6871- عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يدعو بهؤلاء الدعوات: «اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم فإني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم»حدثنا أبو معاوية، ووكيع، عن هشام، بهذا الإسناد
(من شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر) لأنهما حالتان تخشى الفتنة فيهما بالتسخط وقلة الصبر، والوقوع في حرام أو شبهة للحاجة.
ويخاف، في الغنى، من الأشر والبطر والبخل بحقوق المال، أو إنفاقه في إسراف، أو في باطل، أو في مفاخر.
(الكسل) هو عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة، مع إمكانه.
(الهرم) المراد به الاستعاذة من الرد إلى أرذل العمر.
وسبب ذلك ما فيه من الخرف واختلال العقل والحواس والضبط والفهم، وتشويه بعض النظر، والعجز عن كثير من الطاعات والتساهل في بعضها.
(المغرم) أما استعاذته صلى الله عليه وسلم من المغرم، وهو الدين، فقد فسره صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابقة؛ أن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف.
ولأنه قد يمطل المدين صاحب الدين، ولأنه قد يشتغل به قلبه.
وربما مات قبل وفائه فبقيت ذمته مرتهنة به.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
اِسْتِعَاذَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِتْنَة الْغِنَى وَفِتْنَة الْفَقْر ; فَلِأَنَّهُمَا حَالَتَانِ تُخْشَى الْفِتْنَة فِيهِمَا بِالتَّسَخُّطِ وَقِلَّة الصَّبْر , وَالْوُقُوع فِي حَرَام أَوْ شُبْهَة لِلْحَاجَةِ , وَيُخَاف فِي الْغِنَى مِنْ الْأَشَر وَالْبَطَر وَالْبُخْل بِحُقُوقِ الْمَال , أَوْ إِنْفَاقه فِي إِسْرَاف وَفِي بَاطِل , أَوْ فِي مَفَاخِر.
وَأَمَّا ( الْكَسَل ) : فَهُوَ عَدَم اِنْبِعَاث النَّفْس لِلْخَيْرِ , وَقِلَّة الرَّغْبَة مَعَ إِمْكَانه.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا اِسْتَعَاذَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْفَقْر الَّذِي هُوَ فَقْر النَّفْس لَا قِلَّة الْمَال.
قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ تَكُون اِسْتِعَاذَته مِنْ فَقْر الْمَال , وَالْمُرَاد الْفِتْنَة فِي عَدَم اِحْتِمَاله وَقِلَّة الرِّضَا بِهِ , وَلِهَذَا قَالَ : فِتْنَة الْقَبْر , وَلَمْ يَقُلْ : الْفَقْر , وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيث كَثِيرَة فِي الصَّحِيح بِفَضْلِ الْفَقْر , وَأَمَّا اِسْتِعَاذَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَغْرَم , وَهُوَ الدَّيْن , فَقَدْ فَسَّرَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَحَادِيث السَّابِقَة فِي كِتَاب الصَّلَاة أَنَّ الرَّجُل إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ , وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ , وَلِأَنَّهُ قَدْ يَمْطُل الْمَدِين صَاحِب الدَّيْن , وَلِأَنَّهُ قَدْ يَشْتَغِل بِهِ قَلْبه , وَرُبَّمَا مَاتَ قَبْل وَفَائِهِ , فَبَقِيَتْ ذِمَّته مُرْتَهَنَة بِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ و حَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ
حدثنا أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، و...
عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو بهؤلاء الدعوات: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات»
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، «كان يتعوذ من سوء القضاء، ومن درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، ومن جهد البلاء»، قال عمرو في حديثه: قال سفيان:...
عن خولة بنت حكيم السلمية، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى...
عن خولة بنت حكيم السلمية، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إذا نزل أحدكم منزلا، فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا ي...
عن أبي هريرة، أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال: " أما لو قلت، حين أمسيت: أعوذ بكلم...
عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا أخذت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إ...
عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر رجلا إذا أخذ مضجعه من الليل أن يقول: «اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إلي...
عن البراء، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أخذ مضجعه قال: «اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت» وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، و...