6536- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا»
(إياكم والظن) المراد النهي عن ظن السوء.
قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه، دون ما يهجس في النفس، فإن ذلك لا يملك.
ومراد الخطابي أن المحرم في الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه، دون ما يعرض في القلب ولا يستقر.
فإن هذا لا يكلف به.
(ولا تحسسوا ولا تجسسوا) قال العلماء: التحسس الاستماع لحديث القوم.
والتجسس البحث عن العورات.
وقيل هو التفتيش عن بواطن الأمور.
وأكثر ما يقال في الشر.
والجاسوس صاحب سر الشر.
والناموس صاحب سر الخير.
(ولا تنافسوا) المنافسة والتنافس معناهما الرغبة في الشيء وفي الانفراد به.
ونافسته منافسة إذا رغبت فيما رغب فيه.
وقيل: معنى الحديث التباري في الرغبة في الدنيا وأسبابها وحظوظها.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنّ ; فَإِنَّ الظَّنّ أَكْذَب الْحَدِيث ) الْمُرَاد النَّهْي عَنْ ظَنِّ السُّوء.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ تَحْقِيق الظَّنّ وَتَصْدِيقه دُون مَا يَهْجِس فِي النَّفْس ; فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُمْلَك.
وَمُرَاد الْخَطَّابِيِّ أَنَّ الْمُحَرَّم مِنْ الظَّنّ مَا يَسْتَمِرّ صَاحِبه عَلَيْهِ , وَيَسْتَقِرّ فِي قَلْبه , دُون مَا يَعْرِض فِي الْقَلْب , وَلَا يَسْتَقِرّ ; فَإِنَّ هَذَا لَا يُكَلَّف بِهِ كَمَا سَبَقَ فِي حَدِيث " تَجَاوَزَ اللَّه تَعَالَى عَمَّا تَحَدَّثَتْ بِهِ الْأُمَّة مَا لَمْ تَتَكَلَّم أَوْ تَعْمِد " وَسَبَقَ تَأْوِيله عَلَى الْخَوَاطِر الَّتِي لَا تَسْتَقِرّ - وَنَقَلَ الْقَاضِي عَنْ سُفْيَان أَنَّهُ قَالَ : الظَّنّ الَّذِي يَأْثَم بِهِ هُوَ مَا ظَنَّهُ وَتَكَلَّمَ بِهِ , فَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّم لَمْ يَأْثَم.
قَالَ : وَقَالَ بَعْضهمْ : يُحْتَمَل أَنَّ الْمُرَاد الْحُكْم فِي الشَّرْع بِظَنٍّ مُجَرَّد مِنْ غَيْر بِنَاء عَلَى أَصْل وَلَا نَظَر وَاسْتِدْلَال , وَهَذَا ضَعِيف أَوْ بَاطِل , وَالصَّوَاب الْأَوَّل.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا ) الْأَوَّل بِالْحَاءِ , وَالثَّانِي الْجِيم.
قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : ( التَّحَسُّس ) بِالْحَاءِ الِاسْتِمَاع لِحَدِيثِ الْقَوْم , وَالْجِيم الْبَحْث عَنْ الْعَوْرَات.
وَقِيلَ : بِالْجِيمِ التَّفْتِيش عَنْ بَوَاطِن الْأُمُور , وَأَكْثَر مَا يُقَال فِي الشَّرّ , وَالْجَاسُوس صَاحِب سِرّ الشَّرّ , وَالنَّامُوس صَاحِب سِرّ الْخَيْر.
وَقِيلَ : بِالْجِيمِ أَنْ تَطْلُبهُ لِغَيْرِك , وَبِالْحَاءِ أَنْ تَطْلُبهُ لِنَفْسِك.
قَالَهُ ثَعْلَب : وَقِيلَ : هُمَا بِمَعْنًى.
وَهُوَ طَلَب مَعْرِفَة الْأَخْبَار الْغَائِبَة وَالْأَحْوَال.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا ) قَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْحَسَد تَمَنِّي زَوَال النِّعْمَة , وَأَمَّا الْمُنَافَسَة وَالتَّنَافُس فَمَعْنَاهُمَا الرَّغْبَة فِي الشَّيْء , وَفِي الِانْفِرَاد بِهِ , وَنَافَسْته مُنَافَسَة إِذَا رَغِبْت فِيمَا رَغِبَ.
وَقِيلَ : مَعْنَى الْحَدِيث التَّبَارِي فِي الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا وَأَسْبَابهَا وَحُظُوظهَا.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تهجروا، ولا تدابروا، ولا تحسسوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا»عن الأعمش،...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانا»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إ...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه...
عن أبي صالح، سمع أبا هريرة، رفعه مرة قال: " تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم، لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرأ...
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدا بينه وب...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول يوم القيامة: «أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»