حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الزهد والرقائق (حديث رقم: 7435 )


7435- عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، «فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما، لا يدرك لها قعرا، ووالله لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا»،عن خالد بن عمير، وقد أدرك الجاهلية، قال: خطب عتبة بن غزوان، وكان أميرا على البصرة، فذكر نحو حديث شيبان

أخرجه مسلم


(آذنت) أي أعلمت.
(بصرم) الصرم الانقطاع والذهاب.
(حذاء) مسرعة الانقطاع.
(صبابة) البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء.
(يتصابها) في القاموس: تصاببت الماء شربت صبابته.
(قعرا) قعر الشيء أسفله.
(كظيظ) أي ممتلئ.
(قرحت) أي صار فيها قروح وجراح، من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته.
(سعد بن مالك) هو سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه.

شرح حديث (إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْم , وَوَلَّتْ حَذَّاء , وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء يَتَصَابُّهَا صَاحِبهَا ) ‏ ‏أَمَّا ( آذَنَتْ ) فَبِهَمْزَةٍ مَمْدُودَة وَفَتْح الذَّال أَيْ أَعْلَمَتْ.
وَ ( الصُّرْم ) بِالضَّمِّ أَيْ الِانْقِطَاع وَالذَّهَاب.
‏ ‏وَقَوْله ( حَذَّاء ) ‏ ‏بِحَاءٍ مُهْمَلَة مَفْتُوحَة ثُمَّ ذَال مُعْجَمَة مُشَدَّدَة وَأَلِف مَمْدُودَة أَيْ مُسْرِعَة الِانْقِطَاع.
وَ ( الصُّبَابَة ) بِضَمِّ الصَّاد الْبَقِيَّة الْيَسِيرَة مِنْ الشَّرَاب تَبْقَى فِي أَسْفَل الْإِنَاء , ‏ ‏وَقَوْله ( يَتَصَابُّهَا ) ‏ ‏أَيْ يَشْرَبهَا.
وَقَعْر الشَّيْء أَسْفَله.
وَالْكَظِيظ الْمُمْتَلِئ.
‏ ‏قَوْله : ( قَرِحَتْ أَشْدَاقنَا ) ‏ ‏أَيْ صَارَ فِيهَا قُرُوح وَجِرَاح مِنْ خُشُونَة الْوَرَق الَّذِي نَأْكُلهُ وَحَرَارَته.


حديث فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏خَطَبَنَا ‏ ‏عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ‏ ‏فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ ‏ ‏آذَنَتْ ‏ ‏بِصَرْمٍ ‏ ‏وَوَلَّتْ ‏ ‏حَذَّاءَ ‏ ‏وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا ‏ ‏صُبَابَةٌ ‏ ‏كَصُبَابَةِ ‏ ‏الْإِنَاءِ ‏ ‏يَتَصَابُّهَا ‏ ‏صَاحِبُهَا وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ ‏ ‏مَا بِحَضْرَتِكُمْ ‏ ‏فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا ‏ ‏أَنَّ الْحَجَرَ ‏ ‏يُلْقَى مِنْ ‏ ‏شَفَةِ ‏ ‏جَهَنَّمَ ‏ ‏فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لَا يُدْرِكُ لَهَا ‏ ‏قَعْرًا ‏ ‏وَ وَاللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ أَفَعَجِبْتُمْ وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ ‏ ‏مِصْرَاعَيْنِ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏مَصَارِيعِ ‏ ‏الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ ‏ ‏كَظِيظٌ ‏ ‏مِنْ الزِّحَامِ وَلَقَدْ ‏ ‏رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى ‏ ‏قَرِحَتْ ‏ ‏أَشْدَاقُنَا ‏ ‏فَالْتَقَطْتُ ‏ ‏بُرْدَةً ‏ ‏فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏فَاتَّزَرْتُ ‏ ‏بِنِصْفِهَا ‏ ‏وَاتَّزَرَ ‏ ‏سَعْدٌ ‏ ‏بِنِصْفِهَا فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنْ الْأَمْصَارِ وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللَّهِ صَغِيرًا وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا ‏ ‏تَنَاسَخَتْ ‏ ‏حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَاقِبَتِهَا مُلْكًا فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا ‏ ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏إِسْحَقُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلِيطٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ ‏ ‏وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏خَطَبَ ‏ ‏عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ‏ ‏وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى ‏ ‏الْبَصْرَةِ ‏ ‏فَذَكَرَ ‏ ‏نَحْوَ حَدِيثِ ‏ ‏شَيْبَانَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

ما طعامنا إلا ورق الحبلة حتى قرحت أشداقنا

عن خالد بن عمير، قال: سمعت عتبة بن غزوان، يقول: «لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما طعامنا إلا ورق الحبلة، حتى قرحت أشداقنا»

هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة و في رؤية القم...

عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: «هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحابة؟» قالوا: لا، قال: «فهل تضارون...

من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم

عن أنس بن مالك، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: «هل تدرون مم أضحك؟» قال قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: " من مخاطبة العبد ربه، يقول...

قال رسول الله ﷺ اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا»

اللهم ارزق آل محمد قوتا

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا»، وفي رواية عمرو: «اللهم ارزق»، عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد، وق...

ما شبع آل محمد ﷺ منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث...

عن عائشة، قالت: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة، من طعام بر ثلاث ليال تباعا، حتى قبض»

قالت عائشة ما شبع رسول الله ﷺ ثلاثة أيام تباعا من...

عن عائشة، قالت: «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز بر، حتى مضى لسبيله»

ما شبع آل محمد ﷺ من خبز شعير يومين متتابعين

عن عائشة، أنها قالت: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم، من خبز شعير يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم»

حديث عائشة ما شبع آل محمد ﷺ من خبز بر فوق ثلاث

عن عائشة، قالت: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم، من خبز بر فوق ثلاث»