6074- عن ابن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب؟ فقال: «لم يبلغ الخضاب كان في لحيته شعرات بيض» قال قلت له: أكان أبو بكر يخضب؟ قال فقال: نعم، بالحناء والكتم "
(الكتم) هو نبات يصبغ به الشعر، يكسر بياضه أو حمرته إلى الدهمة.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( سَأَلْت أَنَس بْن مَالِك : هَلْ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَضَبَ ؟ فَقَالَ : لَمْ يَبْلُغ الْخِضَاب , كَانَ فِي لِحْيَته شَعَرَات بِيض ) وَفِي رِوَايَة : ( لَمْ يَرَ مِنْ الشَّيْب إِلَّا قَلِيلًا ) , وَفِي رِوَايَة : ( لَوْ شِئْت أَنْ أَعُدَّ شَمَطَات كُنَّ فِي رَأْسه , وَلَمْ يَخْضِبْ ) , وَفِي رِوَايَة : ( لَمْ يَخْضِب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي عَنْفَقَتِهِ , وَفِي الصُّدْغَيْنِ , وَفِي الرَّأْس نَبْذ ).
وَفِي رِوَايَة : ( مَا شَانَهُ اللَّه بِبَيْضَاء ).
وَفِي رِوَايَة أَبِي جُحَيْفَةَ : ( رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ مِنْهُ بَيْضَاء ) , وَوَضَعَ الرَّاوِي بَعْض أَصَابِعه عَلَى عَنْفَقَته.
وَفِي رِوَايَة لَهُ : ( رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَض قَدْ شَابَ ).
وَفِي رِوَايَة جَابِر بْن سَمُرَة ( أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَيْب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : كَانَ إِذَا دَهَنَ رَأْسه لَمْ يُرَ مِنْهُ شَيْءٌ , وَإِذَا لَمْ يَدْهُنْ رُئِيَ مِنْهُ ).
وَفِي رِوَايَة لَهُ : ( كَانَ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّم رَأْسه وَلِحْيَته ).
وَفِي رِوَايَة لِأَنَسٍ : " يُعَدُّ عَدًّا , تُوُفِّيَ وَلَيْسَ فِي رَأْسه وَلِحْيَته عِشْرُونَ شَعْرَة بَيْضَاء.
وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمَة أَنَّهَا أَخْرَجَتْ لَهُمْ شَعَرَات مِنْ شَعْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرًا مَخْضُوبَة بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَم.
قَالَ الْقَاضِي : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء هَلْ خَضَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا ؟ فَمَنَعَهُ الْأَكْثَرُونَ بِحَدِيثِ أَنَس , وَهُوَ مَذْهَب مَالِك.
وَقَالَ بَعْض الْمُحَدِّثِينَ : خَضَبَ لِحَدِيثِ أُمّ سَلَمَة هَذَا , وَلِحَدِيثِ اِبْن عُمَر أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغ بِالصُّفْرَةِ.
قَالَ : وَجَمَعَ بَعْضهمْ بَيْن الْأَحَادِيث بِمَا أَشَارَ إِلَيْهِ فِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة مِنْ كَلَامِ أَنَس فِي قَوْله : فَقَالَ مَا أَدْرِي فِي هَذَا الَّذِي يُحَدِّثُونَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَيْء مِنْ الطِّيب الَّذِي كَانَ يُطَيِّبُ بِهِ شَعْره , لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَعْمِلُ الطِّيب كَثِيرًا , وَهُوَ يُزِيلُ سَوَاد الشَّعْر.
فَأَشَارَ أَنَس إِلَى أَنَّ تَغْيِير ذَلِكَ لَيْسَ بِصَبْغٍ , وَإِنَّمَا هُوَ لِضَعْفِ لَوْن سَوَاده بِسَبَبِ الطِّيب.
قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنَّ تِلْكَ الشَّعَرَات تَغَيَّرَتْ بَعْده لِكَثْرَةِ تَطْيِيب أُمّ سَلَمَة لَهَا إِكْرَامًا.
هَذَا آخِر كَلَام الْقَاضِي.
وَالْمُخْتَار أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبَغَ فِي وَقْت , وَتَرَكَهُ فِي مُعْظَم الْأَوْقَات , فَأَخْبَرَ كُلٌّ بِمَا رَأَى , وَهُوَ صَادِق وَهَذَا التَّأْوِيل كَالْمُتَعَيِّنِ , فَحَدِيث اِبْن عُمَر فِي الصَّحِيحَيْنِ , وَلَا يُمْكِنُ تَرْكه , وَلَا تَأْوِيل لَهُ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَأَمَّا اِخْتِلَاف الرِّوَايَة فِي قَدْر شَيْبه فَالْجَمْع بَيْنهَا أَنَّهُ رَأَى شَيْئًا يَسِيرًا , فَمَنْ أَثْبَتَ شَيْبه أَخْبَرَ عَنْ ذَلِكَ الْيَسِير , وَمَنْ نَفَاهُ أَرَادَ أَنَّهُ لَمْ يَكْثُرْ فِيهِ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : لَمْ يَشْتَدَّ الشَّيْب أَيْ لَمْ يَكْثُرْ , وَلَمْ يَخْرُجْ شَعْره عَنْ سَوَاده وَحُسْنه.
كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( لَمْ يُرَ مِنْ الشَّيْب إِلَّا قَلِيلًا ).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَضَبَ فَقَالَ لَمْ يَبْلُغْ الْخِضَابَ كَانَ فِي لِحْيَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْضِبُ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ
عن محمد بن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «إنه لم ير من الشيب إلا قليلا»
حدثنا ثابت، قال: سئل أنس بن مالك عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «لو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه فعلت»، وقال: لم يختضب «وقد اختضب أبو بكر بالح...
عن أنس بن مالك، قال: " يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته، قال: ولم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما كان البياض في عنفقته وفي ال...
عن أنس: " أنه سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما شانه الله ببيضاء "
عن أبي جحيفة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، «هذه منه بيضاء، ووضع زهير بعض أصابعه على عنفقته» قيل له: مثل من أنت يومئذ؟ فقال: «أبري النبل وأر...
عن أبي جحيفة، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب كان الحسن بن علي يشبهه» عن إسماعيل، عن أبي جحيفة، بهذا ولم يقولوا: أبيض قد شاب
عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيء، وإذا لم يدهن رئي منه»
عن جابر بن سمرة، يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية، ف...
عن جابر بن سمرة، قال: «رأيت خاتما في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه بيضة حمام» أخبرنا حسن بن صالح، عن سماك، بهذا الإسناد مثله