بن سعد، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم «أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا»

أن رسول الله ﷺ قال للوزغ الفويسق

عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للوزغ الفويسق» زاد حرملة: قالت: ولم أسمعه أمر بقتله

حديث فضل من قتل وزغة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، لدون ا...

حديث النهي عن قتل النمل

عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن نملة قرصت نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة...

نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجها...

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر بها، فأحرقت فأوحى الله إ...

قال رسول الله ﷺ نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغ...

عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نزل نبي من الأنب...