6754- عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه»، قال عبد في روايته: ابن طاوس، عن أبيه، سمعت ابن عباس
(إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى) معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنى.
فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام.
ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله.
أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها.
أو بالمشي بالرجل إلى الزنى أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك.
أو بالفكر بالقلب.
فكل هذه أنواع من الزنى المجازي.
والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه.
معناه أنه قد يحقق الزنى بالفرج وقد لا يحققه.
بأن لا يولج الفرج في الفرج وإن قارب ذلك.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( مَا رَأَيْت أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّه كَتَبَ عَلَى اِبْن آدَم حَظّه مِنْ الزِّنَا , أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَة , فَزِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَر , وَزِنَا اللِّسَان النُّطْق وَالنَّفْس تَمَنَّى وَتَشْتَهِي , وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبهُ ) وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ( كُتِبَ عَلَى اِبْن آدَم نَصِيبه مِنْ الزِّنَا , مُدْرِك ذَلِكَ لَا مَحَالَة ; فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَر , وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاع , وَاللِّسَان زِنَاهُ الْكَلَام , وَالْيَد زِنَاهَا الْبَطْش , وَالرِّجْل زِنَاهَا الْخُطَى , وَالْقَلْب يَهْوَى وَيَتَمَنَّى , وَيُصَدِّق ذَلِكَ الْفَرْج وَيُكَذِّبهُ ) مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ اِبْن آدَم قُدِّرَ عَلَيْهِ نَصِيب مِنْ الزِّنَا , فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُون زِنَاهُ حَقِيقِيًّا بِإِدْخَالِ الْفَرْج فِي الْفَرْج الْحَرَام , وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُون زِنَاهُ مَجَازًا بِالنَّظَرِ الْحَرَام أَوْ الِاسْتِمَاع إِلَى الزِّنَا وَمَا يَتَعَلَّق بِتَحْصِيلِهِ , أَوْ بِالْمَسِّ بِالْيَدِ بِأَنْ يَمَسّ أَجْنَبِيَّة بِيَدِهِ , أَوْ يُقَبِّلهَا , أَوْ بِالْمَشْيِ بِالرِّجْلِ إِلَى الزِّنَا , أَوْ النَّظَر , أَوْ اللَّمْس , أَوْ الْحَدِيث الْحَرَام مَعَ أَجْنَبِيَّة , وَنَحْو ذَلِكَ , أَوْ بِالْفِكْرِ بِالْقَلْبِ.
فَكُلّ هَذِهِ أَنْوَاع مِنْ الزِّنَا الْمَجَازِيّ , وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ كُلّه أَوْ يُكَذِّبهُ.
مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ يُحَقِّق الزِّنَا بِالْفَرْجِ , وَقَدْ لَا يُحَقِّقهُ بِأَلَّا يُولِج الْفَرْج فِي الْفَرْج , وَإِنْ قَارَبَ ذَلِكَ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
وَأَمَّا قَوْل اِبْن عَبَّاس : ( مَا رَأَيْت شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة ) , فَمَعْنَاهُ تَفْسِير قَوْله تَعَالَى : { الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَّا اللَّمَم إِنَّ رَبّك وَاسِع الْمَغْفِرَة } وَمَعْنَى الْآيَة وَاَللَّه أَعْلَم الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ الْمَعَاصِي غَيْر اللَّمَم يَغْفِر لَهُمْ اللَّمَم كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّر عَنْكُمْ سَيِّئَاتكُمْ } فَمَعْنَى الْآيَتَيْنِ أَنَّ اِجْتِنَاب الْكَبَائِر يُسْقِط الصَّغَائِر , وَهِيَ اللَّمَم.
وَفَسَّرَهُ اِبْن عَبَّاس بِمَا فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ النَّظَر وَاللَّمْس وَنَحْوهمَا , وَهُوَ كَمَا قَالَ.
هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي تَفْسِير اللَّمَم , وَقِيلَ : أَنْ يُلِمّ بِالشَّيْءِ وَلَا يَفْعَلهُ , وَقِيلَ : الْمَيْل إِلَى الذَّنْب.
وَلَا يُصِرّ عَلَيْهِ , وَقِيلَ غَيْر ذَلِكَ مِمَّا لَيْسَ بِظَاهِرٍ.
وَأَصْل اللَّمَم وَالْإِلْمَام الْمَيْل إِلَى الشَّيْء وَطَلَبَهُ مِنْ غَيْر مُدَاوَمَة وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَاللَّفْظُ لِإِسْحَقَ قَالَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ قَالَ عَبْدٌ فِي رِوَايَتِهِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، و...
عن أبي هريرة، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهي...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة» ثم يقول: اقرءوا: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه» فقال رجل: يا رسول الله أرأيت...
حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر أحاديث منها - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يولد يولد على هذه الفطرة، فأبواه يهودانه...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «كل إنسان تلده أمه على الفطرة، وأبواه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه، فإن كانا مسلمين، فمسلم كل إنس...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن أولاد المشركين فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» حدثنا معقل وهو ابن عبيد الله، كلهم عن الزهري،...
عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أطفال المشركين من يموت منهم صغيرا، فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين»
عن ابن عباس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أطفال المشركين، قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم»