6095- عن عمرو، قال: قلت لعروة: " كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة؟ قال: عشرا، قلت: فإن ابن عباس يقول: بضع عشرة " قال: فغفره، وقال إنما أخذه من قول الشاعر
(فغفره) معناه دعا له بالمغفرة، فقال: غفر الله له.
وهذه اللفظة يقولونها غالبا لمن غلط في شئ.
فكأنه قال: أخطأ، غفر الله له.
(أخذه من قول الشاعر) الشاعر هو أبو قيس صرمة بن أبي أنس حيث يقول:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر، لو يلقى، خليلا مواتيا.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( قُلْت لِعُرْوَة : كَمْ لَبِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة ؟ قَالَ : عَشْرًا قُلْت : فَإِنَّ اِبْن عَبَّاس يَقُول : بِضْع عَشْرَة.
قَالَ : فَغَفَرَهُ وَقَالَ : إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْل الشَّاعِر ) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نُسَخ بِلَادنَا : ( فَغَفَّرَهُ ) بَالِغَيْنِ وَالْفَاء , وَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ رِوَايَة الْجُلُودِيّ , وَمَعْنَاهُ دَعَا لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ , فَقَالَ : غَفَرَ اللَّه لَهُ , وَهَذِهِ اللَّفْظَة يَقُولُونَهَا غَالِبًا لِمَنْ غَلِطَ فِي شَيْء , فَكَأَنَّهُ قَالَ : أَخْطَأَ غَفَرَ اللَّه لَهُ.
قَالَ الْقَاضِي : وَفِي رِوَايَة اِبْن مَاهَان : ( فَصَغَّرَهُ ) بِصَادٍ ثُمَّ غَيْن أَيْ اِسْتَصْغَرَهُ عَنْ مَعْرِفَته هَذَا , وَإِدْرَاكه ذَلِكَ , وَضَبْطه , وَإِنَّمَا أَسْنَدَ فِيهِ إِلَى قَوْل الشَّاعِر , وَلَيْسَ لَهُ عِلْم بِذَلِكَ , وَيُرَجِّحُ الْقَاضِي هَذَا الْقَوْل.
قَالَ : وَالشَّاعِر هُوَ أَبُو قَيْس صِرْمَة بْن أَبِي أَنَس حَيْثُ يَقُولُ : ثَوَى فِي قُرَيْش بِضْع عَشْرَة حُجَّة يَذْكُرُ لَوْ يَلْقَى خَلِيلًا مُوَاتِيًا وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الْبَيْت فِي بَعْض نُسَخ صَحِيح مُسْلِم , وَلَيْسَ هُوَ فِي عَامَّتهَا.
قُلْت : وَأَبُو قَيْس هَذَا هُوَ صِرْمَة بْن أَبِي أَنَس بْن مَالِك بْن عَدِيّ بْن عَامِر بْن غَنَم بْن عَدِيّ بْن النَّجَّار الْأَنْصَارِيّ.
هَكَذَا نَسَبَهُ اِبْن إِسْحَاق.
قَالَ : كَانَ قَدْ تَرَهَّبَ فِي الْجَاهِلِيَّة , وَلَبِسَ الْمُسُوح , وَفَارَقَ الْأَوْثَان , وَاغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَة , وَاِتَّخَذَ بَيْتًا لَهُ مَسْجِدًا لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ حَائِض , وَلَا جُنُب , وَقَالَ : أَعْبُدُ رَبّ إِبْرَاهِيم.
فَلَمَّا قَدَمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة أَسْلَمَ , فَحَسُنَ إِسْلَامه , وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ , وَكَانَ قَوَّالًا بِالْحَقِّ , وَكَانَ مُعَظِّمًا لِلَّهِ تَعَالَى فِي الْجَاهِلِيَّة , يَقُولُ الشِّعْر فِي تَعْظِيمه سُبْحَانه وَتَعَالَى.
و حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ قُلْتُ لِعُرْوَةَ كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَالَ عَشْرًا قُلْتُ فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ بِضْعَ عَشْرَةَ قَالَ فَغَفَّرَهُ وَقَالَ إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ
عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، «مكث بمكة ثلاث عشرة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين»
عن ابن عباس، قال: «أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، وبالمدينة عشرا ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة»
عن أبي إسحاق، قال: كنت جالسا مع عبد الله بن عتبة، فذكروا سني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بعض القوم كان أبو بكر أكبر من رسول الله صلى الله عليه...
عن جرير، أنه سمع معاوية، يخطب فقال: «مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وعمر وأنا ابن ثلاث وستين»
عن عمار، مولى بني هاشم، قال: سألت ابن عباس: كم أتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات؟ فقال: ما كنت أحسب مثلك من قومه يخفى عليه ذاك، قال قلت: إني ق...
حدثنا ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، «توفي وهو ابن خمس وستين» حدثنا ابن علية، عن خالد، بهذا الإسناد
عن ابن عباس، قال: «أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة، يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين، ولا يرى شيئا وثمان سنين يوحى إليه، وأقام بالمد...
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي، الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس...
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا ال...