7345- عن عبد الله، قال: كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمر بابن صياد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد خبأت لك خبأ» فقال: دخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اخسأ، فلن تعدو قدرك»، فقال عمر: يا رسول الله، دعني فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعه، فإن يكن الذي تخاف لن تستطيع قتله»
(خبيئا) هكذا هو في معظم النسخ: خبيئا.
وهكذا نقله القاضي عن جمهور رواة مسلم: خبيئا.
وفي بعض النسخ: خبأ وكلاهما صحيح.
(دخ) هي لغة في الدخان.
وحكى صاحب نهاية الغريب فيه فتح الدال وضمها.
والمشهور في كتب اللغة والحديث ضمها فقط.
والجمهور على أن المراد بالدخ هنا الدخان، وأنها لغة فيه.
وخالفهم الخطابي فقال: لا معنى للدخان هنا لأنه ليس مما يخبأ في كف أو كم، كما قال.
بل الدخ بيت موجود بين النخيل والبساتين.
قال: إلا أن يكون معنى خبأت أضمرت لك اسم الدخان، فيجوز.
والصحيح المشهور أنه صلى الله عليه وسلم أضمر له آية الدخان، وهي قوله تعالى: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين.
قال القاضي: وأصح الأقوال أنه لم يهتد من الآية التي أضمرها النبي صلى الله عليه وسلم إلا لهذا اللفظ الناقص.
على عادة الكهان إذا ألقى الشيطان إليهم، بقدر ما يخطف، قبل أن يدركه الشهاب.
ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك.
أي القدر الذي يدرك الكهان من الاهتداء إلى بعض الشيء، وما لا يتبين منه حقيقته، ولا يصل به إلى بيان وتحقيق أمور الغيب.
(اخسأ) أي اقعد.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَبَّأْت لَك خَبِيئًا ) هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم النُّسَخ , وَهَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ جُمْهُور رُوَاة مُسْلِم : ( خَبِيئًا ) بِبَاءٍ مُوَحَّدَة مَكْسُورَة ثُمَّ مُثَنَّاة.
وَفِي بَعْض النُّسَخ , ( خَبَّأَ ) بِمُوَحَّدَةٍ فَقَطْ سَاكِنَة , وَكِلَاهُمَا صَحِيح.
قَوْله : ( هُوَ الدُّخّ ) هُوَ بِضَمِّ الدَّال وَتَشْدِيد الْخَاء , وَهِيَ لُغَة فِي الدُّخَان كَمَا قَدَّمْنَاهُ.
وَحَكَى صَاحِب نِهَايَة الْغَرِيب فِيهِ فَتْح الدَّال وَضَمّهَا , وَالْمَشْهُور فِي كُتُب اللُّغَة وَالْحَدِيث ضَمّهَا فَقَطْ , وَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالدُّخِّ هُنَا الدُّخَان , وَأَنَّهَا لُغَة فِيهِ.
وَخَالَفَهُمْ الْخَطَّابِيُّ فَقَالَ : لَا مَعْنَى لِلدُّخَانِ هُنَا ; لِأَنَّهُ لَيْسَ مَا يُخَبَّأ فِي كَفّ أَوْ كُمّ كَمَا قَالَ , بَلْ الدُّخّ بَيْت مَوْجُود بَيْن النَّخِيل وَالْبَسَاتِين قَالَ : إِلَّا أَنْ يَكُون مَعْنَى خَبَّأْت أَضْمَرْت لَك اِسْم الدُّخَان فَيَجُوز وَالصَّحِيح الْمَشْهُور أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَضْمَرَ لَهُ آيَة الدُّخَان , وَهِيَ قَوْله تَعَالَى : { فَارْتَقِبْ يَوْم تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُبِين } قَالَ الْقَاضِي : قَالَ الدَّاوُدِيُّ : وَقِيلَ : كَانَتْ سُورَة الدُّخَان مَكْتُوبَة فِي يَده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقِيلَ كَتَبَ الْآيَة فِي يَده.
قَالَ الْقَاضِي : وَأَصَحّ الْأَقْوَال أَنَّهُ لَمْ يَهْتَدِ مِنْ الْآيَة الَّتِي أَضْمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِهَذَا اللَّفْظ النَّاقِص عَلَى عَادَة الْكُهَّان إِذَا أَلْقَى الشَّيْطَان إِلَيْهِمْ بِقَدْرِ مَا يَخْطَف قَبْل أَنْ يُدْرِكهُ الشِّهَاب , وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اِخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُو قَدْرك " أَيْ الْقَدْر الَّذِي يُدْرِك الْكُهَّان مِنْ الِاهْتِدَاء إِلَى بَعْض الشَّيْء , وَمَا لَا يُبَيِّن مِنْ تَحْقِيقه , وَلَا يَصِل بِهِ إِلَى بَيَان وَتَحْقِيق أُمُور الْغَيْب.
وَمَعْنَى ( اِخْسَأْ ) اُقْعُدْ فَلَنْ تَعْدُو قَدْرك.
وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا و قَالَ الْآخَرَانِ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَقَالَ دُخٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُ فَإِنْ يَكُنْ الَّذِي تَخَافُ لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ
عن أبي سعيد، قال: لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتشهد أني رسول الله؟» فقا...
عن أبي سعيد الخدري، قال: صحبت ابن صائد إلى مكة، فقال لي: أما قد لقيت من الناس، يزعمون أني الدجال، ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إنه ل...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال لي ابن صائد: وأخذتني منه ذمامة: هذا عذرت الناس، ما لي ولكم؟ يا أصحاب محمد ألم يقل نبي الله صلى الله عليه وسلم: «إنه يهودي...
عن أبي سعيد الخدري، قال: خرجنا حجاجا، أو عمارا، ومعنا ابن صائد، قال: فنزلنا منزلا، فتفرق الناس وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، ق...
عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صائد: «ما تربة الجنة؟» قال: درمكة بيضاء، مسك يا أبا القاسم قال: «صدقت»
عن أبي سعيد، أن ابن صياد، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة؟ فقال: «درمكة بيضاء مسك خالص»
عن محمد بن المنكدر، قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال، فقلت: أتحلف بالله؟ قال: «إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عل...
عن سالم بن عبد الله، أخبره أن عبد الله بن عمر، أخبره أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبي...
عن نافع، قال: لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة، فقال له قولا أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها، فقالت له: رحمك الله...